مواضيع ذات صلة سركيس نعوم عن أسباب نجاح الرئيس "الاخواني" محمد مرسي في التخلص من المجلس العسكري الحاكم، قال احد الكبار في "جماعة الاخوان المسلمين" في مصر نفسه: "لم يكن التخلص منه صعباً. فرئيسه المشير طنطاوي لم يكن بالقوة التي تَصوَّرها الخارج له. كان شخصية عسكرية جامدة. فضلاً عن ظهور مؤشرات الى وجود مهم لمتعاطفين مع الثورة في الجيش، ومؤيدين ل"الاخوان" ولتيارات اسلامية اخرى، وخصوصاً في اوساط الجنود والضباط الصغار الرتبة. اما الاعلان الدستوري فلم يصدره الرئيس مرسي لأنه استقوى بعد مساهمته في إعادة التهدئة بين "حماس" غزة واسرائيل نتنياهو، وبعد ثناء الولاياتالمتحدة على جهوده. بل اصدره لاقتناعه بأن جهات مصرية عدة معادية للثورة ولل"اخوان" تحاول وضع العصي في دواليبه وذلك بواسطة الشارع وبتعطيل وضع الدستور وبتأخير استكمال مؤسسات الدولة "الجديدة". هذه الجهات رغم فوضويتها لا ينقصها المال. فهو يأتيها من جماعة النظام السابق ومن جهات اقليمية اسلامية وعربية. والهدف النهائي لذلك كله هو اعداد مؤامرة داخلية على "الإخوان" والثورة تنفّذها أحزاب معينة، وبعض الاجهزة والقضاء والمحكمة الدستورية". من هي الجهات الخارجية التي تقول انها تؤيد "المؤامرة" على حكمكم وتموّلها؟ سألت. اجاب: "انها المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية واميركا واسرائيل". اضاف: "لا يعني ذلك ان هناك مؤامرة بالمعنى الحرفي للكلمة، بل يعني ان كلاً من هذه الدول الاربع تتحرك في مصر بدافع من مصالحها. ولا يمنع التحرك المنفرد حصول تنسيق في ما بينها لاحقاً وخصوصاً اذا تلاقت مصالحها. علماً ان اميركا في موضوع مصر وما يجري فيها منقسمة المواقف على الاقل حتى الآن". الا تعتقد ان تحالفكم مع السلفيين "نقّز" منكم الليبراليين والاسلاميين المعتدلين واليساريين والاقباط؟ سألت. أجاب "الاخواني" الكبير اياه: "نحن "عتاق" في العمل الدعوي والاجتماعي والسياسي في مصر. عمرنا يفوق ال84 سنة. عندنا خبرة وتجربة تراكمتا على مدى عقود وعندنا "اخوان" في كل العالم الاسلامي او غالبيته. ونستفيد كلنا من تجارب بعضنا. انطلاقاً من ذلك نعرف العالم والمنطقة والمتغيرات، ونتكيف مع الجديد ولكن من دون التخلي عن مبادئنا. اما السلفيون ف"حديثو السن" اذا جاز التعبير على هذا النحو. ولذلك فانهم متشددون في كل شيء. ونحن نتحاور معهم وتحالفنا مع قسم منهم أقنعناه بأهمية الديموقراطية بعدما كان ضدها، وكان هدفنا من ذلك احتواء التطرف الذي وصفوا به، ودفعهم الى الاقتراب من طرحنا للمشكلات ومن مواجهتنا لها وذلك تلافياً لنشوب فتنة اسلامية – قبطية او اسلامية – مدنية تغرق مصر في الفوضى، وربما تفسح في المجال امام ديكتاتورية عسكرية جديدة". قلت: أخبرني عن ايران الاسلامية وكيف ينظر "الاخوان المسلمون" ورئيس مصر الآتي من صفوفهم اليها. قال: "نحن ك"أخوان مسلمين" نريد ان تكون لنا او بالأحرى لدولة مصر علاقة طبيعية وجدية وجيدة مع ايران. لكن تورطها في الازمة السورية يُصعِّب ذلك بل يجعله مستحيلاً. قلنا للقيادة الايرانية: حلّي الأزمة السورية أو تعالي لكي نحلّها معاً وبالتعاون مع جهات اقليمية مهمة اخرى في مقدمها المملكة العربية السعودية وتركيا. وبعد نجاحنا في ذلك نعيد العلاقة المصرية الايرانية المقطوعة منذ سنوات طويلة. وهذه الاقوال حصلت سواء مباشرة او عبر وسطاء وأصدقاء مشتركين، لكنها (اي ايران) لم تتجاوب، لم تقبل ما طرحه رئيس مصر. ورغم ذلك ذهب مرسي الى ايران للاشتراك في مؤتمر اسلامي دعت اليه قيادتها ليؤكد ان ما وصلها من مواقفه المشروحة اعلاه صحيح. لكنه ذهب ايضاً ليؤكد لها امراً آخر هو انه من دون تجاوبها مع اطروحاته في شأن سوريا لن تأخذ منه شيئاً، ولذلك امضى في طهران 4 ساعات. القى خطابه في المؤتمر ولم تُسِرّ افتتاحيته كما مضمونه القيادة الايرانية فامتنع مترجموها عن ترجمة موقفه السلبي من نظام سوريا الذي ضمّنه خطابه إلى الفارسية. ورفض الالتقاء بالمرشد والولي الفقيه بذريعة بروتوكولية هي انه رئيس دولة والمرشد ليس كذلك. ورغم كل ذلك لا يزال مرسي متمسكاً بمبادرته الرباعية وإن انسحبت السعودية منها". ما هي اسباب رفض السعودية اللجنة الرباعية التي اقترحها مرسي لحل الأزمة السورية؟