أكد الفريق صدقي صبحي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية أن دولة الإمارات العربية المتحدة دولة شقيقة وموقفها القوي والداعم بلا حدود لمصر خلال المرحلة المصيرية الحالية سياسياً واقتصادياً هو موقف تاريخي لن ينساه المصريون وهم جميعاً ممتنون للدعم الإماراتي السياسي والدبلوماسي والاقتصادي لثورة 30 يونيو . وأشار الفريق صبحي خلال حوار مع مجلة درع الوطن أجراه رئيس تحريرها الرائد الركن يوسف جمعة الحداد إلى أن الأمن القومي المصري يرتبط بأمن الإمارات، مؤكداً أن العلاقات المميزة التي تجمع البلدين حكومة وشعباً بشكل متميز في كل المجالات وضع أسسها ورسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بما له من مكانة في قلوب الشعب المصري ويدعمها بقوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومن بينها مجال التعاون العسكري . وفيما يلي نص الحوار: ما أبرز الموضوعات والقضايا المثارة خلال زيارتكم الراهنة ومحادثاتكم مع المسؤولين في القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة؟ يرتبط الأمن القومي المصري بأمن منطقة الخليج العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة، لذا برزت أهمية مناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية في مجال التعاون العسكري وتطويرها خلال الزيارة الحالية لدولة الإمارات العربية المتحدة في العديد من المجالات ومنها على سبيل المثال التأهيل المتبادل للعسكريين والتدريبات العسكرية وتبادل الخبرات وغيرها من متطلبات تحقيق الأمن القومي لبلدينا . تمتلك القوات المسلحة المصرية تجربة ثرية وخبرات واسعة في مجال الخدمة المدنية، فما أبرز الدروس التي يمكن استنباطها من تجربتكم في هذا المجال؟ تقوم القوات المسلحة بتقديم خدماتها للقطاع المدني لتنفيذ التنمية الشاملة بالبلاد من فائض طاقاتها وذلك باستغلال إمكانات أجهزتها المختلفة ولاسيما جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وجهاز الخدمات العامة في الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مثل توفير السلع التموينية لمنع الاحتكار وثبات الأسعار وإنشاء محطات خدمة وتموين السيارات وإنشاء مجمعات تجارية خدمية بالمدن السكنية الجديدة، إضافة إلى إنشاء المدارس ومساكن الشباب والساحات والملاعب الرياضية . ندرك حجم التحديات الاستراتيجية التي تواجهها القوات المسلحة المصرية في الآونة الراهنة فهل يمكننا التعرف إلى مستوى التقدم الذي حققته عمليات مكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء؟ وهل تتوقعون استئصال العناصر الإرهابية نهائياً من هذه المنطقة الحيوية؟ حققت القوات المسلحة بالتعاون مع جهاز الشرطة المدنية نجاحات كبيرة جداً في محاربة الإرهاب في سيناء باستخدام كل الوسائل والطرق والآليات الحديثة وهي قادرة على استكمال استئصال هذه الخلايا الإرهابية لمصلحة استعادة الأمن والاستقرار للبلاد ودفع عوامل تحفيز الاستثمار وتحقيق التنمية وضمان أمن المواطنين، وتوقعاتنا طبقاً لما تم إنجازه تشير إلى قدرتنا على استعادة الأمن والاستقرار كاملاً في هذه المنطقة الحيوية . هل ستشهد القوات المسلحة المصرية تغييرات على مستوى التدريب؟ التدريب هو المهمة الرئيسية للقوات المسلحة وقت السلم ولدينا خطط التدريب السنوية المنسقة بين جميع الأفرع والأجهزة في القوات المسلحة وذلك للحفاظ على الكفاءة القتالية والاستعداد القتالي العالي والدائم لقواتنا المسلحة، كما تتم صياغة التدريب وتنفيذه بناءً على المهام المستقبلية للقوات المسلحة . لعبت القوات المسلحة المصرية دوراً مهماً في الاستجابة لمطالب الشعب المصري في الثلاثين من يونيو ،2013 فكيف سيكون الدور المستقبلي للقوات المسلحة المصرية من وجهة نظركم؟ إن دور القوات المسلحة ومهامها محددة طبقاً للدستور وعندما استجابت لمطالب الشعب كان أمراً حتمياً تفرضه المصلحة الوطنية وحماية البلاد . . وتظل القوات المسلحة سنداً للشعب والمواطنين في حماية الأمن القومي المصري ومجابهة كل التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية . كيف تنظرون إلى التطور الحاصل في مستوى العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية؟ وهل تمضي علاقات التعاون العسكري في مسارٍ موازٍ للتعاون في بقية مجالات العلاقات؟ وما خططُ التعاون القائمة في الوقت الراهن؟ دولة الإمارات العربية المتحدة دولة شقيقة وموقفها القوي والداعم بلا حدود لمصر في ثورة 30 يونيو وخلال المرحلة المصيرية الحالية، سياسياً واقتصادياً هو موقف تاريخي لن ينساه المصريون، مثلما كان موقف دولة الإمارات خلال حرب أكتوبر 1973 موقفاً تاريخياً مستقراً في وجدان المصريين . . والمصريون جميعاً ممتنون للدعم الإماراتي السياسي والدبلوماسي والاقتصادي لثورة 30 يونيو الأمر الذي أسهم في إنجاح الثورة المصرية وتثبيت أركانها وقدرتها على محاربة الإرهاب . إن هذه العلاقات المميزة التي تجمع البلدين حكومة وشعباً بشكل متميز في كل المجالات وضع أسسها ورسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بما له من مكانة في قلوب الشعب المصري ويدعمها بقوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومن بينها مجال التعاون العسكري . . ونحن نعمل سويا في الوقت الراهن لدعم وتطوير مجالات التعاون وطموحاتنا هي المضي قدما لبناء خطط مستقبلية لدفع مجالات التعاون، وبما يحقق أهدافنا ومصالحنا المشتركة . تدركون سيادتكم أن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت تطبيق نظام الخدمة الوطنية للمواطنين في القوات المسلحة، فما هي أبرز مزايا هذا النظام من وجهة نظركم وتجربتكم في القوات المسلحة المصرية؟ الخدمة الوطنية واجب وطني على كل مواطن لما لها من دور فعال وإيجابي في صقل مهارات الشباب في المجالات المختلفة وتعودهم على النظام وتحمل المسؤوليات الجسام في الدفاع عن الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه، كما أن الخدمة الوطنية تثري شخصية الشباب عند العمل بالقطاع المدني بعد انتهاء الخدمة الوطنية . شهد قطاع الصناعات الدفاعية في دولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة تقدماً كبيراً فما هي رؤيتكم لما تحقق حتى الآن؟ وما تصوركم لمستقبل هذا القطاع في دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول العربية؟ حقق قطاع الصناعات الدفاعية في الإمارات طفرة وتقدماً كبيرين خلال الفترة الأخيرة بما يدفع نحو تحقيق التكامل في الصناعات الدفاعية ونقل التكنولوجيا لتحقيق متطلبات التطوير بالقوات المسلحة بكلا البلدين في مختلف المجالات، ونرى أن هذا القطاع واعد ويبشر بآمال وطموحات كبيرة . (وام) الخليج الامارتية