لميس فرحات: وافق مجلس الوزراء الالماني على نشر بطاريتي باتريوت المضادة للصواريخ الجوية للدفاع عن تركيا ضد هجمات محتملة من سوريا، وسط مؤشرات إلى أن أنقرة لن تحظى بالدعم الكافي المطلوب من حلف شمال الاطلسي. من المرجّح أن يرسل حلف شمال الاطلسي بدوره ست بطاريات باتريوت إلى تركيا، ما يدل على أن أجزاء كبيرة من المنطقة الحدودية للبلاد ستكون غير محمية في حال حدوث ضربة عسكرية ضد البلاد، وفقاً لما قاله دبلوماسيون ومسؤولون لصحيفة ال "وول ستريت جورنال". أعطى وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي الضوء الاخضر يوم الثلاثاء لنشر صواريخ باتريوت بناء على طلب تركيا في الشهر الماضي، وسط تأكيد على أن تستخدم هذه الصواريخ في حالات دفاعية فقط، وليس كجزء من منطقة حظر جوي فوق سوريا. ووافق مجلس الوزراء في ألمانيا على نشر بطاريتين ونحو 400 جندي، في انتظار صدور الموافقة النهائية من البرلمان الألماني بين 12 و14 كانون الأول/ديسمبر. ومن المتوقع أن تنشر هولندا أيضاً بطاريتين على الحدود مع سوريا، بعد الحصول على موافقة مجلس الوزراء الجمعة ودعم من البرلمان لاحقاً. وقال دبلوماسيون إن الولاياتالمتحدة سوف تضيف بطاريتين إلى هذه الجموعة، معتبرين أن هذا كل ما تقدر عليه البلاد في الوقت الحالي، بسبب الطلب الشديد على صواريخها في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط وآسيا. لكن ست بطاريات باتريوت هي أقل بكثير مما طلبت تركيا، إذ نقلت الصحيفة عن مصدر مطلع شارك في المناقشات بين تركياوألمانيا، قوله إن تركيا التمست المساعدة للدفاع عن كل المراكز السكانية داخل 50 ميلاً من الحدود التركية مع سوريا، ما يعني الحاجة إلى ما يصل إلى 15 بطارية على الأقل. بشكل منفصل، انضمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لإجراء محادثات للمضي قدماً في إيجاد استراتيجية لإنهاء الأزمة السورية. التقى الاثنان على انفراد لمدة 40 دقيقة مع الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، على هامش مؤتمر حقوق الإنسان في دبلن لبحث كيفية دعم الانتقال السياسي من الناحية العملية، وفقاً لمسؤول في وزارة الخارجية. وقال مسؤول أميركي كبير انه لم يتم تحقيق أي تقدم يذكر في شأن الأزمة السورية، مشيراً إلى أن محادثات واشنطن وموسكو ما زالت في مراحلها الأولى، ومن المبكر جداً محاولة صياغة موقف مشترك. في واشنطن، قال وزير الدفاع ليون بانيتا إن تقارير المخابرات تثير مخاوف من أن يزداد الرئيس السوري بشار الأسد يأساً، ويفكر في استخدام ترسانة أسلحته الكيميائية، في خطوة تتفق الولاياتالمتحدة وروسيا على أنها غير مقبولة. وأضاف "اننا لا نزال نشعر بقلق عميق من أنه مع تقدم المعارضة، ولا سيما في دمشق، فإن النظام قد يلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيميائية". وحذرت الولاياتالمتحدة وغيرها من عواقب لم تحددها إذا تم استخدام مثل هذه الأسلحة. ونقلت وكالة الاسوشييتد برس يوم الخميس، عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، اتهامه الولاياتالمتحدة وأوروبا باستخدام مسألة الأسلحة الكيميائية كمبرر للتدخل العسكري ضد سوريا في المستقبل. وحذر من أن أي تدخل من هذا القبيل سيكون "كارثياً". يأتي نشر بطاريات باتريوت في تركيا وسط تصريحات لدبلوماسيين في حلف شمال الاطلسي عن وجود ثغرات كبيرة في قدرة الناتو على حماية تركيا. وقال ايفو دالدر، سفير الولاياتالمتحدة لدى حلف شمال الاطلسي يوم الخميس إن الدفاع عن الشعب التركي كان واحداً من ثلاثة أسباب لإرسال الصواريخ إلى تركيا، إلى جانب إرسال رسالة ردع إلى سوريا. وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن عدد البطاريات "خاضع للنقاش حالياً بين القوات المسلحة التركية والناتو"، مشيراً إلى ان المحادثات حول هذه المسألة ما زالت جارية. يشار إلى أن معظم بطاريات باتريوت تحمل 16 صاروخاً، وسيتم شحنها عن طريق البحر. ويرجّح دبلوماسيون ومسؤولون أن يستغرق وصول القسم الأول منها أسابيع عدة، على أن يتم شحن القسم الآخر في وقت لاحق. وقال صالح أكيوريك، باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في أنقرة: "هناك بالتأكيد تهديد على الحدود السورية، لكن أعتقد أن نشر صواريخ باتريوت هي خطوة رمزية فقط، لأنها لا تحمي الحدود تماماً، بل تهدف إلى تخويف وتحذير سوريا".