في مثل هذه الآونة من كل عام، لا يتوقف الحديث في معظم الأوساط الطبية والعلمية والإعلامية العالمية حول وباء الإنفلونزا المتحورة، ما بين إنفلونزا الطيور، وإنفلونزا الخنازير. وتناقلت وسائل الإعلام أخبار كثير من البشر الذين لقوا حتفهم ضحايا النوع الأخير من الإنفلونزا. منظمة الصحة العالمية تؤكد أن «إنفلونزا الخنازير»، مرض فيروسي وبائي حاد يصيب الخنازير بشكل رئيس، وينتقل عبر الاستنشاق والاحتكاك المباشر اليومي بين الناس، وقد شهد العالم انتشارا متكرراً لهذا المرض تحت مسميات عديدة أشهرها الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، التي انتشرت أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلفت ملايين الموتى. وتقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وظهرت لديهم علامات المرض بشكل واضح. وقد توفى ما بين 20 و 50 مليون شخص جراء الإصابة بالمرض،أي أكثر من ضحايا الحربين العالميتين. خورشيد حرفوش (أبوظبي) - ما أن يطل هذا الوباء برأسه كل عام، إلا وتسبب في ارتباك سُكان العالم من شرقه إلى مغربه، ليصيبهم بالذعر والخوف، وسط حالة من الارتباك في الجهود الصحية الوقائية في كل بلدان العالم وسط موجة من تضارب الإشاعات ومشاعر التفاؤل والتشاؤم والحيطة والحذر، في الوقت الذي تعلن فيه منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة الذين يمكن أن يصابوا نظريًا بمرض إنفلونزا الخنازير في حال تحوُّله إلى وباء يمكن أن يصل إلى 50% من السكان العالم، قياسًا على نتائج ثلاثة أوبئة شهدها القرن العشرون، فيما تحاول المنظمة من تقليص حالة التشاؤم العالمية بإنتاج عقارات فعالة للوقاية والعلاج من المرض. الدكتور يوسف الحفني، أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى النور في أبوظبي، يوضح حقيقة إنفلونزا الخنازير، ويقول: «يطلق على إنفلونزا الخنازير بالإنجليزية مصطلح Swine influenza أو hog flu أو pig flu، وهو أحد الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي، بسبب فيروسات إنفلونزا من نوع معين لها تأثير ما على الخنازير. وهذا النوع من الفيروسات ينتشر بين الخنازير بصفة دورية في عدد من الدول منها الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا وأميركا الجنوبية وأوروبا وشرق آسيا، وتتسبب في إحداث إصابات ومستويات مرتفعة من المرض، ونفوق أعداد من الخنازير لكن بصورة محدودة. وفي عام 2009 تم التعرف على ستة فيروسات لإنفلونزا الخنازير من الأنواع وH1N1 وH1N2 وH3N1 وH3N2 وH2N3. وعادة ما تبقى هذه الفيروسات منتشرة ضمن الخنازير على مدار العام، إلا أن معظم حالات الانتشار الوبائية تحدث في أواخر الخريف والشتاء كما هو الحال لدى البشر». انتقال فيروس الإنفلونزا أما عن ظروف انتقال فيروس انفلونزا الخنازير إلى الإنسان، يضيف الدكتور الحفني:«إن الأنواع التي تصيب الإنسان تختلف عن تلك التي تصيب الخنزير. والفيروس عادة لا ينتقل بين الفصائل الحية المختلفة إلا إذا حدثت إعادة تشكيل للفيروس، عندها يتمكن الفيروس من الانتقال ما بين الإنسان والخنازير والطيور. كما كان انتقال فيروس إنفلونزا الخنازير للإنسان نادرا نسبياً وخاصة أن طبخ لحم الخنزير قبل استهلاكه يؤدي إلى تعطيل الفيروس. كما أن الفيروس لا يسبب أعراض الإنفلونزا للإنسان في معظم الأحيان ويتم معرفة إصابة الشخص بالمرض فقط بتحليل تركيز الضد في الدم. إلا أن احتمالية انتقال فيروس إنفلونزا الخنازير من الخنازير إلى البشر قد زادت مؤخراً نتيجة التحورات الجينية التي حدثت في دنيا الفيروس، وعادة ما تصيب العدوى الأشخاص العاملين في مجال تربية الخنازير فقط حيث يكون هناك اتصال مستمر مما يزيد من احتمالية انتقال الفيروس. منذ منتصف القرن العشرين تم تسجيل خمسين حالة بشرية مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، وعادة تكون أعراض العدوى مشابهة لأعراض الإنفلونزا الشائعة كاحتقان البلعوم وارتفاع حرارة الجسم وإرهاق وآلام في العضلات وسعال وصداع». ويكمل الدكتور الحنفي:«إن العاملين في مجال تربية الخنازير ورعايتها هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بالمرض. وتصيب فيروسات إنفلونزا الخنازير البشر حين يحدث اتصال بين الناس وخنازير مصابة. وتحدث العدوى أيضا حين تنتقل أشياء ملوثة من الناس إلى الخنازير. يمكن أن تصاب الخنازير بإنفلونزا البشر أو إنفلونزا الطيور. وعندما تصيب فيروسات إنفلونزا من أنواع مختلفة الخنازير يمكن أن تختلط داخل الخنزير وتظهر فيروسات خليطة جديدة. ويمكن أن تنقل الخنازير الفيروسات المحورة مرة أخرى إلى البشر ويمكن أن تنقل من شخص لآخر، ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الإنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات إنفلونزا ثم لمس الفم أو الأنف ومن خلال السعال والعطس». ... المزيد الاتحاد الاماراتية