بدأت في العاصمة السويدية ستوكهولم اليوم أعمال القمة ال 24 بين روسيا والإتحاد الأوربي والتى يخيم عليها مناخ من انعدام الثقة المتبادلة بين الطرفين وشكوك في القدرة الفعلية على تجاوز الإشكاليات العالقة بين بروكسلوموسكو. ويمثل الجانب الروسي في القمة الرئيس ديميتري ميدفيديف, فيما يمثلها عن الجانب الاوربي رئيس وزراء مملكة السويد رينفيلدت فريدريك الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للإتحاد, ورئيس اللجنة الأوربية جوزيه مانويل باروزو، والمفوض الأعلى لشؤون السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوربي خافيير سولانا. ويأتي انعقاد القمة بعد تأجيلها مرارا بسب الخلافات بين روسياوالسويد التي تحظى في مواجهتها مع موسكو بدعم دول البلطيق والدول الشرقية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي السابق. وبعد ان تمكنت المفوضية الأوربية من حل عدد من الإشكاليات مع روسيا وانتزاع موافقة من الدول الأعضاء في التكتل بتمكينها من تفويض لتوقيع اتفاقية جديدة للشراكة مع روسيا تعوض الاتفاقية السابقة والتي ضلت غير نافذة المفعول بسبب الحرب الروسية الجورجية في القوقازعام 2008م. وتبدو الخلافات السياسية بين روسيا والاتحاد الأوربي نسبية مقارنة مع الخلاف المزمن بين موسكووبروكسل في مجال إمدادات الغاز والطاقة الروسية لأوربا. لكن روسيا تمكنت من شق الصفوف الأوربية بشكل فعلي عبر إبرامها عددا من الاتفاقيات الجانبية في مجال إمدادات الغازمع عددمحددمن الدول وتنفيذها لمشاريع ضخمة مع دول معينة أخرى وخاصة ألمانيا وايطاليا . وأعربت مصادرأوربية قبيل انعقاد القمة اليوم عن خشيتها من ان تركن موسكو لسلاح الغاز لتمرير عدد من مطالبها بشان المبادلات التجارية والاقتصادية مع الاتحاد الأوربي اوهندسة الوضع الأمني والسياسي في منطقة القوقاز وأوكرانياوالتى تعدالمعبرالرئيس في إمدادات الغاز الروسية لأوربا . وطالبت روسيا الاتحاد الأوربي قبل القمة أن يقوم بتمويل مشتريات أوكرانيا من الغاز الروسي وهددت بوقف الإمدادات مجددا ويتوقع أن يكرر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف للقادة الأوربيين هذا الطلب. في حين قطعت روسيا إمدادات الغاز عن أوربا بداية يناير الماضي للمرة الثانية على التوالي مما تسبب في أزمة حادة في عدد من دول وسط وشرق القارة. فيما وقعت المفوضة الأوربية وروسيا الاثنين الماضي في موسكو على مذكرة تفاهم في مجال أمن الطاقة وتقضي بإرساء نظام للإنذار المبكر بين الطرفين لتجنب أية أزمات مستقبلية في مجال الإمدادات . ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا المقررة في ال 17 يناير المقبل فان المراقبين يخشون من أن تتدخل روسيا في مجرى الانتخابات باستعمال سلاح الطاقة والسعي للإطاحة هذه المرة بالرئيس الأوكراني الموالي للغرب فيكتور لوتشنكو . وتبدو روسيا في موقع قوة تجاه الشريك الأوربي حيث وقعت عدة دول أوربية اتفاقيات ضخمة معها في مجال إمدادات الطاقة مما يحرم الاتحاد الأوربي من أية هوامش للضغط عليها . ولاتزال روسيا تساوم الاتحاد الأوربي بشأن انضمامها لمنظمة التجارة العالمية وتربط بين هذا الانضمام وتقديم الأوربيين لتنازلات ضخمة لها. سبأ وكالات