يحتفي عرض «كفاليا في قصر الحصن» الفريد من نوعه بالعلاقة الوطيدة التي تربط ما بين الإنسان والخيل، إذ يقدم فيه الفرسان لوحة جميلة يستعرضون فيها أروع فنون الفروسية. ويجمع «كفاليا» ما بين عرض الخيول وأداء الراقصين والفنانين لكونه استعراضاً يعتمد على التقنيات المبتكرة، وإنتاجاً ضخماً يجمع ما بين الفروسية والمهارات البدنية والأكروباتية والمؤثرات الصوتية والضوئية المبهرة، وهو من إبداع نورماند لاتوريل، أحد مؤسسي سيرك دوسوليه الشهير. وقدم الفرسان والفارسات والمدربون في عرض «كفاليا» لوحة كرنفالية مليئة بالإثارة والتشويق، تنم عن مهارة وموهبة عالية ودقة في تنفيذ الحركات بشكل سحر الألباب. ودلل العرض على العلاقة الوثيقة بين الخيل ونجوم الاستعراض الذين أثبتوا براعة مذهلة في امتطاء الخيول وقدموا مشاهد مدهشة بكل سلاسة وأريحية. وانتزع القائمون على مهرجان قصر الحصن في دورته الثانية عبارات الاستحسان والرضا قبيل انطلاق المهرجان بساعات قليلة، وذلك عقب انتهاء عرض «كفاليا» الذي نظم خصيصاً أمس الأول لممثلي وسائل الإعلام، إذ أثنى الجميع على حسن الاختيار الذي اعتبروه موفقاً بكل المقاييس. ولم يدر بخلد الحضور أمس الأول، خصوصاً من يشاهدون «كفاليا» للمرة الأولى، أنهم على موعد مع عرض استثنائي يحبس الأنفاس، بل كان بمثابة المفاجأة الممتعة التي لم يتوقعونها حتى قبيل رفع الستار إيذاناً ببدء الاستعراض الذي جاء ممتعاً للأعين والآذان في الوقت نفسه. بدأ الاستعراض بفقرة لأحد الفرسان ومجموعة مكونة من ستة خيول، أظهر خلالها براعة فائقة في إعطاء الأوامر لخيله، التي نفذتها برشاقة ودقة بالغة وكأن فرساناً مهرة يمتطونها. فيما اتسمت الفقرة الثانية بالخطورة وقوة التحكم في التوازن وسرعة البديهة ودقة الأداء أثناء ركوب الخيل، لتأتي من بعدها فقرة البحيرة المائية الاصطناعية التي أضفت روحاً خاصة على الاستعراض، ولتمزج بين الخيل والبحر والرمال في لوحة فنية أكثر من رائعة، اشترك في تقديمها الخيل والبشر. جاء الاستعراض على وقع أنغام موسيقية حية أداها مجموعة من العازفين المحترفين أعطت بعداً آخر جميلاً للعرض، رافقتها مؤثرات ضوئية أمام خلفية من الصور المتغيرة باستمرار عرضت على شاشة قياسها 60 متراً، لتضع المشاهدين في أجواء مذهلة، ولنخرج في المحصلة بعمل مشع بالإبداع. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل في لفتة رائعة ارتدى الفرسان والفارسات الزي العربي، حتى إن الفارسات الشقراوات قمن بصبغ شعرهن باللون الأسود لتكتمل الصورة الجمالية للاستعراض، ولإضفاء اللمسة العربية على كل صغيرة وكبيرة، إذ تم تعديل العرض الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، خصيصاً من أجل مهرجان قصر الحصن. لكن وبعد كل هذا الإبهار والمتعة اللا متناهية، أصيب الحاضرون بخيبة أمل كبيرة عندما اصطف نجوم وفرسان العرض أمامهم معلنين انتهاءهم من الاستعراض، فالكل كان يمني النفس بأن يستمر العرض لساعات وساعات بعد أن مر الوقت وكأنه لحظات. ويعد هذا الاستعراض أول حضور ل «كفاليا العالمية» في منطقة الشرق الأوسط والذي سيضم عروضاً تقام ضمن فعاليات مهرجان قصر الحصن من 22 فبراير إلى الأول من مارس المقبل. وأذهلت استعراضات كفاليا أكثر من أربعة ملايين مشاهد عالمياً في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، ويشارك فيه 50 جواداً و50 فناناً من مختلف أنحاء العالم. وسيستمتع جمهور «كفاليا في قصر الحصن» بالاستعراض الذي سينظم على منصة يبلغ عرضها 50 متراً تمنح الأحصنة القدرة على الانطلاق بأقصى سرعة لها، كما أنها تكون في بعض الأحيان محررة بشكل كامل دون أي استخدام للجام. يشارك في استعراض «كفاليا في قصر الحصن» 11 سلالة مختلفة من الخيول الأصيلة والتي تتضمن الخيول العربية والإسبانية والبوني ذات الحجم الصغير. وتجري العروض تحت خيمة عملاقة تمتد على مساحة قدرها 2440 متراً مربعاً، ويصل ارتفاعها إلى 35 متراً، لتمنح الأحصنة مساحة واسعة لتنفيذ العروض مع المدربين والفنانين. The post «كفاليا في قصر الحصن» .. فروسية في لوحة فنية appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية