اسرائيل توافق على اقامة مستوطنة جديدة جنوب بيت لحم والسلطة تتعهد بمحاسبتها وتنتقد موقف واشنطن في مجلس الامنرام الله 'القدس العربي' تعهدت السلطة الفلسطينية الخميس بمحاسبة اسرائيل على 'جرائمها الاستيطانية' في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، وذلك في ظل اعلان مصادر اسرائيلية عن السماح للمستوطنين باقامة مستوطنة جديدة جنوب بيت لحم بالقرب من مجمع غوش عتصيون الاستيطاني، وذلك ضمن الموافقات الحكومية الاسرائيلية التي منحت خلال الاسبوعين الماضيين لاقامة اكثر من عشرة الاف وحدة استيطانية جديدة بالضفة الغربيةوالقدس الشرقية. واكدت مصادر اسرائيلية الخميس موافقة حكومة اسرائيل على خطط جديدة لبناء 523 وحدة سكنية استيطانية في جنوب بيت لحم بالضفة الغربية في خطوة اولى لانشاء مستوطنة جديدة، وذلك بعد اقل من 24 ساعة على موافقتها على بناء 2610 وحدات استيطانية على ارضي خربة بالة من اراضي بيت صفافا واراضي بيت جالا فيما يسمى بمستوطنة 'جيفعات هامتوس' جنوبالقدس. وقال ديفيد بيرل رئيس المجلس الاقليمي لكتلة غوش عتصيون الاستيطانية جنوب بيت لحم الخميس بان الحكومة الاسرائيلية وافقت على بناء مستوطنة جديدة في غوش عتصيون، مؤكدا ان وزارة الدفاع الاسرائيلية وافقت على خطط بناء 532 وحدة استيطانية في مستوطنة سيطلق عليها اسم جفاعوت. وفي ظل منح الحكومة الاسرائيلية التصاريح لاقامة المزيد من المستوطنات والوحدات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الاستيطان رغم الانتقادات الغربية الموجهة له أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة الخميس، ان اسرائيل ستحاسب على جرائم الاستيطان في الارض الفلسطينية. وقال ابو ردينة في تصريح رسمي 'أنه على المستوطنين وحكومة اسرائيل ان يعلموا انهم سيحاسبون على جرائم الاستيطان'، متوعدا 'بان لا يبقى حجر واحد من كل هذه المشاريع الاستيطانية الهستيرية في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين'. وجاءت تصريحات ابو ردينة تعقيبا على اعلان موافقة اسرائيل على خطط جديدة لبناء 523 وحدة سكنية استيطانية في جنوبالضفة الغربية في خطوة اولى لانشاء مستوطنة ضخمة جديدة. وعلى نفس الصعيد أدانت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، التصعيد الاستيطاني الإسرائيلي غير المسبوق الذي تقوده حكومة الاحتلال الإسرائيلية المتطرفة، والتي شرعت في المصادقة على بناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية الاستعمارية بشكل جنوني وفي مختلف مناطق القدسوالضفة الغربية وحذرت دائرة شؤون القدس في بيان صحفي صدر عنها الخميس، من العواقب الوخيمة لهذه الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية المحمومة على مدينة القدس بشكل خاص، والتي تمثلت في مصادقة وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك على مخطط بناء 523 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة 'غفعوت' الواقعه ضمن المجمع الاستيطاني 'غوش عصيون' جنوب بيت لحم، وإقرار الشروع مؤخرا في بناء 3426 وحدة استيطانية في منطقة معاله ادوميم المسمى'E1'، وبناء 2126 وحدة استيطانية جنوب مدينة القدس فيما تسميها إسرائيل 'جفعات همتوس' ومخطط اخر لبناء 1500 وحدة استيطانيه في مستوطنة 'رمات شلومو'، شمال القدس الشرقية المحتلة بالإضافة الى مجموعة المستوطنات التي أقرتها حكومة الاحتلال الاستعمارية خلال الأسابيع الماضية في معاليه ادوميم وجيلو ومصادرة 476 دونمًا من أراضي أبو ديس شرق مدينة القدس، وقالت دائرة شؤون القدس: 'نتساءل اليس من الممكن للولايات المتحدةالامريكية الدولة الاعظم وراعية عملية السلام ان تخضع اسرائيل للمحاسبة والمساءلة والعقاب بدلا من ان تكتفي بالقول ان هذه 'الافعال مخيبة للآمال'، معتبرة ان استمرار سياسة النفاق الدولي والاكتفاء ببيانات الشجب والادانه لم يعد كافيا، فإسرائيل مستمرة في بناء الوحدات الاستيطانية، مؤكدة ان هذا العدوان الاستيطاني الإسرائيلي تعبير عن سياسة وإستراتيجية إسرائيلية رافضة للسلام، حيث لا يتصور احد أن يكون هناك سلام دون القدس عاصمة لدولة فلسطين، اوان يكون هناك سلام لدولة مجزئة بالجدار وبالمستوطنات. وفي السياق ذاته رفضت دائرة شؤون القدس تصرّيحات رئيس الكنيست الاسرائيلي 'رؤوبين ريفلين' التي جاء فيها مؤخرا إن بناء المستوطنات في القدس ليس موضوع للمفاوضات، وفي كل تسوية سلمية مستقبلية فإن إسرائيل لن تتخلى عن المنطقة'E1'. وغيرها من المناطق. وحذرت من الخطورة البالغة لما يجري الآن على الارض من حملة تهويدية استيطانية شرسة تستهدف مدينة القدس وضواحيها وفي الضفة الغربية، لذلك فأننا نتوجه إلى المجتمع الدولي والى الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة لطلب موقف اكثر حزما وإلزاما لإسرائيل لوقف جميع نشاطاتها الاستيطانية المسورة في كافة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة فورا والتوجه إلى طاولة المفاوضات ضمن مرجعية واضحة ومدة زمنية محددة وإلا فإننا سنكون كمن يحرث في البحر وعندها تغلق جميع الأبواب ولن يبقى إلا باب العنف'. ومن ناحية اخرى نددت منظمة التحرير الخميس بعرقلة الولاياتالمتحدةالأمريكية صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدين الاستيطان الإسرائيلي ويطالب بوقفه. وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في تصريح صحافي 'ندين بأشد العبارات الموقف الأمريكي الذي يحول دون اتخاذ قرار من مجلس الأمن الدولي ضد الاستيطان'. وأضاف: 'يندرج هذا الموقف في إطار الانحياز السافر لصالح إسرائيل رغم الإجماع الدولي على إدانته وفي ظل الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية'. ورأى أبو يوسف أن الموقف الأمريكي 'ضوء أخضر لإسرائيل من أجل الاستمرار في مشاريع البناء الاستيطاني وفي سياسات التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بغرض الحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة'. وأقرت إسرائيل بناء نحو عشرة ألاف وحدة استيطانية جديدة بالضفة الغربيةوالقدس الشرقية على مدار الشهر الجاري ما أثار انتقادات دولية واسعة النطاق. وأصدرت جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الليلة قبل الماضية باستثناء الولاياتالمتحدة ببيانات تدين خطط إسرائيل لتوسيع مستوطنات يهودية حول القدس. ومن جهتها اعلنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي عن تقديرها للموقف الاوروبي الرافض للاستيطان، مشيدة بالتصريحات الصادرة عن مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون، والتي رفضت فيها بشدة خطط اسرائيل الاستيطانية في القدس ومحيطها، وتأكيد الموقف الاوروبي الرافض للاستيطان وانه غير شرعي، وضرورة ان تلتزم اسرائيل بمتطلبات السلام. واعربت عشراوي عن أملها ان يتبع موقف الدول الاوروبية الاربع بمجلس الامن (المانيا، فرنسا، بريطانيا، والبرتغال) والتي اصدرت بيانا مشتركا بمجلس الامن ركزت خلاله على ان الاستيطان غير قانوني وعلى اسرائيل ان توقف جميع النشاطات الاستيطانية، ان تتبعه خطوات ملموسة بحيث تدرك اسرائيل ان هناك ثمنا تدفعه مقابل عدوانها على ارض دولة فلسطين. كما اعربت عشراوي عن اسفها لموقف الولاياتالمتحدة الاميركية التي لم تشارك في هذا الموقف، وقالت 'إن التقاعس عن مسائلة اسرائيل والتواطؤ معها يشجعها على الاستمرار في سياستها الخطيرة التي قد تدخل المنطقة في دوامة من العنف وعدم الاستقرار'.