عواصم (وكالات) - سقط 40 قتيلاً مدنياً في سوريا بنيران القوات النظامية، أمس، في حين سيطر مقاتلو المعارضة على 80 في المئة من السجن المركزي بحلب وأطلقوا سراح مئات السجناء أمس، فيما استمرت الاشتباكات مع القوات النظامية في الأجزاء المتبقية منه، وذلك بعد إطلاق أكبر تحالف للمسلحين المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد حملة عسكرية واسعة جديدة تحت مسمى «اقترب الوعد والحق» ترمي لاستعادة السيطرة على المناطق التي فقدوها بالهجوم الوحشي الجاري حالياً في العاصمة الاقتصادية لسوريا. في هذه الأثناء، تصاعد قصف الطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة موقعاً 30 قتيلاً معظمهم أطفال ونساء، وعشرات الجرحى في مجزرة جديدة بحي مساكن هنانو بحلب، كما استهدف مدينة داريا بريف دمشق ب16 برميلاًً تزامناً مع غارات مماثلة طالت مدناً وبلدات في حمص وحماة واللاذقية. بالتوازي، أكدت مصادر موالية لنظام الأسد أن الجيش النظامي تكبد 35 قتيلاً بهجوم شنه مقاتلو «حركة أحرار الشام» على ثكنة عسكرية أثناء عمليات واسعة النطاق بمنطقة دمشق وشمال ووسط وجنوب البلاد، بينما وافقت كتائب مقاتلة بينها «جبهة النصرة» المتطرفة على الانسحاب بشكل كامل من مخيم اليرموك والقبول بالمبادرة المطروحة من قبل لجان المصالحة والفصائل الفلسطينية والرامية لإجلاء الجرحى والمرضى وإغاثة بقية سكان المخيم المحاصر منذ يونيو الماضي. وقال مدير المرصد السوري الحقوقي رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس «سيطر عناصر من (جبهة النصرة) الذراع الرسمية (للقاعدة) في سوريا وحركة (أحرار الشام) المنضوية تحت لواء (الجبهة الإسلامية) أمس، على 80% من سجن حلب المركزي». وأشار إلى تمكن المقاتلين من «الإفراج عن مئات السجناء» من السجن الذي يعد الأكبر في سوريا، ويحتجز فيه نحو 3 آلاف شخص. وأوضح المرصد أن معارك أمس «أدت إلى مقتل 20 عنصراً من القوات النظامية، وما لا يقل عن 10 من المقاتلين المعارضين»، بينهم قائد الحملة ضد السجن، وهو شيشاني الجنسية، بحسب المرصد. من جهته، نفى التلفزيون الرسمي السوري سيطرة المقاتلين على أجزاء من السجن. وقال في شريط إخباري عاجل «جيشنا الباسل وعناصر حماية سجن حلب المركزي يحبطون محاولة مجموعات (إرهابية) الاعتداء على السجن، ويوقعون أعداداً كبيرة من أفرادها قتلى». ويستخدم النظام والإعلام الرسمي عبارة «المجموعات الإرهابية» للإشارة إلى مقاتلي المعارضة. وذكر عبد الرحمن أن المقاتلين شنوا صباحاً هجوماً جديداً على السجن من خلال «تفجير عنصر من جبهة النصرة لنفسه بعربة مدرعة على المدخل الرئيسي للسجن، تلاها اقتحامه بأعداد كبيرة من المقاتلين». وكانت حركة «أحرار الشام» أعلنت في وقت سابق أمس، عن «بدء غزوة (وامعتصماه) لتحرير سجن حلب المركزي» بالتعاون مع «جبهة النصرة»، وذلك في بيان نشره الموقع الإلكتروني للجبهة الإسلامية التي تضم أبرز الكتائب الإسلامية المقاتلة ضد نظام الرئيس الأسد. وأعلنت الحركة في وقت لاحق على صفحتها على موقع فيسبوك عن «تحرير سجن حلب المركزي». إلا أن عبد الرحمن أشار إلى «تواصل الاشتباكات في الأجزاء المتبقية من السجن» الذي يعد الأكبر في البلاد، ويقع على المدخل الشمالي لمدينة حلب، كبرى مدن شمال سوريا. ويحاصر مقاتلو المعارضة السجن منذ أبريل 2013، واقتحموه أكثر من مرة في محاولة للسيطرة عليه. إلا أن القوات النظامية كانت تتمكن في كل مرة من طردهم مجدداً إلى خارج أسواره. ... المزيد الاتحاد الاماراتية