كم هو رائع عندما يأتيك اتصال بالتهنئة، شعور جميل من أخي الشاعر والمبدع أحمد العسم حين قال: لي أهنئك. في الحقيقة ظننت بأنني فزت بجائزة أو رشحت لمنصب، لكن كانت فرحتي أكبر عندما قال: لي أهنئك على المقال الرائع، يقصد مقال الأسبوع الماضي (شيص وأخواتها). نعم هذا هو الفوز والنجاح عندما تجد من يتابع ما تكتب، وما يدفعني أكثر إلى الكتابة هو تواصل القراء الدائمين معي وطرحهم لمواضيع كثيرة تهم المجتمع، وأعتذر للأخت نورة وأعدها بأنني سأتناول موضوع الإجازة الصيفية للمدارس مستقبلاً. قبل أن أكتب قصة «كوب على الحائط» التي وصلني عبر قروب خيمة التواصل العالمية ومشرفها الدكتور عبدالله النيادي، وكل الشكر له لجمعه كوكبة من المثقفين والشعراء لتبادل الآراء والتحاور، أما موضوع «كوب على الحائط» والذي كان موجوداً تحت اسم كاتبه إياد عبدالحي، وأرى عنوان «ورقة على الحائط» أشمل وخصوصاً بعد هذا الموقف الذي حدث معي. هاتفت أختي وهي معلمة في مدرسة تأسيسية، واتصلت عليها وقت الراحة حتى لا أشغلها عن عملها، اتصلت أكثر من مرة ولم تجب، وبعد المحاولة الأخيرة أجابت. قلت لها ليس من عادتك ألا تجيبي قالت: مشغولة بعمل فطائر لطالبات نسين مصروفهن في البيت، حاولت أن أعطيهن مصروفاً فرفضن. فقلت أصنع لهن فطائر من أكلنا نحن المعلمات. هنا تذكرت المقالة التي وصلتني وأستميح الكاتب عذراً باقتباس بعضها، والأحداث في جزيرة البندقية في إيطاليا، يقول الراوي: دخلت مقهى لشرب كوب من القهوة وقطعة من الكيك، تنقلت بينهما متأملاً في الهدوء الذي لا يقطعه إلا قرع الجرس المعلق على الباب معلناً عن دخول أحدهم أو خروج إحداهن، ومع وصولي لنصف كوب القهوة دخل أحدهم للمكان وسحب مقعداً بجوار طاولتي، فسارعه الموظف بعد قليل من جلوسه، فقال له الزبون لو سمحت أحضر لي كوباً من القهوة وكوباً آخر على الحائط، اندهشت وتساءلت بيني وبين نفسي عن قصده (بكوب الحائط) ولم أجد خياراً غير الانتظار، وبعد لحظات جاء النادل وفي يده كوب قهوة واحد فقط قدمه لجاري، ثم أخرج ورقة صغيرة وكتب عليها (كوب قهوة)، وتحرك نحو الحائط ولصقها عليه وانصرف تاركاً على رأسي علامات الاستفهام والتعجب. بعد دقائق دخل ثلاثة وكرروا المشهد نفسه. يقول الكاتب: بعد دقائق دخل زبون آخر رث الملبس إلى حد ما وجلس، فأتاه النادل فقال الزبون بهدوء كوب قهوة من الحائط، وعاد النادل يحمل كوب قهوة ووضعه على طاولة الزبون، ومن ثم اتجه نحو الحائط ونزع ورقة. فيا له من تكافل اجتماعي وبطريقة مهذبة ومحترمة للمشاعر. كم أتمنى أن تسري هذه الثقافة في مجتمعنا، وكم أتمنى أن تعمل بها المدارس «كوب على الحائط أو فطيرة على الحائط». [email protected] The post ورقة على حائط appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية