قال محمد جواد ظريف إن طهران تفكر في اتباع الرأفة مع القس سعيد عبديني المعتقل، ما عدّ بادرة لنية للافراج عنه. أشرف أبوجلالة من القاهرة: بدأت تظهر في الأفق مؤشرات تعاملت معها وسائل الإعلام على أنها تمهيد لاحتمال الإفراج قريبًا عن القس سعيد عبديني، المحتجز في إيران، بعد تصريحات رسمية في طهران عن تدابير متعلقة باحتمال التعامل برأفة مع القس الشاب. بوادر رأفة أشار جوردان سيكولو، المدير التنفيذي للمركز الأميركي للعدالة والقانون، إلى أن التصريح الذي لمّح من خلاله وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى احتمال التعامل برأفة مع عبديني، هو مؤشر ايجابي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وأوضح سيكولو أنه يعتقد أن التلميحات التي أوردها ظريف في تصريحاته عن عبديني موصى بها في الأساس من جانب الرئيس الإيراني حسن روحاني. وتابع قائلًا: "نعم، لقد سمح روحاني بإتباع الرأفة، لكن البيان أوضح أن الجهات التنفيذية لا تقوم بذلك عادةً، غير أن الحقيقة هي أن الجانب التنفيذي قد أوصى بالرأفة". وكان ظريف قال لمراسل شبكة سي أن أن الأميركية قبل أيام إن حكومة بلاده قد تفتح الباب أمام احتمال إطلاق سراح عبديني. وواصل ظريف: "لدينا العديد من تدابير الرأفة التي يمكن تطبيقها في إيران، وسبق أن حدث ذلك في الماضي، ومن الوارد أن يحدث ذلك مرة أخرى". نية إفراج أكد محللون أن الرأفة تسمح للسلطات الإيرانية باستمرار التعامل مع عبديني على أنه مدان بتقويض أمن البلاد القومي، والقيام في الوقت عينه بتقديم بادرة حسن نية. فيما ذهب المحلل مارك دوري، وهو ناشط مختص في حقوق الإنسان وزميل مساعد لدى مركز دراسة الإسلام والديانات الأخرى باستراليا، إلى أن تصريحات ظريف ليست سوى محاولة إيرانية أخرى للسيطرة على النقاش الدائر بخصوص عبديني منذ فترة. وأضاف دوري: "في حال قررت إيران إخلاء سبيل عبديني، فإن تلك الخطوة ستكون واقعية أكثر من كونها تغيير في سياستها تجاه الدين المسيحي". كما أشار دانييل بايبس، رئيس منتدى الشرق الأوسط، إلى أن الدوافع السياسية هي التي تتحكم في الأمور. ورغم حرص سيكولو على عدم الاستناد على تخمينات، إلا أنه أوضح أنه يرى أن هناك توجه حكومي حقيقي بخصوص نية الإفراج عن عبديني وراء التصريحات التي أدلى بها ظريف. ايلاف