أبوظبي - مصطفى جندي وفدوى إبراهيم: أقامت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لقاءً إعلامياً للتعريف بفعاليات مهرجان قصر الحصن 2014 الذي تقيمه الهيئة بالتعاون مع المركز الوطني للوثائق والبحوث في الفترة بين 20 فبراير/شباط و1 مارس /آذار المقبلين . حضر اللقاء عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين والمهتمين وذلك في مقر قصر الحصن في أبوظبي صباح أمس، وتلا اللقاء جولة ميدانية تعرف فيها الإعلاميون إلى أقسام القصر وسير أعمال الترميم فيه . أكد مبارك علي المهيري المدير العام لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في كلمة ألقاها أمام الحضور الأهمية التاريخية التي يتمتع بها قصر الحصن كونه يعد رمزاً وأضاف: "المهرجان الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو حدث سنوي نحتفل خلاله بهذا المعلم الذي يعد رمزاً لأبوظبي وشاهداً على رحلة حضارية عظيمة استمرت لما يزيد على قرنين ونصف، ويعد المهرجان فرصة لتكريم قصر الحصن، ويمنح المواطنين والمقيمين فرصة التعرف إلى ثقافة الإمارات، ويمكنهم للمرة الأولى من الإطلاع على عمليات الترميم التي يحظى بها هذا المعلم الأثري المهم" . وأكد بطي المهيري عضو اللجنة المنظمة لمهرجان قصر الحصن أن المهرجان الذي أصبح حدثاً سنوياً يحتفل بتاريخ الثقافة والتقاليد الأصيلة في الدولة ويهدف إلى تعزيز مكانة الهوية الإماراتية لدى أبناء الدولة، وتعريف المجتمع بأعمال الصيانة القائمة في المبنى الذي يعود تاريخ بنائه إلى منتصف القرن الثامن عشر . وأضاف المهيري: "يحظى الجمهور بفرصة الاستمتاع بالفعاليات وورش العمل، كما تشهد دورة هذا العام إقامة العرض العالمي كفاليا، وتم التنسيق مع فريق العرض لاقتباس بعض الفقرات بما يتماشى مع رؤية قصر الحصن" . وأشار المهيري إلى أن دورة العام الجاري تتكون من 5 فعاليات هي معرض قصر الحصن,، وبناء قصر الحصن، والمجمع الثقافي وعرض كفاليا، وساحة المهرجان، وأضاف: "يشهد المهرجان إطلاق مبادرة سفراء قصر الحصن، والتي تم من خلالها تدريب 200 طالب إماراتي من مؤسسات تعليمية مختلفة ليقدموا المعلومات للزوار حول المهرجان وتاريخ قصر الحصن، ويهدف المهرجان إلى استضافة أكثر من ألفي طالب إماراتي من مدارس الدولة، وسيسمح المهرجان للجمهور بالتعرف إلى نمط الحياة في قصر الحصن وزيارة مبنى المجلس الوطني الاستشاري سابقاً الذي اتخذت فيه قرارات تاريخية، ويسعدنا الإعلان عن أن المعرض سيبقى مفتوحاً أمام الجمهور حتى بعد انتهاء فعاليات المهرجان" . وأعرب نورمان لاتوريل، المؤسس والمدير الفني لكفاليا الفرقة العالمية لعروض الفروسية والاستعراضات الفنية عن سعادته بالتواجد في أبوظبي وأضاف: "كفاليا في قصر الحصن" هو استعراض يعتمد على التقنيات المبتكرة وإنتاج ضخم يجمع ما بين الفروسية والمهارات البدنية والأكروباتية والمؤثرات الصوتية والضوئية المبهرة، ويعد هذا الاستعراض أول حضور ل"كفاليا العالمية" في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن لقيت اعجاب أكثر من 4 ملايين مشاهد عالمياً، في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، ويشارك فيه 50 خيلاً و50 فناناً من مختلف أنحاء العالم . وأشار لاتوريل إلى أن "كفاليا"، يحتفي بالعلاقة الوطيدة التي ربطت ما بين الناس والخيول ويستعرض أروع فنون الفروسية، وتم تعديل العرض خصيصاً من أجل مهرجان قصر الحصن، حيث يجمع ما بين عرض الخيول وأداء الراقصين والفنانين أمام خلفية من الصور والأضواء المتغيرة باستمرار والتي تعرض على شاشة بقياس 60 متراً . وأوضح المدير التنفيذي للمكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة جمعة عبدالله القبيسي، إن فعاليات مهرجان قصر الحصن تحتفي بالجانب التاريخي والتراثي للحصن ولتراث الدولة بشكل عام، فأهمية هذا الصرح التاريخي يأتي من كونه أحد أقدم المباني التي احتضنتها مدينة أبوظبي، حيث بني برج الحصن في العام 1761 إلى جانب أبراج أخرى في تلك الحقبة الزمنية لم يتبق منها سواه، ذلك حينما اكتشف زعيم قبائل بني ياس الشيخ ذياب بن عيسى نبعاً للمياه العذبة وأمر ببناء برج مراقبة لحمايته متمثلاً ببرج الحصن، وأشار القبيسي إلى مراحل بناء قصر الحصن قائلاً: "بني القصر على 3 مراحل زمنية، بدأت ببناء برج الحماية والمراقبة في العام ،1761 تلاها إنشاءات وتجديدات في العام ،1800 وفي العام 1939 وحتى ،1945 وتخللت تلك المراحل تشييد القصر المعروف حالياً بقصر الحصن، والذي بدأ ببرج مراقبة ومن ثم تحول إلى قصر، أما المرحلة الحديثة من الترميمات فكانت في الثمانينات حيث تم إكساء القصر المبني في الأساس من أحجار المرجان، بالجص الأبيض والأسمنت"، وأكد القبيسي أن مرحلة الترميمات الحالية تتم بشكل دقيق جداً، وذلك من خلال إزالة الطبقة الكاسية من الجص والاسمنت مع الحفاظ على الحجارة المرجانية، كما تتم عمليات سبر ومسح واستكشاف لما قد يكون بقي من الفترة الزمنية المنصرمة . وتشمل فعاليات المهرجان معرض قصر الحصن، والذي يتيح الفرصة للزوار بالتعمق في تاريخ أبوظبي من خلال عرض صور ومواد مرئية ومعلومات تاريخية تسرد قصة قصر الحصن، كما يتضمن المهرجان برنامجاً متنوعاً يقدم في منطقة المجمع الثقافي ويحتوي على ورش عمل وعروض أدائية حيّة ومتنوعة، وعرض مجموعة من الأفلام التي أنتجها فنانون إماراتيون ناشئون . سلطان بن طحنون: المكان يرمز ل250 عاماً من التراث قال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: "يحمل قصر الحصن دلالة خاصة إذ إنه يمثل حجر الأساس الذي قامت عليه أبوظبي، ويرمز لأكثر من 250 عاماً من التراث الإماراتي، والتطور الثقافي الذي تشهده الدولة . ويشكل مهرجان قصر الحصن مناسبة سنوية نحتفي من خلالها بهذا الصرح التاريخي، الذي يمثل رمزاً لهوية أبوظبي الأصيلة، فضلاً عن تعزيز مشاركة الجمهور في برنامج ترميم قصر الحصن واطلاعهم على مسار تقدمه" . وأضاف: "يعكس البرنامج المصمم لمهرجان قصر الحصن في دورته الثانية رؤية هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حول أهمية التراث الوطني بشقيه المادي والمعنوي . ويعد المهرجان من أبرز الفعاليات التي تؤكد التزام الهيئة الراسخ بالحفاظ على الهوية المعمارية والأثرية في أبوظبي، إضافة إلى سعينا لتطوير فنون الأداء، والفنون البصرية، والأدب، والشعر للاحتفاء بالهوية الإماراتية" . الخليج الامارتية