جنيف - وكالات: رفع الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي جلسة التفاوض المشتركة بين وفدي النظام السوري والمعارضة في جنيف، إثر خلافات بين الطرفين حول أولوية البحث مع مطالبة النظام بالتركيز على مكافحة "الإرهاب" ، وتشديد المعارضة على البحث في "هيئة الحكم الانتقالي" . وأكد الوفدان المفاوضان أنهما باقيان في جنيف لاستكمال المفاوضات، حيث من المقرر أن يلتقي كل منهما على حدة الإبراهيمي وبدأت الجلسة في قصر الأممالمتحدة، وذلك للبحث في الشق السياسي، بعد يومين من النقاش في قضايا إنسانية. وقال مصدر مقرب من الوفد الرسمي ان "وفد الجمهورية العربية السورية قدم ورقة عمل تتضمن المبادئ الاساسية لانقاذ سوريا الدولة والشعب مما تتعرض له من ارهاب واضاف "ما ان انتهى الوفد السوري من تقديم هذه الورقة حتى رفضها وفد الائتلاف الذي طلب الحديث فقط عن هيئة انتقالية"، مشيرا الى انه "على الاثر، رفع السيد الابراهيمي الجلسة". وتضمنت الورقة خمسة بنود ابرزها "سيادة واستقلال سوريا والحفاظ على مؤسسات الدولة من جهتها، قالت العضو في وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ريما فليحان ان "المفاوضات لم تكن بناءة بسبب منطق وفد النظام الذي حاول تغيير مسار الجلسة". اضافت "كان من المقرر ان تبحث الجلسة في تنفيذ بيان جنيف-1 وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية الكاملة الصلاحيات وحاول وفد النظام تغيير المسار الى مناقشة الارهاب"، مشيرة الى ان الوفد المعارض "اصر" على موقفه "اننا هنا من اجل تنفيذ بيان جنيف-1 وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي". وينص اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه نهاية يونيو 2012 في غياب اي تمثيل سوري، على تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية، من دون التطرق الى مصير الرئيس بشار الاسد. وترى المعارضة التي ترفض اي دور للاسد واركان نظامه في المرحلة الانتقالية، ان جنيف-1 يعني تنحي الرئيس السوري وتسليم صلاحياته الى هذه الهيئة. الا ان النظام يرفض مجرد طرح الموضوع، معتبرا ان مصير الاسد يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع. وافاد مصدر في وفد المعارضة انه من المقرر ان يقوم خبراء سياسيون وفي القانون الدولي شاركوا في صياغة بيان جنيف-1، بشرح مضمونه للوفدين السوريين المشاركين في جنيف-2. واعتبرت صحف سورية ان مفاوضات جنيف لن تحدث "اختراقا حقيقيا" في الازمة المستمرة منذ منتصف مارس 2011. وخلال مفاوضات اليومين الماضيين، بحث الجانبان في موضوع ادخال مساعدات التي تسيطر عليها المعارضة في حمص القديمة (وسط) وتحاصرها القوات النظامية منذ اكثر من عام، اضافة الى مصير آلاف المعتقلين والمفقودين منذ بدء النزاع. وحصل الابراهيمي على وعد من السلطات السورية بالسماح للنساء والاطفال المحاصرين منذ اشهر في وسط حمص، بمغادرة المدينة. وقال الابراهيمي ان "الحكومة السورية ابلغتنا ان النساء والاطفال يستطيعون المغادرة فورا"، مضيفا "هناك امل انه اعتبارا من الغد، يستطيع النساء والاطفال مغادرة حمص القديمة". ولاحقا، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد "كنت معنيا مباشرة في العامين الاخيرين بعملية اخراج النساء والاطفال. لكن المجموعات المسلحة منعتنا ولم تسمح لاي شخص بان يغادر". وطالب ناشطون في حمص بضمانات" بعدم قيام دمشق بتوقيف المدنيين الذين سمح لهم بمغادرة المدينة. وكانت المعارضة اعتبرت ان حمص "بالون اختبار" للنظام، وان رفضه دخول المساعدات اليها يعني انه "يريد حلا عسكريا ولا يريد حلا سياسيا". كما بحث الوفدان في قضية عشرات الاف المعتقلين والمفقودين في ثاني يوم من جلسات التفاوض ضمن جنيف-2. وقال الوفد المعارض انه قدم قائمة باسماء 2300 امرأة وطفل، آملا ان يتم "الافراج عنهم فورا" . جريدة الراية القطرية