أعلن وفدا النظام والمعارضة السوريين في مفاوضات "جنيف 2" أنهما سيواصلان التفاوض على الرغم من العرقلة التي طرأت خلال جلسة أمس الصباحية . وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري للصحفيين "لن نغادر بتاتا طاولة المفاوضات"، مضيفاً "سنستكمل النقاش"، فيما قالت ريما فليحان من وفد المعارضة "نحن إيجابيون، سنبقى هنا حتى تحقيق هدف هذا المؤتمر في تشكيل هيئة الحكم الانتقالي" . وجاء ذلك بعد رفع الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي الجلسة الصباحية التي عقدت بين الطرفين، إثر خلافات بين الوفد الرسمي الذي شدد على أولوية البحث في مكافحة "الإرهاب"، والوفد المعارض الذي يشدد على ضرورة البحث في مسألة "هيئة الحكم الانتقالي" . وقالت فليحان إن "المفاوضات لم تكن بناءة بسبب منطق وفد النظام الذي حاول تغيير مسار الجلسة"، وأشارت إلى أن وفد النظام "هاجم الأممالمتحدة وعددا كبيرا من الدول الأعضاء فيها، وأهان بعض هذه الدول"، معتبرة أن "وفد النظام يشعر فعلياً هنا بحصار دولي خانق على ما يبدو، لذلك كان أداؤه موتوراً بدائياً" . وأضافت "كان من المقرر أن تبحث الجلسة تنفيذ بيان جنيف-1 وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات، وحاول وفد النظام تغيير المسار"، مشيرة إلى أن الوفد المعارض "أصر" على موقفه "إننا هنا من أجل تنفيذ بيان جنيف-1 وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي" . ورداً على سؤال عن الموقف الذي ستتخذه المعارضة، قالت فليحان "نحن إيجابيون، سنبقى هنا حتى تحقيق هدف هذا المؤتمر في تشكيل هيئة الحكم الانتقالي"، وتحقيق تنفيذ هيئة الحكم الانتقال . وأفاد مصدر مقرب من وفد النظام أن الجلسة التي بدأت بعيد الساعة الحادية عشرة، رفعت بعد تقديم الوفد "ورقة عمل" حول الإرهاب، ورفض وفد المعارضة البحث فيها وتمسكه بالبحث في هيئة الحكم الانتقالي، وقال إن "وفد الجمهورية العربية السورية قدم ورقة عمل تتضمن المبادئ الأساسية لإنقاذ سوريا الدولة والشعب مما تتعرض له من إرهاب تكفيري"، وأضاف "ما إن انتهى الوفد من تقديم هذه الورقة حتى رفضها وفد الائتلاف الذي طلب الحديث فقط عن هيئة انتقالية"، وتابع "على الأثر، رفع الإبراهيمي الجلسة" . وأوضح المصدر أن "البيان السوري تضمن خمس نقاط أهمها سيادة واستقلال سوريا والحفاظ على مؤسسات الدولة والبنى التحتية وعدم تدميرها، والطلب من الدول التي تمول وتسلح وتدرب المجموعات الإرهابية التوقف فورا عن ممارساتها" . وكشف معارض سوري أن الإبراهيمي أنهى الجلسة الصباحية بعد أن "استاء من وفد النظام الذي كان يلقي محاضرة في الديمقراطية ويزايد فيها على الموجودين"، وقال المعارض الذي حضر الجلسة الصباحية ورفض الكشف عن هويته "أوقف الجلسة بعد أقل ساعة من بدايتها خاصة بعد أن بدأ وفد النظام محاضرة عن الديمقراطية والتعددية ما أدى لتشنج الأجواء طالباً من الوفد الحكومي الانخراط في مفاوضات سياسية بدل الكلام عن الديمقراطية وغيرها التي نعرفها" . وأضاف "النظام يضع العصي في الدواليب كعادته ولا يقدم أي جديد سوى المماطلة والكلام" . وخرج كل من وفدي السلطة والمعارضة من الجلسة المشتركة ليقدموا تصريحات نارية بالاتهام والمسؤولية عن فشل اللقاء الذي كان مخصصاً عن المفاوضات السياسية من أجل مرحلة حكم انتقالي . وأفاد مصدر في وفد المعارضة أنه من المقرر أن يقوم خبراء سياسيون وفي القانون الدولي شاركوا في صياغة بيان جنيف ،1 بشرح مضمونه للوفدين . وقال عضو وفد المعارضة لؤي صافي قبل ساعات من اليوم الثالث للمفاوضات "سنبدأ بالحديث عن الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية"، وأضاف أنه "من الواضح أن النظام ليس متحمساً"، موضحاً أنه "سنرى ما إذا كان النظام موافق على حل سياسي أو سيصرون على حل عسكري" . وأكد العضو في وفد المعارضة منذر أقبيق أنه "لا هدف لبشار الأسد إلا كرسي الحكم"، وقال إن "نظام الأسد لا يهتم إلا ببقائه على كرسي الحكم، إن هدف المفاوضات في جنيف سيبقى تشكيل هيئة حكم انتقالية في سورية وفق مقررات جنيف1"، واتهم "سلطات الأسد بعدم الوفاء بتعهداتها بشأن إطلاق سراح الأسرى الذين قدم وفد المعارضة قوائم بأسمائهم ضمت آلاف النساء والأطفال" . من جهته، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إنه "لا مشكلة في مناقشة أي موضوع سياسي خلال مفاوضات جنيف 2"، وأضاف أن "عدم رحيل الرئيس بشار الأسد مبني على أن الدستور السوري ينص على أن أي رئيس يأتي يجب أن يكون من خلال الانتخابات"، وتابع "لا يجوز لأي احد الاستثمار في المسألة الإنسانية، الحكومة السورية تقوم بكامل واجباتها بمعزل عن جنيف 2"، وأكد "نحن نريد ضمانات ألا يطلق المسلحون النار على قوافل الإغاثة وخطة الاستجابة الإنسانية بين سورياوالأممالمتحدة تنفذ بشكل مستمر ومتواصل في كل مناطق سوريا" . (وكالات) واشنطن: النظام السوري غير جاد في الحل سياسي أعلن مصدر أمريكي رفيع المستوى أمس، أن وفد النظام السوري في مؤتمر "جنيف 2" لا يزال غير جاد في الانخراط بعملية سياسية تؤدي إلى حل وخلاص السوريين من الحرب . وذكر بيان أمريكي رسمي ردا على اتهامات فيصل المقداد العضو في وفد النظام تجاه الولاياتالمتحدة والمعارضة أنهما "يدعمان الإرهاب والمجموعات المسلحة"، "إن المقداد بدلاً من أن يركز جهوده على البناء والتعاون والانخراط مع المعارضة في مفاوضات جادة حول كيفية وضع حد لمعاناة الشعب السوري نجده يستخدم لغة غير مناسبة لأجواء بناء الثقة بين الطرفين" . (وكالات) الخليج الامارتية