تصاعدت حدة التوتر بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة على خلفية تسريب شريط شتمت فيه مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند، الاتحاد بشأن موقفه من أوكرانيا. نصر المجالي: انتقدت المستشار الألمانية أنغيلا ميركل، تعليقات منسوبة إلى فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأميركي، انطوت على إساءة لجهود الوساطة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة في أوكرانيا. ويشترك كل من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة في محادثات لإنهاء الاضطرابات التي تعصف بأوكرانيا منذ شهور. وقالت المتحدثة الألمانية كريستيان فيرتز إن المستشارة أنغيلا ميركل تدعم بصفة كاملة عمل كاثرين أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، من أجل التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية. وأضافت فيرتز "المستشارة ترى أن التعليقات غير مقبولة على الإطلاق، وتريد التأكيد على أن السيدة أشتون تقوم بعمل رائع". وأشار مسؤول في الاتحاد الأوروبي ل"بي بي سي" إلى أن "الاتحاد الأوروبي منخرط في مساعدة الشعب الأوكراني خلال الأزمة السياسية الراهنة. لا نعلق على محادثات هاتفية مسرّبة مزعومة". اتهام موسكو واتهم مسؤولون أميركيون موسكو بنشر محادثة هاتفية مسرّبة بين مساعدة وزير الخارجية الأميركي والسفير الأميركي في كييف على الانترنت، ناقشا فيها إمكانية تشكيل حكومة جديدة في أوكرانيا، حيث تؤيد الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي المحتجين المعارضين للكرملين هناك. ووصف مسؤولون غربيون تسريب المحادثة بأنه عودة إلى أساليب الدسائس، التي ترجع إلى حقبة الحرب الباردة، بهدف إثارة الفرقة بين الحلفاء الغربيين والتشهير بالمعارضة الأوكرانية. واعتذرت فيكتوريا نولاند، بعدما ظهر تسجيل صوتي على الانترنت يحاكي صوتها، تضمن استخدام السباب البذيء في محادثة يقال إنها أجرتها مع السفير الأميركي لدى أوكرانيا. وورد في التسجيل الصوتي، الذي يبدو أنه نتيجة عملية تنصت على الهاتف، إشارة من الولاياتالمتحدة إلى تورّط روسيا في الأزمة الأوكرانية. يانوكوفيتش ونولاند عقب اجتماع مع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في كييف، رفضت نولاند الإدلاء بتصريح علني بشأن القضية. وقالت المسؤولة الأميركية للصحافيين "لن أعلق على محادثة دبلوماسية خاصة". ورفض مسؤولون أميركيون تأكيد أو نفي صحة التسجيل الصوتي. لكن جان بساكي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، قالت إن نولاند "اتصلت بنظرائها الأوروبيين، وبالتأكيد اعتذرت لهم عن هذه التعليقات المذكورة". وقللت بساكي كذلك من شأن التعليقات بشأن المعارضين الأوكرانيين، قائلة "لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أنه في أي مرحلة جرت مناقشات بشأن الأحداث الأخيرة". وألمحت بساكي إلى أن التسجيل الصوتي ربما يكون مسرّبًا من قبل موسكو، مشيرة إلى أن مسؤولًا روسيًا كان ضمن أول من لفتوا الانتباه إليه. وأوضحت المتحدثة الأميركية "نعتقد أن هذا قانون جديد في حرفة التجارة الروسية. هذا أمر يروّجون له، وينشرون ويغرّدون (في موقع تويتر) بشأنه بنشاط". من جهته، قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض "بما أن التسجيل تمت الإشارة إليه، وكتبت تغريدات بشأنه من قبل الحكومة الروسية، فأعتقد أن هذا يتحدث عن دور روسيا". تفاصيل الشريط وظهر التسجيل المزعوم بين فيكتوريا نولاند والسفير الأميركي جيفري بيات على موقع يوتيوب الخميس. ويحمل التسجيل، الذي تبلغ مدته أربع دقائق وعشر ثوان، عنوان "عرائس الميدان" بالروسية، وذلك في إشارة إلى ميدان الاستقلال في كييف، الذي يعتبر بمثابة رمز للمظاهرات المؤيدة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي. وقد تم تفريغ نص المكالمة ونشره مكتوبًا. أثناء المحادثة، يشير صوت أنثوي إلى محاولات الأممالمتحدة للتوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية. وتقول المرأة "أعتقد أن هذا سيكون رائعًا.. لإحكام الأمر والحصول على مساعدة الأممالمتحدة في إحكامه". ثم استخدمت الكلمة البذيئة عن الاتحاد الأوروبي. ويرد الرجل قائلًا "يجب أن نفعل شيئًا لإحكام الأمر، لأن بوسعك التأكد من أنه إذا لم يتحرك الأمر، فإن الروس سيعملون في الكواليس على محاولة التعجيل به". كما ناقش الطرفان في المحادثة التعامل مع أبرز ثلاثة معارضين في أوكرانيا فيتالي كليتشكو وأرسيني ياتسينوك وأوليه تيانيبوك. وتعرب المرأة المتحدثة عن اعتقادها بأن كليتشكو، بطل الملاكمة السابق، لا ينبغي أن يشارك في أي حكومة مقبلة، وتقول "لا أعتقد أنها فكرة سديدة". وتضيف "أعتقد أن ياتس (أرسيني ياتسينوك) هو من لديه الخبرة الاقتصادية". ايلاف