أما وقد استوت الطائرة على ارتفاعها النهائي ، فإن الخوف عند معظم الركاب الذين يتوجسون من التحليق قد زال ... لأنه مرتبط بالإقلاع والهبوط ، ومن كان منهم يحمل شيئاً من الخوف فإنه يُعزى إلى «المطبات الهوائية» و هي عدة أنواع ، فمنها ما هو مرتبط بالمتغيرات الجوية كالسحب الرعدية الممطرة وهذا النوع من المطبات يتفاداه الطيارون بابتعادهم قدر المستطاع عن تلك المتغيرات لأنها مرئية ، و منها ما قد يقع فجأة في أجواء صافية ويسمى «Clear Air Turbulence» ، و بشكل عام فإن هذه المطبات غير متوقعة و أقواها وهو نادر ما يسمى «Air Pocket» أي «الجيب الهوائي» , و إن كانت هناك بعض التقارير المسبقة من طيارين طاروا في هذه المنطقة مسبقاً فأنعم بها من أخبار، لذا توصي معظم شركات الطيران ركابها بربط الأحزمة حال الجلوس في المقاعد و عدم التجول في المقصورة إلا في الضرورة من أجل مستوى أفضل في السلامة . أضيئت إشارة ربط أحزمة المقاعد استعداداً لما يسمى «الاقتراب التدريجي» ومن ثم الهبوط ، حيث تبدأ الطائرة في النزول تدريجياً من على بعد ما يفوق المائة كيلو متر من المطار المنشود ، و أثناء الهبوط ستهتز الطائرة قليلاً كما سبق وأن أسلفنا في مرحلة الإقلاع ... و قد يستخدم الطيار «جنيحات» إضافية على جناح الطائرة لتخفيض سرعتها قليلاً حيث أن الطائرات الحديثة هذه الأيام مصممة بطريقة في غاية الانسيابية لتخفيف استهلاك الوقود والأهم هو قدرة الطائرة على الطيران في حال توقفت محركاتها عن العمل تماماً لمسافة معينة لأقرب مطار ! و قبل ذلك أحب أن أنوه أن الطائرة مصممةُ ُ أصلاً للطيران بمحرك واحد لمسافة الرحلة ! أنصح أحباءنا المتوجسين من التحليق بالجلوس بجانب الشباك حسب ما توصي الجمعيات المعنية برهاب الطيران، فالراكب يستطيع رؤية كل ما في الخارج فتوافق الصورة إحساسه بالحركة ، إضافة للكاميرات المثبتة في مقدمة الطائرة و بطنها حيث تقوم بنقل الصورة أولاً بأول للركاب. للحديث بقية .. دمتم بخير صحيفة المدينة