هدى جاسم (بغداد) - تبدو محاولة العثور على أجوبة تساؤلات كثيرة حول تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أو ما يعرف اختصاراً باسم «داعش»، أشبه بمحاولة دوران حول أذرع أخطبوط يتحرك في كل مكان، لكن لا يمسك بأرض ثابتة..هكذا شعرنا ونحن نتجول بأسئلتنا بين شيوخ العشائر أو المختصين الأمنيين أو ممثلي الكتل السياسية العراقية، للبحث عن منطلق هذا التنظيم وعملية صعوده المبهمة داخل العراق، والأهداف التي يرمي إليها، خصوصاً أن العمليات الأمنية والاشتباكات المسلحة مع عناصره لا تزال متواصلة في محافظة الأنبار بمشاركة قطاعات عسكرية ومروحيات قتالية، إلى جانب مسلحين من العشائر، بينما تتواصل عملية ملاحقة عناصره بين الحين والآخر في محافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى، وأحياناً في العاصمة بغداد، خصوصاً في أطرافها الجنوبية. الظهور الأول ل «داعش» في العراق يقول مصدر عسكري رفيع من محافظة ديالى ل«الاتحاد»، رافضاً ذكر اسمه لدواعٍ أمنية «إن أكثر من 84 عنصراً من تنظيمات موالية ل «القاعدة»، معظمهم من العرب، خرجوا من العراق عام 2011 باتجاه سوريا باعتبار أن ما يسمى (المعركة الجهادية) قد بدأت». ومن هنا وحسب المصدر، بدأت أولى مؤشرات تشكيل التنظيم العسكري المسلح، حيث يؤكد المصدر وهو برتبة لواء أن «تشكيل تنظيم (داعش) جاء بعد عام من هذه التحركات، وكانت الأجهزة الأمنية في كل من محافظة الأنبار وصلاح الدين وديالى، قد لمست تحركات لأشخاص يعتقد تبنيهم الفكر (التكفيري) وتشكيل تنظيمات (إرهابية) تقاتل داخل سوريا، وقد تعود إلى العراق في أية لحظة». وتؤكد المصادر الأمنية في محافظة الأنبار، أن أول دخول ل «داعش» إلى العراق كان عن طريق الحبانية، ثم منطقة الطاش بسيارات كثيرة وأعداد كبيرة. وتشير إلى أن التنظيم نظم استعراضاً عسكرياً ظن الناس أن ثوار العشائر هم من نظموه، لكن في الحقيقة أن تنظيم «داعش» هو من نظمه، واستعرض في عدد من شوارع الفلوجة والرمادي إبان حركة الاعتصامات التي شهدتها البلاد في ست محافظات ذات غالبية سُنية قبل أكثر من عام. ويؤكد الباحث والأستاذ في العلوم السياسية الدكتور حميد التميمي الذي يتابع عن كثب عملية دخول الجماعات المسلحة إلى العراق ل «الاتحاد»، أن عملية دخول تنظيم «داعش» لأول مرة جاءت بعد أن أحكم النظام في سوريا سيطرته على مناطق كانت إلى وقت قريب تحت إمرة الجماعات المسلحة، إضافة إلى أن عناصر «داعش» اشتبكت مع الجيش الحر. وضعف سيطرة الدولة في العراق على الحدود، جعل عناصر «داعش» يدخلون إليه بسهولة ويسر، ويجدون في الصحراء الغربية مكاناً آمناً لهم، في محاولة لإعادة نشاطهم وتكثيف عملهم في العراق، مع وجود حركات الاحتجاج التي عمت البلاد ضد حكومة نوري المالكي. وأقر أحد المراقبين والمشاركين في الاعتصامات في الأنبار في تصريح ل«الاتحاد»، «بأن هناك عناصر ملثمة كنا نجدها بين الحين والآخر في ساحة الاعتصامات، وعندما نتحدث في الأمر نراها تختفي فجأة وتعود للظهور مرة أخرى، وهو الأمر الذي حدا بالحكومة إلى تأشير الأمر على الاعتصامات، واتخاذها ذريعة مهمة لفض الاعتصامات، باعتبار أن مسلحين من تنظيمات القاعدة كانت تشارك فيه، والحقيقة أن الأمر كان يبدو دخولاً سريعاً وخروجاً سريعاً لهذه العناصر، ثم العودة إلى الصحراء». ... المزيد الاتحاد الاماراتية