GMT 19:00 2014 الثلائاء 28 يناير GMT 19:06 2014 الثلائاء 28 يناير :آخر تحديث * 1 إيلاف خاص من باريس: صدر عن دار "أكت دي سود" الفرنسية، مختارات من شعر الشاعر العراقي الراحل سركون بولص، تحت عنوان "الايماضة الباقية" (190 صفحة من القطع الصغير)، قام بترجمتها إلى الفرنسية أنطوان جوكي. وقدم لها وديع سعادة بكلمة جاء فيها: " شاعر اللامكان سركون بولص، الذي عبر أمكنة كثيرة ( العراق، لبنان، الولاياتالمتحدة، بريطانيا، ألمانيا... )، لم يكن يعبر في الجغرافيا. كان يعبر في ذاته، عمودياً في الأعماق، وفي الغور هناك يحاول هدم الحدود بين الحلم والواقع. كانت اللغة هي وطنه الافتراضي الوحيد، فحفر فيها عميقاً علّه يجد نفسه في وطن... لكن، هل للشعراء وطن، حتى في اللغة؟" عنوان الكتاب هو عنوان قصيدة نثر في ديوانه "الأول والتالي"، واختيار المترجم لهذا العنوان كخيط جامع، له دلالة جيدة وهي أن الشاعر لا بقاء له في ما تركه سوى شعره، هذه الايماضة الباقية الأخيرة. وقد لعب أنطوان جوكي - الذي أراد أن يفي بوعْده الذي قطعه أمام سركون بولص بأشهر قبل وفاته، بأنه سيترجم شعره إلى الفرنسية - دورا كبيرا في جعل هذه الايماضة تستمر في التوهج. فقد بذل جهدا كبيرا على ترجمة هذه المجموعة الكبيرة من شعر سركون بولص وقد اختار، بدقة، ما لا يمكن أن يضيع كليا في لغة أخرى. فمن المعروف ان سركون بولص كان له ولع في اختيار كلمات لها وقع شفاف، وصياغات مداورة، وأحيانا على حساب المعنى، وعلى حساب أي ترجمة مهما كانت بارعة. كانت المهمة، إذاً، صعبة مرتين للمترجم: أي القصائد وكيف نقلها بأمانة معنى وشعرا؟ لذا حصر اختياره حول قصائد تتحاور مع الوعي الشعري الفرنسي المعاصر، ولها طابع أكثر كونية؛ فمنحنا ترجمة جميلة وصافية ل 94 قصيدة تتلألأ فيها التجربة والمعاناة والبحث عن الخلاص التي كانت لبَّ نتاج سركون بولص، هذا الشاعر الستيني بامتياز. . ايلاف