يخشى الفلسطينيون على دولتهم المستقبلية في ظل تنامي مشاريع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية والتي يسعى الفلسطينيون أن تكون عاصمة لهم. رام الله: يرى نبيل ان مشروع بناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة معاليه ادوميم القريبة من بلدة العيزرية الفلسطينية "سيقتل كل امل بدولة فلسطينية". ويبدو منظر العيزرية القريبة من القدس الشرقية مؤلما حيث تفوح رائحة النفايات المحروقة وتنتشر الكلاب الضالة في القرية التي تنتهي عند مدخل مستوطنة معاليه ادوميم الاسرائيلية حيث يقيم 36 الف مستوطن وفيها مركز للتسوق ومطاعم ومنازل انيقة. وتبعد المستوطنة عن القدس الشرقية المحتلة نحو عشرة كيلومترات وتمتد بينهما المنطقة المثيرة للجدل والمعروفة باسم "اي1" في الضفة الغربية. ويملك فلسطينيون جزءا من الاراضي التي سيقام عليها المشروع بينما يشكل الباقي "اراضي دولة". وبعد حصول فلسطين على وضع مراقب في الاممالمتحدة الخميس، قام نتانياهو باعلان اعادة اطلاق البناء في المستوطنات بما فيها مشروع اي1. واعلنت اسرائيل الجمعة نيتها بناء ثلاثة الاف وحدة سكنية استيطانية غداة موافقة الجمعية العامة للامم المتحدة على منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية. وتقوم الفكرة على تأمين "اتصال" بين مستوطنة معاليه ادوميم والاحياء الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة منذ 1967. ويمتد المشروع على طول 12 كيلومتر مربع بين القدس واريحا في غور الاردن. وسيقسم المشروع الضفة الغربية الى جزئين شرقي وغربي. ويقول نبيل الذي يعمل بائعا للمواد الكهربائية بان ذلك سيقتل "اي امل بدولة فلسطينية وسيقطع مدينتا عن العالم". وعلى الجانب الاخر من الشارع، يبيع علاء العاب فيديو واغطية للحواسيب المحمولة وعلى نافذة المحل وضع لافتة تقول "شعب واحد تضامنا مع غزة". ويقول "حتى الان، لدينا غزةوالضفة الغربية ولكن مع هذا المشروع سيصبح لدينا ثلاثة كيانات غزةوالضفة الغربية الجنوبية والضفة الغربية الشمالية". من جهته، يرى المحامي دانيال سيدمان مدير منظمة غير حكومية تعنى بالاستيطان في القدس الشرقية ان اكمال المشروع يقوض "حل الدولتين" الذي يدعو اليه المجتمع الدولي مشيرا الى ان "الضفة الغربية ستصبح مقسمة الى قسمين وسيصبح حل الدولتين مستحيلا". ويبدو ان نتانياهو لم يتأثر "بالضغوط الدولية" اذ اعلن انه لا نية لديه للتراجع عن هذا القرار. ويستطيع نتانياهو ان يعتمد على دعم المستوطنين في معاليه ادوميم قبل نحو شهر ونصف الشهر من الانتخابات التشريعية المرتقبة. ويقول المستوطن يائير الذي كان موجودا في المركز التجاري التابع للمستوطنة انه "من المهم البناء. نحن هنا في اسرائيل وهذه الارض ليست ملكا للعرب". من جهتها، تشير ايستي التي تعمل في محل لبيع المجوهرات "نحن بحاجة الى اعادة ربطنا مع القدس" بغض النظر عن الانتقادات الفرنسية او البريطانية، معتبرة انه "على كل حال الفرنسيون لا يحبوننا".