تعيش محافظة الأنبار هذه الأيام على إيقاع المعارك، وتتعرض عاصمتها الرمادي وأكبر مدنها الفلوجة، لقصف مدفعي يومي من الجيش العراقي، ومحافظة الأنبار أكبر محافظات العراق إذ تبلغ مساحتها 138500 كم مربع، ما يعادل ثلث إجمالي مساحة العراق، ويقطنها ما يقرب من مليوني نسمة غالبيتهم العظمي ينتمون للمذهب السني ولعشيرتي الدليم وزوبع، وتقع إلى الغرب من العراق وتحدها من الشمال والشمال الغربي محافظة صلاح الدين ونينوي وسورية ويحدها من الغرب الأردن وتحدها المملكة العربية السعودية من الجنوب ويحدها من الجنوب الشرقي محافظتي كربلاء والنجف. وتعد الرمادي عاصمة الإقليم ومدينة الفلوجة أكبر قضاء على كامل التراب العراقي، ومدينتي هيت وحديثة أهم مدن المحافظة التي تضم ثماني مناطق إدارية. وكلمة الأنبار أصلها فارسي وتعني المخزن وأطلق عليها المناذرة هذه التسمية لأنها كانت مخزنًا للعدد الحربية أو لأنها كانت مخزنًا للحنطة والشعير والتبن حسب أقوال أخرى، وكانت الأنبار تعد من أهم المناطق خلال فترة الحكم الساساني الفارسي على العراق، لأنها ذات مركز حربي مهم لحماية العاصمة المدائن من هجمات الروم القوة العظمي الأخري ذلك الحين. الغزو الأمريكي شهدت مدينة الفلوجة التي يقطنها أكثر من 600 ألف نسمة في شهر فبراير عام 2004، واحدة من أكبر المعارك بين القوات الأمريكية وبين المقاومة المتواجدة فيها وانتهت بانسحاب القوات الأمريكية إلى خارج المدينة واستمرار سيطرة المسلحين عليها، وفي شهر نوفمبر من نفس العام 2004، أعادت القوات الأمريكية الكرة مرة ثانية ودخلت في معركة عنيفة مع مسلحي المقاومة وصفت بأنها من اكبر المعارك التي خاضتها القوات الأمريكية منذ حرب فيتنام واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وانتهت بسقوط آلاف القتلى والجرحى من سكان المدينة وتدمير الكثير من منازلها والجزء الأكبر من البنية التحتية فيها وسيطرة القوات الأمريكية عليها. وذكرت تقارير لمنظمات ناشطة في مجال حقوق الإنسان أن القوات الأمريكية استخدمت خلال معركة الفلوجة الثانية أسلحة محرمة دوليا من بينها الفوسفور الأبيض، والتي أدت لاحقا إلى ظهور الكثير من التشوهات لدى الأطفال حديثي الولادة. وإزاء الأعداد الكبيرة للضحايا الذين سقطوا خلال المعارك التي شهدتها المدينة عام 2004 اضطر الأهالي إلى تحويل ملعب كرة القدم الوحيد فيها، لمقبرة جماعية دفنت فيها جثث الضحايا، وتشير الاحصائيات الموجودة لدى منظمات المجتمع المدني في مدينة الفلوجة إلى أن نحو 40 بالمئة من نساء المدينة أرامل و50 بالمئة من أطفالها أيتام، مما قد ينذر بمشكلات اجتماعية مستقبلا. الصحوات في سبتمبر من 2006، تأسست قوات ما يسمي «الصحوة» بمساندة من الحكومة في محافظة الأنبار، وتكون أفرادها من أبناء العشائر، واستطاعت خلال أشهر قلائل طرد الغالبية العظمى من تنظيم القاعدة الذي أصبح وجوده قويا ذلك الحين خارج المحافظة، ولكن القاعدة استمرت باستهداف عناصر هذه القوة بشكل متكرر رغم تراجع قوتها. صحيفة المدينة