دبي - عبير أبوشمالة: رجح رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في الإمارات "هارالد فينغر" أن يتواصل النمو الاقتصادي في الدولة على زخمه القوي هذا العام ليسجل الناتج المحلي حصول نمو 4،5% في عام 2014 ونحو 4،2% في العام المقبل . وقال في حوار مع "الخليج" إن الدلائل تشير بقوة إلى عودة الثقة في اقتصاد الإمارات الذي سجل نمواً بمعدل 4،5% في 2013 مدعوماً بالأداء القوي لقطاعات السياحة والضيافة والعقارات . أكد التعافي العميق لقطاع العقار في دبي، وأشاد بجهود حكومة الدولة ومؤسسة التنظيم العقاري في دبي الرامية إلى الحفاظ على القطاع وحمايته من أنشطة المضاربة، وكذلك قرار "المركزي" بتحديد سقف الرهونات العقارية قائلاً إن هذه الخطوات تأتي في الطريق الصحيح . ولفت إلى ضرورة تشديد السياسات بصورة أكبر في المرحلة المقبلة لكبح جماح الارتفاع في الأسعار وإبقاء حركتها قيد السيطرة . وتوقع فينغر أن يصل نمو الناتج المحلي للقطاع النفطي في الدولة إلى 3% هذا العام ونحو 2،9% في ،2015 كما رجح أن يصل نمو القطاع غير النفطي إلى 5% في العام الجاري ونحو 4،8% في 2015 . وأكد عودة الثقة في اقتصاد دبي مرجحاً أن تسجل الإمارة نمواً بنسبة 5،1% هذا العام، وفي العام المقبل . ورجح أن ينمو اقتصاد أبوظبي بنحو 3،9% هذا العام و3،5% في العام المقبل . وقال فينغر "نحن متفائلون حيال النمو الاقتصادي في الإمارات، خاصة على مستوى القطاعات غير النفطية . ورجح فينغر أن يتواصل نمو الاستثمار في قطاعي العقار والسياحة، وقال إن النمو الذي تشهده أسواق الأسهم في الدولة يعد مؤشراً إضافياً يؤكد عودة الثقة في الأسواق . ومن جهة أخرى أكد فينغر قوة أداء القطاع المصرفي ووضعه الصحي قائلاً أن العام الماضي شهد نمواً لافتاً في الودائع، وارتفاعاً قوياً في سيولة القطاع . وتوقع أن تتراجع مستويات القروض المتعثرة بعد أن استقرت عند متوسط 8،4% من إجمالي القروض . وقال إن هناك مؤشرات إيجابية مهمة في القطاع أبرزها قيام البنوك بسداد الشق الثاني من رأس المال الذي تم تحويله لها خلال الأزمة، وقال إن بنوك الدولة تتمتع برسملة قوية تجعلها مستوفية بالفعل متطلبات "بازل 3"، وفيما يخص التضخم قال إن الصندوق يتوقع بقاء معدل التضخم قيد السيطرة عند مستويات تصل إلى 1،9% هذا العام وما لا يزيد على 2،5% في 2015 . وعلى مستوى الالتزامات المالية لدبي قال فينغر إنها تحت السيطرة، لافتاً إلى العودة القوية للثقة في اقتصاد الإمارة وتراجع المخاطر بشكل واضح . وحول التحديات الأساسية في المرحلة المقبلة قال إنما تتمثل في كيفية إدارة المشاريع الضخمة الجديدة التي يرى الصندوق أنها يجب أن تتم بشكل تدريجي وبإدارة حكيمة . ومن التحديات الأخرى امكانية تراجع أسعار النفط العالمية والمخاوف حيال تذبذب أسواق المال العالمية . وجدد تفاؤله حيال النمو الاقتصادي بفضل عاملين أساسيين وهما عودة الثقة في الاقتصاد والسياسات الحكيمة لإدارة التعافي . وقال إن الفوز ب"إكسبو 2020" والمشاريع الجديدة التي تم الإعلان عنها تعكس فرص نمو قوية للمرحلة المقبلة . وأكد فينغر سلامة السياسات المالية التوسعية للدولة، وتوقع أن يصل الفائض المالي إلى 8% من الناتج المحلي هذا العام مقابل 7،7% في 2013 . كما توقع أن تحقق الإمارات فائضاً في الحسابات الجارية بمعدل 12،3% عن العام و11،4 في 2015 . وانهت بعثة الصندوق أمس زيارة بدأت في 22 الجاري لمراجعة التطورات على صعيد القطاع المالي والاقتصادي الكلي . وتضمنت الزيارة لقاءات مع محافظ المصرف المركزي ووزارة المالية وعدد من المسؤولين الحكوميين وممثلين عن قطاع الأعمال والمجتمع المالي . الخليج الامارتية