هددت السلطات الأوكرانية امس بفرض حالة الطوارئ بعد أن احتل متظاهرون في كييف ليلاً مقر وزارة العدل، وهو ما دفع المحتجون المعارضون على ما يبدو الى إخلاء الوزارة مع مواصلتهم سد مداخلها، لتعود السلطات لتعلن عدم نيتها اعلان الطوارئ في الوقت الحالي، في وقت أبدت الأحزاب المعارضة الرئيسية من جانبها استعدادها «لمواصلة المفاوضات». ويأتي اختبار القوة الجديد عشية افتتاح جلسة استثنائية للبرلمان الأوكراني مخصصة لبحث الوضع السياسي واجتماع قمة يبدو انه سيكون صعبا بين الاتحاد الأوروبي وروسيا لتوتر العلاقات بينهما بسبب ازمة اوكرانيا وتبادل الاتهامات بالتدخل فيها. وأعلنت وزيرة العدل الأوكرانية اولينا لوكاش المشاركة في المفاوضات بين المعارضة والرئيس فيكتور يانوكوفيتش، امس للتلفزيون انها ستطالب بوقف هذه المحادثات إن بقي المحتلون داخل مبنى الوزارة الواقع في وسط المدينة. وقالت لوكاش محذرة «سأضطر للطلب من الرئيس الأوكراني وقف المحادثات إن لم يتم اخلاء مقر الوزارة على الفور وان لم تعط فرصة للمفاوضين لإيجاد حل سلمي للنزاع»، كما حذرت من انها ستطلب من مجلس الأمن القومي الأوكراني «مناقشة فرض حالة الطوارئ». وبعد ساعات اعلن وزير الخارجية الأوكراني ليونيد كوجارا خلال مؤتمر صحافي في كييف امس: «لا ننوي حالياً فرض حالة الطوارئ، اليوم (الاثنين) هذا الاجراء غير مطروح على طاولة البحث». ويبدو ان ذلك جاء بعد ان اخلى المعارضون امس وزارة العدل التي يحتلونها منذ مساء الأحد دون اي مقاومة في وسط كييف، لكنهم يواصلون سد مداخلها كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. في السياق اعلنت ابرز احزاب المعارضة في بيان مشترك انها «مستعدة لمواصلة المفاوضات» مع السلطة. وأكدت ان الهدوء عاد الى ساحة الاستقلال في الأيام الماضية حيث نظمت تظاهرات حاشدة، لكنها حذرت من ان «صبر الناس الغاضبين يمكن ان ينفد في اي وقت». وبدأ اجتماع بين قادة ابرز ثلاثة احزاب مساء امس مع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفتيش. ويشارك في اللقاء بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو وارسيني ياتسينيوك من حزب رئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشنكو والقومي اوليغ تياغنيبوك. في الأثناء قالت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو «ادعو قادة المعارضة إلى رفض هذه الشروط المذلة بشكل قاطع»، كما جاء على موقعها الالكتروني. وأضافت، احدى ابرز شخصيات الثورة البرتقالية في العام 2014، «ادعو كل الأوكرانيين الى المضي قدما وعدم التوقف وعدم اضعاف قوة ضربتهم للسلطات». إلى ذلك أسمع الاتحاد الأوروبي صوته من جديد امس ودعا في بيان لوفده الموجود في كييف السلطات الأوكرانية إلى «تنفيذ الوعود» التي قطعتها للمعارضة، كما دعا المعارضة إلى «التنصل بوضوح من جميع الذين لجأوا إلى العنف». كما اعلن ناطق باسم المفوضية الأوروبية ان المفوض المكلف علاقات الجوار ستيفان فولي، توجه الى كييف في زيارة جديدة تدخل في إطار الجهود المبذولة لمحاولة تسوية الأزمة في اوكرانيا. البيان الاماراتية