هل ستفوز الإمارات باستضافة "إكسبو 2020"؟ سؤال لا أحد يعرف إجابته النهائية إلا بعد عام من الآن، ولكن التفاؤل يدفعنا إلى الإجابة عنه بالإيجاب . هذا التفاؤل لا ينبع من العاطفة والأمنيات وحدهما، ولكن من الواقع الذي نعيشه يومياً والجهود التي نتابعها للفريق المعني بالملف، والأهم من ذلك ما يلحظه ويلمسه العالم الذي سيصوت بعد عام من الآن لمن سيفوز باستضافة هذه التظاهرة . إذا تحدثنا عن الواقع، فمدينة دبي تمتلك المقومات التي تؤهلها لهذه الاستضافة من بنية أساسية متطورة على درجة عالمية من الكفاءة إلى موقع جغرافي يتوسط العالم، إلى تنوع ثقافي فريد من خلال تمازج ثقافات 200 جنسية تعيش في الإمارات، إلى أمن وأمان يضرب بهما المثل، إلى شبكة علاقات تجارية ومالية وتقنية تتعامل مع أكثر من 90% من دول العالم . أما إذا تحدثنا عن الجهود المبذولة لتهيئة الأجواء للفوز بهذا الحدث الكبير، فإنها تستند إلى أرضية صلبة تعود بنا إلى نجاح الإمارات في استضافة اجتماعات "الدوليين" التي عقدت في دبي العام 2004 . واحتضان "إيرينا" في أبوظبي قبل عامين من الآن، عندما انتزعت المقر من دول عريقة نافست للفوز باستضافته . الجهود تستند أيضاً إلى الإيمان بكفاءة شباب وشابات الوطن، وبقدرتهم على العطاء والتميز، وبالعمل فريقاً واحداً اتحادياً ومحلياً للوصول إلى الهدف النبيل الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه . لكن لو أعدنا صياغة السؤال إلى التالي: ماذا لو لم تفز الإمارات بالاستضافة؟ فالمدن الأربعة المنافسة في روسيا وتركيا والبرازيل وتايلاند لديها أيضاً مكامن قوة تميزها، حتى أن بعضها يستند إلى نفوذ بلاده السياسي والاستراتيجي، وبعضها الآخر قد يمارس داخل الغرف المغلقة الإغراءات المالية والمعنوية على مندوبي الدول للتصويت لصالحه . إذا حصل ذلك، فالنتيجة لن تكون كارثة، فمكانة الإمارات تبقى عالية، والجهود المبذولة لن تذهب سدى، فالمنافسة بحد ذاتها هي فرصة مفيدة للترويج لدولة الإمارات وإظهار الإمكانات التي حققتها وتلك التي تسعى إلى بلوغها، فالمشاركة بحدث عالمي كهذا مهما كانت نتيجته يلقي الضوء على نموذج من النجاح تحقق خلال فترة قياسية وبات يحتذى إقليمياً وعالمياً، نموذج يؤكد أن الإماراتي والعربي قادر على تحقيق إنجاز في معركة التنمية على مستوى العالم . لن نستطرد في الإجابة عن السؤال الافتراضي الثاني، لأن السؤال الأول هو الأقرب إلى محاكاة الواقع . فشكراً لكل فرق العمل المكلفة بالإشراف على الملف على ما قدمته وتعد لتقديمه لإقناع العالم بالتصويت لملفنا، ومبروك مقدماً للإمارات استضافتها "إكسبو 2020"، وإلى تحد جديد .