حمص: اعلن الهلال الاحمر السوري مساء السبت انه تمكن من تسليم كمية من المواد الغذائية والمساعدات الطبية الى السكان المحاصرين في احياء حمص القديمة رغم اعمال العنف التي رافقت العملية. وقال الهلال الاحمر السوري في حسابه على تويتر "رغم تعرّض الفريق للقصف والنار، تمكنا من تسليم 250 علبة غذاء و190 وحدة مواد تنظيف وادوية لامراض مزمنة". واوضح الهلال الاحمر ايضا ان كل العاملين معه مع العاملين في الاممالمتحدة الذي دخلوا الى حمص القديمة في قافلة واحدة تمكنوا مساء من مغادرتها. وكان محافظ حمص طلال البرازي قال في وقت سابق، حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية (سانا)، "انه تم إدخال سيارتين محملتين بالمساعدات الإنسانية إلى المدينة القديمة، بينما اعاقت المجموعات المسلحة دخول سيارات إضافية بعد استهدافها بقذائف هاون للطريق الذي تسلكه السيارات". من جهته اكد الناشط من المعارضة في قلب حمص القديمة، الذي قدم نفسه باسم غيث في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب، دخول مساعدات انسانية. وقال "دخلت سيارات الاممالمتحدة مع الهلال الاحمر بعد استهداف مباشر للقافلة فاصيبت الشاحنات، الا انهم اصروا على الدخول". واضاف "كل الشكر لكادر الفريقين، وخصوصًا للاخ يعقوب الحلو"، في اشارة الى المنسق الانساني للامم المتحدة في سوريا. وكان الهلال الاحمر اعلن في وقت سابق ان طلقات نارية وقذائف هاون استهدفت الشاحنات التي تقل المساعدات الانسانية وطاقمها خلال توجهها الى مدينة حمص القديمة. وذكرت المنظمة الانسانية في حسابها على موقع تويتر "ان طلقات نارية استهدفت الشاحنات التي تقلّ المساعدات الانسانية وطاقمها، ما اسفر عن اصابة سائق شاحنة"، مشيرة الى ان ذلك حدث بعيد "سقوط قذائف هاون على مقربة من الفريق وشاحنات المساعدات" من دون ان تشير باصابع الاتهام الى اي طرف. واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) مساء السبت ان اربعة متطوعين من الهلال الاحمر السوري اصيبوا بجروح "برصاص المجموعات الارهابية المسلحة"، في اشارة الى المعارضة المسلحة "خلال ادخال مساعدات انسانية الى حمص القديمة". وكان الناشط يزن قال في وقت سابق لفرانس برس ان "سيارات الهلال الاحمر السوري دخلت الى حمص القديمة مع خمس سيارات تابعة للامم المتحدة وشاحنتين تنقلان مساعدات انسانية". واضاف "ولدى بدء دخولها تعرّضت المنطقة التي كانوا وصلوا اليها، وحيث كان الكثير من الناس متجمعا للقصف". من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان شخصين من سكان حمص القديمة قتلا، واصيب اخرون بجروح نتيجة اطلاق النار الذي استهدف قافلة المساعدات. والاتفاق الذي ابرم بين النظام والمتمردين والاممالمتحدة بعد مفاوضات استغرقت اشهرا، ينص على وقف لاطلاق النار يستمر ثلاثة ايام على الاقل، لاجلاء النساء والاطفال والمسنين، الذين يرغبون في الخروج وارسال مساعدات عاجلة الى الاخرين ابتداء من صباح السبت. وقالت الاممالمتحدة ان المساعدة عبارة عن مواد غذائية ومعدات طبية وصحية وفرش واغطية ودعم لوجستي ومبالغ نقدية "لمواجهة الاحتياجات الفورية للذين اختاروا البقاء في المنطقة او مغادرتها على حد سواء" ويقدر عددهم بنحو 2500 شخص. وكان سمع صباح السبت دوي انفجار خمس قذائف في حمص القديمة، حسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الانسان. وتم الجمعة اجلاء 83 شخصا من نساء واطفال ومسنين. وقال مساعد المتحدث باسم الاممالمتحدة فرحان حق ان الاشخاص الذين تم اجلاؤهم الجمعة "نقلوا الى اماكن اختاروها بمواكبة الاممالمتحدة والهلال الاحمر السوري". ولم يتمكن الصحافيون من الاقتراب من الحافلات او التحدث الى المدنيين. ويشكل هؤلاء المدنيون دفعة اولى من نحو 2500 شخص ما زالوا في هذه الاحياء المحاصرة منذ حزيران/يونيو 2012. وطالبت دمشق السبت ب"عدم تسييس" ملفها الكيميائي، والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في تقديم المساعدة لها لتجاوز "التحديات" التي تحول دون نقل العناصر الكيميائية الى خارج سوريا في الوقت المناسب. كما اتهمت دمشق "مجموعات ارهابية مسلحة" باستهداف المواقع التي تحوي المواد الكيميائية والشحنات التي تقلّ هذه المواد في طريقها الى مرفأ اللاذقية تمهيدا لنقلها الى الخارج. ميدانيًا، قتل 20 مدنيًا، بينهم طفلان وامراة، في قصف جديد شنه الطيران المروحي التابع للقوات النظامية السورية السبت على مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد ان "15 مواطنا، بينهم طفل وسيدة، قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في احياء الكلاسة ومساكن هنانو ودوار الحيدرية". واضاف "ان قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة دوار بعيدين ومناطق حي الفردوس ادى إلى استشهاد 5 مواطنين بينهم طفل". كما قام الطيران المروحي بقصف مناطق متفرقة في ريف حلب الشرقي، ما ادى إلى سقوط جرحى، بحسب المرصد. وقتل مئات الاشخاص في هجمات بالبراميل المتفجرة منذ 15 كانون الاول/ديسمبر الماضي على احياء في مدينة حلب يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق، القت المروحيات براميل متفجرة على مدينة داريا الخاضعة للحصار منذ اكثر من عام وتعد معقلًا لمقاتلي المعارضة جنوب غرب العاصمة، بحسب المرصد. وفي شرق البلاد، شنت جبهة النصرة وكتائب معارضة بينها حركة أحرار الشام هجوما جديدا في دير الزور على مقاتلي "دولة الاسلام في العراق والشام"، واستعادت السيطرة على منطقة المطاحن وصوامع الحبوب والمعامل على طريق دير الزور البصيرة. يأتي هذا الهجوم بعد نحو اكثر من ثلاثة أشهر على اندلاع المواجهات بين هذا التنظيم الاسلامي المتطرف ومقاتلي المعارضة في شمال سوريا ما اسفر عن مقتل نحو 1800 شخص معظمهم من المسلحين. ايلاف