صورة أرشيفية من جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل أوضح عدد من قيادات منظمات المجتمع المدني قناعتهم بدور محوري هام تضطلع به منظماتهم في دعم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتهيئة أفضل مناخات تنفيذها من خلال الالتفاف المجتمعي حولها، والرقابة على تنفيذها، كونها بوابة الانطلاق نحو التحول المأمول، وخارطة طريق مسارات التغيير لتجسيد ما شكله انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وبمشاركة فاعلة من كافة الأطياف السياسية من نقطة ضوء وبارقة أمل في عيون اليمنيين. ورسموا في أحاديث ل(المركز الإعلامي) حدود الدور الذي يمكن لمنظمات المجتمع المدني القيام به بعد النجاح الذي شهده مؤتمر الحوار الوطني بإنجاز وثيقة الحوار لتبدأ مرحلة عمل جديدة تتمثل في التنفيذ والتي تقع على عاتق العديد من المكونات السياسية والاجتماعية. إسناد مجتمعي الدكتور ناصر الطويل المدير العلمي للمركز اليمنى للدراسات الاستراتيجية رأى من جهته أنه يقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني دور كبير في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ويتوزع هذا الدور في مجالات متعددة: التوعية بمخرجات الحوار والترويج لها بين مختلف الشرائح الاجتماعية وتوضيح أهميتها لمعالجة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها اليمن، وبيان مردوداتها الإيجابية على حاضر اليمن ومستقبله، وتوفير أكبر قدر ممكن من الإسناد المجتمعي والشعبي لهذه المخرجات، ويعد هذا الإسناد أمراً حاسماً لنجاح وتطبيق النتائج التي توصل لها الحوار الوطني الشامل. دون هذا الاسناد، ستظل تلك النتائج معزولة وضعيفة أمام التطبيق. تزويد معرفي وأضاف الطويل: يجب أن تقوم مؤسسات المجتمع المدني بدور كبير في نشر الثقافة والقيم المعززة للانسجام الوطني، والتي تمثل إحدى أهم مخرجات الحوار الوطني، وفي مقدمتها قيم الشراكة الوطنية وقيم القبول بالآخر، وثقافة العمل المؤسسي والجمعي. موضحاً: مراكز الأبحاث ينبغي أن تضطلع بدور كبير في ترشيد صانع القرار حول الأولويات الوطنية، والسبل المناسبة لتنفيذ مخرجات الحوار، وتزويد القوى السياسية والنخبة المشاركة في صنع القرار بالمعرفة اللازمة والخيارات المتاحة، لاسيما وأن اليمن بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة سواء من حيث شكل الدولة، أو إدارتها، ومن حيث علاقتها بالمواطنين والمكونات الاجتماعية .. وحتى من حيث علاقاتها الخارجية. تهيئة الأجواء سيف أحمد الدحبول رئيس مؤسسة بوابة التنمية محافظة شبوة قال: يمكن إن تساهم منظمات المجتمع المدني في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل من خلال إقامة علاقات إيجابية تكاملية مبنية على المشاركة الفعالة والإيجابية والشراكة المجتمعية في دعم مخرجات الحوار الوطني الشامل والتواصل مع المجتمع من أجل شرح المخرجات ونشرها ومراقبة إجراءات وخطوات عملية تنفيذها، وخلق شراكة مجتمعية في تحقيق مختلف هذه ا المتابعة والتقييم للمهمات والأهداف. مؤكداً أن نشر الوعي المجتمعي بمخرجات الحوار الوطني، وحملات المناصرة وحشد الجهود والالتقاء بكافة المكونات المجتمعية طرق من شأنها تحقيق نتائج إيجابية تخدم المخرجات وتهيئة الأجواء للتنفيذ. شراكة مجتمعية وأضاف: من أبرز مهام الحاضر المعاش إقامة شراكة بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية في قضايا المجتمع وفي مقدمتها تلك المتعلقة بدعم التغيير والتحولات الديمقراطية ووضع الحلول والمعالجات لكل الانتهاكات. وكذا الإسهام في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وقيام الحكم الرشيد الذي يحقق مسارات التغيير والتنمية المستدامة ويعزز من العملية الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتي تناولتها بالتفاصيل والوضوح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل . عمل محوري مساند مرزوق عبد الودود محسن المدير التنفيذي لمركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية يرى أن المجتمع المدني سيقوم بعمل محوري في مساندة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني في المرحلة القادمة، حيث من المتوقع أن يزاد تنامي الدعم الدولي الموجه للمنظمات غير الحكومية لتعزيز دور منظمات المجتمع المدني في هذا المجال . وستتم مساهمة المجتمع المدني في دعم مخرجات الحوار الوطني من خلال مرحلتين الأولى تتمثل بتهيئة المجتمع المحلي في تأييد ومناصرة القضايا الرئيسية لوثيقة الحوار الوطني، والثانية من خلال عملية الرقابة وتتبع سير تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. تمكين معرفي واستطرد: الدور المؤمل لمنظمات المجتمع المدني في دعم مخرجات وثيقة الحوار الوطني سيتركز من خلال: القيام بدور توعوي بالقضايا الوطنية الرئيسية في الوثيقة، ومنها قضية تعديل الدستور، والفيدرالية، وقضية التنمية الاقتصادية، والحكم الرشيد، بما يساهم في تمكين المجتمع اليمني معرفياً وإزالة سوء الفهم لدى بعض شرائح المجتمع حول بعض قضايا الحوار الوطني. وكذلك المساهمة في تتبع عملية تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والقيام بالحملات التوعوية والحشد المجتمعي لمناصرة تنفيذ بعض المخرجات، والمساهمة بالدراسات والاستطلاعات الاستقصائية عن متطلبات عملية التنمية في اليمن، والقيام بعمل المسوحات الميدانية في مجالات التنمية سواءً القائمة على حقوق الإنسان، أو تلك المتصلة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية. مشاريع قوانين مكيه مجلي منسق برامج المرصد اليمنى لحقوق الإنسان قالت من جهتها أن منظمات المجتمع المدني بدورها أوضحت أنه يمكن أن تسهم منظمات المجتمع المدني بدور فاعل في دعم وثيقة مخرجات الحوار الوطني من خلال جمله من النقاط أهمها التوعية بمخرجات الحوار الوطني والمشاركة في تفعيل بعض المخرجات وذلك بالشراكة بين منظمات المجتمع المدني. مشيرة إلى أهمية المشاركة الجادة في مناصرة ودعم تنفيذ الوثيقة عبر المساهمة بإعداد مقترحات لتنفيذها وإعداد مشاريع قوانين تضمن تنفيذ المخرجات التي جاءت في الوثيقة النهائية إلى جانب تنفيذ أنشطة داعمة للمخرجات في موضوعات حقوق الإنسان والحريات والتشريعات والسياسات العامة. دور بحجم المرحلة عرفات الرفيد المدير التنفيذي مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان قال إن المجتمع المدني خلال الفترة الماضية قدم العديد من المبادرات والفعاليات التي كان لها دور إيجابي ومميز في تقديم رؤى وطنية في ترسيخ مبدأ الحوار إضافة إلى المقترحات والأفكار، واستطاع ان يكون شريكاً فاعلاً مع القوى الأخرى وبعد إقرار وثيقة مخرجات الحوار الوطني سوف يبدأ مرحلة جديدة من التحول الأكثر جدية في بناء الدولة المدنية الحديثة والمتمثلة في تحقيق مخرجات الحوار وصياغة الدستور الجديد وأهمية هذه المرحلة توجب على منظمات المجتمع المدني الشراكة الجادة والإسهام الفاعل من خلال الأنشطة والفعاليات التي تخلق جواً من الوعي المجتمعي العام بالقضايا التي خلص إليها المؤتمر، وكذا الشراكة المجتمعية الواسعة التي من شأنها أن تنقل الوثيقة الى واقع ملموس يحقق أحلام وطموحات اليمنيين في غد مشرق. فرص أكبر للوصول وأضاف الرفيد: تمتلك منظمات المجتمع المدني فرصاً أكبر للوصول إلى الناس والإسهام في التنوير المعرفي كونها حيادية وبعيدة عن الصراعات السياسية والقناعات الأيديولوجية، علاوة على مايتوفر لديها من كفاءات علمية وخبراء ومرجعيات معرفية، وهذه إن وظفت سوف تصحح المفاهيم لدى الناس، وتبعدهم عن الوعي المزيف التي تخلقه القوى ذات المواقف المتعصبة وبالتالي تضع الحقائق ناصعة نقية أمام المواطن وهو بدوره العتاد الأهم لعملية التحول الديمقراطي. مؤتمر الحوار الوطني اليمن