ليست كل الأنباء التي تأتي عبر الهاتف من واشنطن، هي أخبار طيبة، لرئيس كردستان العراق مسعود بارزاني في هذه الظروف التي يقاتل فيها مفاوضوه في بغداد لاستحصال مكتسبات أربيل في الموازنة الاتحادية، والحق في تصدير النفط عبر الانبوب الكردي التركي. اربيل (العالم الجديد) فيما كان بارزاني على موعد يوم الجمعة الماضية، ليشد الرحال نحو واشنطن، أتى اتصال جوزيف بايدن ليبلغه بتأجيل الزيارة إلى وقت وصفه بالمناسب، الأمر الذي فسره المراقبون بأنه "جفوة" أميركية ... ستضعف موقف بارزاني الذي كان يأمل بأن يقنع صناع القرار الأميركي بالخطوات الكردية الأخيرة، ومن أجل كسب الدعم المعنوي، فيما يراوغ أعضاء كتلته البرلمانية في مفاوضات جانبية تجري في أروقة مجلس النواب لتمرير الموازنة بشكلها الذي يحمل نقاطا وصفها الكرد بأنها نقاط ليست خلافية وحسب، بل انها عقاب جماعي من قبل بغداد للكرد بحسب نواب أكراد. وكشف سياسي كردي، رفض الكشف عن هويته، ل"العالم الجديد" أمس السبت، أن من أسباب تأجيل زيارة بارزاني هو طلبه لقاء أوباما، إلاّ أن الأخير لم يوافق ليس على طلب اللقاء فقط، بل ألغى برنامج زيارة بارزاني بالكامل. من جهته، بين رؤوف كمال، المحلل السياسي الكردي، أن "اتصال بايدن كان رسالة أميركية واضحة بأن واشنطن غير راضية على تحركات بارزاني الأخيرة". وأوضح رؤوف، وهو رئيس تحرير صحيفة "هاولاتي" الكردية المستقلة، أن "هذا التأجيل يكشف عن وجود مشاكل كبيرة بين أربيل وواشنطن خاصة بعد تصدير النفط الكردي عبر تركيا وفق اتفاق بين انقرة وأربيل، وهذا الأمر ازعج واشنطن كثيرا". وأضاف المحلل السياسي الكردي المعروف، أن "هناك تسريبات تتحدث عن توجيه أميركي سابق لحكومة الإقليم بتجنب إثارة المشاكل مع الحكومة الاتحادية، كي لا يحدث تضاربا مع المصالح والتوجهات الأميركية". وبشأن ردة الفعل الكردي تجاه "جفوة" واشنطن، رأى رؤوف، أن "حكومة الإقليم سوف لن تغير من سياستها، بل أنها ستبحث عن حلفاء جدد بدلا عن الولاياتالمتحدة، وستعمل على تقوية العلاقة بين حزب بارزاني وحزب اردوغان كنوع من التعويض". وحول الجولة الاوربية التي يقوم بها الرئيس بارزاني، بين أن "زيارة بارزاني إلى اوروبا لم تحقق أي نجاح يذكر، ولم تحدث أي تقدم على مستوى العلاقات الاوروبية الكردية، وتكلل عدم النجاح بتأجيل الزيارة إلى واشنطن". /2336/ وكالة انباء فارس