رام الله عبد الرحيم حسين، علاء المشهراوي، وكالات (عواصم) - قررت القيادة الفلسطينية، خلال اجتماع عقدته في رام الله الليلة قبل الماضية، مطالبة مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار ملزم لوقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، الذي أبلغ الاتحاد الأوروبي رسمياً إسرائيل بالقلق البالغ إزاء توسيعه، فيما استنكرت إيطاليا ذلك بشدة. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية، «هناك مسألة الاستيطان في المنطقة المسماة (إي-1)، هذه قضية لا أعتقد أن أحداً يمكنه السكوت عليها بأي شكل من الأشكال». وأضاف «بدأنا في الحديث، بدأنا الاتصالات وبالذات في الأممالمتحدة في مجلس الأمن ولكن نريد أن نتابع هذا الموضوع أكثر فأكثر في الأيام القادمة لأنه إذا استمرت إسرائيل في هذا النشاط ليس فقط في (إي-1) وإنما الاستيطان بشكل عام، فمعنى ذلك أنها لا تريد إطلاقا أن تصل إلى السلام». وأعلنت القيادة الفلسطينية، في بيان أصدرته بعد اختتام الاجتماع أنها قررت كخطوة أولى التوجه إلى مجلس الأمن الدولي باسم دولة فلسطين للمطالبة بإصدار قرار ملزم لإسرائيل من أجل وقف هذه القرارات التوسعية المدمرة وجميع أشكال الاستيطان. وأضافت ستواصل «المتابعة الحثيثة لمواجهة سياسة العقوبات الجماعية بما فيها تجميد مستحقات السلطة الفلسطينية المالية باعتبارها انتهاكاً يعاقب عليه القانون الدولي». وأكدت أنها ستواجه بحزم وتصميم القرارات الاستيطانية الأخيرة في القدس ومحيطها بما فيه مشروع (إي-1)، وأضافت «لأن مصير حل الدولتين ومستقبل العملية السياسية (عملية السلام) سوف يعتمد على إحباط هذا المشروع الأخطر في تاريخ التوسع الاستيطاني والعنصري، فإن مستقبل السلام والأمن أصبح في خطر محدق وغير مسبوق بفعل هذه القرارات الإسرائيلية». وخلصت إلى القول إن جرائم الحرب الإسرائيلية، سواء الاستيلاء على أراضي دولة فلسطين ومحاولة تمزيق وحدتها الجغرافية وتطويق القدس بحزام استيطاني، إضافة إلى الاعتداء على أموال شعبنا الفلسطيني، سوف يتم التعامل معها والرد عليها بما تستحقه وتمثله من مخاطر بالغة. وقال عباس خلال استقباله إعلاميين وصحفيين فلسطينيين في رام الله أمس «إن ما يسمى مشروع (إي-1) خط أحمر لا يمكن السكوت عليه. لقد توجهنا إلى الأطراف الدولية كافة من أجل منع هذا القرار الاستيطاني وإذا حصل ، فسنلجأ إلى كل الأساليب المشروعة والقانونية وهناك ما يمكن أن نقوله ونفعله لمنع هذا القرار الخطير». وذكر أن لجنة خاصة من خبراء ومختصين ومسؤولين في القيادة الفلسطينية بدأت اجتماعاتها بهدف دراسة الوضع القانوني الجديد لفلسطين بعد أن أصبحت دولة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح صحفي، «إن هذا القرار الاستيطاني هو استخفاف بالمجتمع الدولي ورسالة تحدٍ إسرائيلية للعالم أجمع الذي أدان الاستيطان وطالب إسرائيل بوقفه، والشعب الفلسطيني وقيادته لن يسكتوا على بقاء هذا الاستيطان لأنه غير شرعي ويجب أن يزول». وقال كبير المفاوضين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في تصريح مماثل، «إذا قررت إسرائيل بدء البناء في منطقة (إي-1) وصادقت على قرارات الاستيطان فيها فإننا نعتبر هذا قراراً إسرائيلياً بنهاية عملية السلام وإنهاء حل الدولتين، وهو نهاية لأي فرصة للحديث عن السلام في المستقبل. وأضاف «توجهنا إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بوقف مشروع الاستيطان الإسرائيلي في (إي-1) ونطلب من المجتمع الدولي التدخل لوقف هذا المشروع الاستيطاني فورا للحفاظ على عملية السلام». ... المزيد