بروكسل: يزور الرئيس فلاديمير بوتين الثلاثاء بروكسل للمشاركة في قمة بين روسيا والاتحاد الاوروبي تنعقد وسط اجواء من التوتر بسبب القضايا الخلافية العديدة وعلى رأسها اوكرانيا. وهذا الاجتماع الثاني والثلاثون بين الاتحاد الاوروبي وروسيا، الذي يعقد مرتين في السنة، سيتقصر على اقل من ثلاث ساعات من المحادثات بين بوتين ورئيسي الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي والمفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو. ولفت برونو ليتيه الخبير لدى مركز الابحاث "جرمان مارشال فاند" الى "ان خيبات الامل تبدو هذه المرة اكبر بكثير من المجاملة". وفي بروكسل يبرر اجتماع القمة المصغر هذا مع الغاء عشاء كان مقررا اصلا لمساء الاثنين، بالرغبة في التركيز على ما هو اساسي، اي نقاش "نأمل ان يكون صريحا وشفافا" حول العلاقات الروسية الاوروبية التي "تمر بفترة تحديات" بحسب اوليفيه بايي المتحدث باسم المفوضية. اما التطلعات فهي متواضعة لا سيما وان اجتماعات القمة السابقة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا مع بوتين "لم تكن ناجحة كثيرا" برأي دبلوماسي اوروبي. لان الرئيس الروسي "لا يعطي اهمية كبيرة لقادة بروكسل" الذين يوشكون على انهاء ولايتهم كما قال. وراى نيكولاي بتروف البرفسور في المدرسة الاقتصادية العليا في موسكو "لا يؤمل بان ينتج امر هام عن هذه القمة، ان لم تكن مناقشة تتسم بالصراحة حول الموضوع الساخن: هل ان روسيا والاتحاد الاوروبي في منافسة مباشرة في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي؟". وتستقطب اوكرانيا الانتباه منذ الازمة المفتوحة بسبب قرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش رفض اتفاق الشراكة الذي عرضه عليه الاتحاد الاوروبي مفضلا عليه التقارب مع روسيا. وعبرت الدول الاوروبية ال28 عن استيائها لهذه النكسة غير المسبوقة منذ انشاء الاتحاد الاوروبي، وحملت مسؤوليتها للضغوط التي تمارسها روسيا على جارتها. وهي تدعم منذ ذلك الحين بشكل صريح عموما المعارضة المناهضة ليانوكوفيتش والمؤيدة لاوروبا. وتبدي موسكو من جهتها سخطها من هذا الدعم الذي اعتبره وزير خارجيتها سيرغي لافروف مؤخرا ب"غير اللائق". وراى ان ما من بلد اوروبي يقبل بدون رد فعل ان يسد متظاهرون الساحة المركزية في عاصمته خلال اسابيع. واوضح بتروف "ان روسيا تأخذ على الاتحاد الاوروبي تدخلها كثيرا في شوؤن الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي (السابق)، وذلك ما يغيظها". لكن بالرغم من المواضيع الخلافية فان الوقت ليس للقطيعة، لانها "لن تكون امرا جيدا لا للاتحاد الاوروبي ولا لروسيا" براي ميشال بارانوفسكي الخبير لدى مارشال فاند الذي يوجد مقره في وارسو. وراى ان على الفريقين ان يتحليا ب"البرغماتية بسبب المصالح المشتركة، أكانت اقتصادية او طاقوية او دبلوماسية، مع سوريا وايران او الملف الاسرائيلي الفلسطيني". واكد السفير الروسي لدى الاتحاد الاوروبي فلاديمير شيزوف ان العلاقات الروسية الاوروبية "افضل" مما تقوله وسائل الاعلام التي "تضخم الخلافات" برأيه. فقد ارتفعت المبادلات التجارية بشكل كبير بين الطرفين منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، واصبحت روسيا اليوم الشريك الثالث للاتحاد الاوروبي بعد الولاياتالمتحدة والصين، مع تقدير حجم المبادلات بنحو 340 مليار في العام 2012. لكن الدول الاوروبية ال28 تسجل عجزا كبيرا بلغ 91,6 مليار يورو في 2012 بسبب تبعيتها القوية في مجال الطاقة. وقال بارنوفسكي "ما من شك ان العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا ستبقى قوية جدا في مجال الطاقة" رغم المواضيع الخلافية. وهذه المواضيع متعددة بدءا من احتجاج موسكو امام منظمة التجارة العالمية على ضريبة فرضتها الدول الاوروبية ال28 في مجال الطاقة، وتحقيق في بروكسل يستهدف شركة غازبروم العملاقة لممارسات مخالفة لقواعد المنافسة، واحتجاج على اتفاقات متعلقة بخط انابيب الغاز المعروف ب"ساوث ستريم" بين روسيا والاتحاد الاوروبي. ومن بين الملفات الاخرى العالقة، نظام التنقل بدون تاشيرة بين روسيا والاتحاد الاوروبي، الذي تطالب به موسكو منذ سنوات منددة بانتظام بموقف بروكسل "المسيس". الى ذلك ستشهد الالعاب الاولمبية الشتوية التي ستستضيفها مدينة سوتشي الروسية فتور العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا لان معظم قادة الدول ال28 لن يحضروا حفل افتتاحها في السابع من شباط/فبراير المقبل. ايلاف