رام الله 'القدس العربي' من وليد عوض: تواصل جرافات الاحتلال الاسرائيلي عملها في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 وتمهيد اجزاء منها سواء في القدس الشرقية او الضفة الغربية لاقامة المزيد من الوحدات الاستيطانية وذلك رغم تواصل التنديد الدولي والفلسطيني بالاستيطان والمطالبة بوقفه. وفيما شهدت الايام الماضية موجة من الاحتجاجات الاوروبية والدولية على اعلان الحكومة الاسرائيلية موافقتها على بناء اكثر من 3000 وحدة استيطانية جديدة في الاراضي الفلسطينية، الا ان عجلة البناء اصلا غير متوقفة في معظم المستوطنات وخاصة المحيطة بمدينة القدس الشرقية مثل مستوطنة معالية ادوميم الواقعة شرق المدينة. واذا قدر لك ان تتوجه من رام الله وسط الضفة الغربية الى بيت لحم في الجنوب ستمر بمحاذاة تلك المستوطنة لترى بأن الجرافات تواصل تمهيد ارض المواطنين الواقعة بمحاذاتها من الجهة الشرقية وترى المئات من العمال الذين يشيدون الوحدات الاستيطانية الجديدة التي تزحف نحو الشرق للالتقاء مع مستوطنة 'ميشور ادوميم' الصناعية في منطقة الخان الاحمر تمهيدا لشروع سلطات الاحتلال باقامة مستوطنة 'إي1' لتربط المستوطنتين مع باقي مستوطنات القدس ليشكل ذلك التجمع الاستيطاني 'معاليه ادوميم وميشور ادوميم وأي 1' فاصلا بشريا وعمرانيا اسرائيليا يفصل جنوب الضفة عن شمالها، ويحول دون اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا. وفيما انتهت اسرائيل من تجهيز البنية التحتية لمستوطنة 'إي 1' التي من المقرر ان تلتقي مع معاليه ادوميم وتمتد لغور الاردن منذ حوالي سنتين، بحث المجلس الأعلى للتخطيط والبناء في اسرائيل الأربعاء، خطة بناء 3400 وحدة استيطانية في تلك المستوطنة الجديدة رغم الموقف الدولي المعارض للبناء في المنطقة. وقال موقع صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلي إنه تم إضافة بحث إقرار الخطة في اللحظة الأخيرة، لأنه لم يتم وضع البناء في المنطقة 'إي 1' على جدول أعمال المجلس، وحسب الخطة فإنه سيتم بناء 1250 وحدة في المنطقة الجنوبية و2176 وحدة في المنطقة الشرقية. واكدت الصحيفة انه تم إيداع الخرائط في المجلس، وسيتم عرضها على الجمهور لتقديم الاعتراضات عليها وبعد ذلك سيتم إقرارها خلال ستين يوما وستصبح جاهزة للتنفيذ. ومن جهتها أفادت صحيفة 'معاريف' الاسرائيلية بأن حكومة بنيامين نتنياهو أبلغت الإدارة الأمريكية أنها لا تنوي في هذه المرحلة البناء في المنطقة 'أي1' وان الحديث يدور فقط عن تخطيط البناء، وأن تنفيذ البناء يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين والتقدم في المفاوضات. ومن جهته أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الاربعاء ان قرار اسرائيل بتوسيع مستوطنة معاليه ادوميم من خلال 'إي 1' خطة اسرائيلية قديمة تهدف الى شق الضفة الغربية الى شطرين، مشيرا الى ان 'الفلسطينيين يرون في المشروع حياة أو موت'. ودعا عبد ربه مجلس الامن الى الزام اسرائيل بوقف المشروع بناء على المادة السابعة التي تفرض على الدولة المحتلة رفض تسكين الاجانب في اراضي الغير، موضحا بانه في حال عدم استجابة مجلس الامن للمطلب الفلسطيني ستذهب القيادة الفلسطينية الى المحكمة الدولية. ومن جهته اعتبر رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات أن قرار إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة فى المنطقة 'إى1'، من شأنه القضاء نهائياً على أمل إيجاد حل للدولتين. وقال عريقات، فى تصريحات خاصة أدلى بها إلى تليفزيون 'سى إن إن' الأمريكى، وبثت الأربعاء، 'إن أى شخص بمجرد اطلاعه على الخريطة ومعرفة جغرافيا المكان سيتأكد من ضعف فرص إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قرر مطلع الأسبوع الجارى بناء اكثر من 3000 وحدة استيطانية فى المنطقة التى تعرف باسم 'إى-1' لفصل جنوب الضفة عن شمالها فى رد على قرار منح فلسطين صفة مراقب غير عضو بمقتضى تصويت تم في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الماضي. وفي ظل تواصل الاستيطان الاسرائيلي رغم الانتقادات الدولية له والتي تمثلت في استدعاء سفراء اسرائيل من قبل بعض الدول الاوروبية للاحتجاج عليه تسعى القيادة الفلسطينية للتوجه لمجلس الامن الدولي لاستصدار قرار دولي بوقف الاستيطان. واكدت القيادة الفلسطينية في نهاية اجتماع عقدته الليلة قبل الماضية بأنها سوف تواجه بحزم وتصميم القرارات الاستيطانية الأخيرة في القدس ومحيطها بما فيه مشروع 'إي 1'، لان مصير حل الدولتين ومستقبل العملية السياسية، سوف يعتمد على إحباط هذا المشروع الأخطر في تاريخ التوسع الاستيطاني والعنصري. وقالت القيادة في بيانها 'إنها ستواصل العمل على الساحة الدولية ومع جميع الهيئات المعنية من اجل ترسيخ مكانة دولة فلسطين، وتفعيل عملية سياسية حقيقية وفعالة لانجاز رحيل الاحتلال عن كامل أراضي دولة فلسطين، وتأمين بناء مؤسسات وطنية راسخة للدولة ولجميع تجمعات شعبنا الفلسطيني'. وقررت القيادة تشكيل لجنة عليا من بين أعضائها لمتابعة العملية السياسية والتنظيمية الخاصة بتطبيق قرار الأممالمتحدة بشأن عضوية دولة فلسطين، وتحديد الخطوات المطلوبة على جميع الصعد من اجل قطع كل المراحل الكفيلة بتحقيق إغراض هذا القرار.