ساعات فقط مرت على قرار المجلس التنفيذي في دبي لضبط زيادات الرسوم في المدارس الخاصة، حتى طالعتنا إحدى هذه المدارس بقرار مسبق لها، بزيادة رسومها بنسبة تصل إلى 50%، بذريعة بناء منشآت جديدة للمبنى المدرسي، بحسب ما أفادت شكوى أولياء الأمور، بينما بينت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أن القرار جاء في وقت سابق قبل صدور القرار الجديد، علماً بأن قرار المجلس التنفيذي الجديد ربط الزيادة بالتقييم المدرسي ومؤشر كلفة التعليم، لا بإنشاء مبانٍ جديدة تعد استثماراً لرأس المال، وليس للطلبة ولا أولياء الأمور. وتلقت «البيان» شكاوى عدة حول زيادة الرسوم بواقع 50% على مدار ثلاث سنوات، وتساؤلات عن الأسباب التي دعت لتحميل أولياء الأمور أعباء مادية إضافية تفوق قدراتهم، مبدين امتعاضهم من هذه الزيادة العشوائية، حتى لو كانت للتوسع أو ما شابه ذلك، ومشيرين إلى أنهم يأملون خيراً في قرار المجلس التنفيذي، بوجود إطار عمل لضبط الرسوم المدرسية في دبي، أكد أنه يحق للمدارس الخاصة في فئة «متميز» زيادة رسومها للعام الدراسي المقبل بحد أقصى 3.48%، فيما يحق للمدارس الخاصة في فئة «جيد» نسبة زيادة تقدّر ب2.61% كحد أقصى، فيما يحق للمدارس الخاصة في فئتي «مقبول» و«ضعيف» رفع رسومها بما يعادل مؤشر تكلفة التعليم البالغ 1.74 كحد أقصى، ومتسائلين عن دواعي الزيادة بأسباب الانتقال إلى المبنى الجديد. موافقة من جهته، قال محمد أحمد درويش، رئيس التصاريح والنظم في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، إن تلك المدرسة الخاصة تقدمت خلال العام الدراسي الماضي 2012- 2013م بطلب زيادة الرسوم المدرسية، نظراً إلى انتقال المدرسة إلى مبنى جديد بمنطقة الورقاء بطاقة استيعابية أكبر وباستثمارات كبيرة، مشيراً إلى أنه بعد دراسة الطلب ومراجعته وفق بند الاستثناء في إطار عمل ضبط الرسوم المدرسية، تمت الموافقة في مارس الماضي على زيادة استثنائية في الرسوم المدرسية لثلاث سنوات مقبلة، اعتباراً من العام الدراسي المقبل 2014- 2015م، مع ربط تنفيذ الزيادة المشار إليها بجاهزية المبنى الجديد مع بداية العام الدراسي المقبل، داعياً أولياء الأمور إلى التواصل مع المدرسة بهذا الخصوص. في حين قال أبو سلطان (أحد أولياء الأمور) «إن لديه 4 أبناء في صفوف مختلفة، منها الروضة الأولى وصف الرابع والسادس والثامن، ودفع إليهم هذا العام 128 ألف درهم من دون الكتب المدرسية أو رسوم الحافلات، وأبلغته المدرسة بأنها ستزيد الرسوم المدرسية بدواعي الانتقال إلى مبنى جديد، وتصل نسبة الزيادة 20% للعام الدراسي المقبل، و20% أخرى للعام الدراسي 2015-2016، و10% للعام الدراسي 2016-2017، وذلك بإجمالي زيادة 50%. وأفاد بأن الرسوم الدراسية للعام الدراسي المقبل ستصبح 152 ألف درهم، مشيراً إلى أنه راجع الهيئة وقدّم شكوى، وكان رد الهيئة عليه «هذه مدرسة تجارية، ولا بد أن نشجع الاستثمار»، فأين حقوق أولياء الأمور؟ واعتبر أبو سلطان أن الرسوم المدرسية لا تقتصر على القسط المدرسي، ولكن هناك رسوم للحافلات المدرسية التي أصبحت في تزايد مستمر، ورسوم للكتب، وأخرى للفعاليات والأنشطة المدرسية والرحلات، ما يشكّل عبئاً كبيراً جداً على أولياء الأمور ذوي الدخل المتوسط، مشيراً إلى أن قرار المجلس التنفيذي جاء منصفاً لنا بأن تقدم المدرسة تعليماً متميزاً مقابل زيادة محددة، وأخرى تقدم تعليماً جيداً مقابل نسبة زيادة أخرى، ما يجعل هناك تنافساً شديداً في تحقيق مخرجات تعليمية مواكبة لسوق العمل، ومتفوقة في تقديمها. سحب التسجيل ذكرت أم ربيع (أم لثلاث طلاب في المدرسة الخاصة نفسها)، أن المدرسة أبلغتهم بنسبة الزيادة، وعلى غير الراغبين سحب تسجيل أبنائهم، ما يجعل أولياء الأمور في موقع تعجيزي، ومن ثم تضغط عليهم بالموافقة على الزيادة، وذلك لأن معظم المدارس فتحت أبواب التسجيل وأغلقته، نظراً إلى اكتفائها، وعدم وجود موعد محدد لفتح باب التسجيل في المدارس الخاصة، ما يجعل الفرص محدودة لاختيار مدارس أخرى، مفيدة بأن تلك المدرسة الخاصة تقدم تعليماً جيداً لأبنائهم، وتجعلهم من المتفوقين، ولا تقصّر في حقوقهم التعليمية. البيان الاماراتية