أشار خبراء عاملون في مجال التوطين في القطاع المصرفي، إلى تحول في التطلعات المهنية للمواطنين، لتتجاوز مجرد الحصول على وظيفة إلى صياغة مستقبل مهني يتناسب مع مقدراتهم ومواهبهم الفردية بالإضافة إلى مؤهلاتهم الأكاديمية داعين الى تصميم برامج جديدة تساعد على زيادة التوطين . وأكّد محمد مصبح النعيمي الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات موارد للتمويل، أهمية دخول المزيد من الكفاءات المواطنة في القطاع المصرفي، ممن تتوافق مؤهلاتهم وطبيعة عمل المصارف والمؤسسات المالية. وأضاف: "نحن في موارد للتمويل نحرص على المشاركة في معارض التوظيف بصفة دورية، بجانب العديد من جهات العمل، منها مؤسسات حكومية وشبه حكومية وقطاع خاص وطني.. وهذا يندرج في إطار الحس الوطني لأداء الدور المنوط بنا في عملية البناء والمشاركة، بعملية توطين الوظائف وتسهيل الالتقاء بين الجهات الراغبة في التوظيف وخريجي الجامعات والكليات من المواطنين، ولتعريفهم بجهات التوظيف وبالفرص الوظيفية المتاحة وطبيعة العمل بعد التخرج بما يتناسب مع مواهبهم الفردية". وأشار النعيمي إلى أن مجموعة شركات موارد للتمويل، وكذا جائزة "تميز... وفالك طيب" تعملان حالياً على نفس نهج القيادات العليا بالدولة، في ما يخص العصف الذهني، كونها القناة الأمثل لطرح الأفكار الجديدة المبدعة، مشيراً إلى أنه قام مؤخراً بفتح قنوات التواصل الاجتماعي عبر الإيميل، ويطالعه بصفة دورية يومياً، يتلقى من خلاله المقترحات والأفكار من داخل وخارج المجموعة والجائزة، بهدف السعي إلى إيجاد أكبر قدر من الأفكار لتطوير سياسة العمل والفرص الاستثمارية والجائزة، مضيفاً أن موارد للتمويل وجائزة "تميز... وفالك طيب" استطاعتا أن تعززا وجودهما في ساحة التوظيف، بمشاركتهما في كافة فعاليات معارض التوظيف بالدولة، مؤكداً على أن موارد والجائزة تمتلكان رؤية واضحة، من شأنها في ما يخص موارد النجاح في اقتناص الفرص الاستثمارية، والتي سيعلن عنها قريباً، وفتح فرص جديدة لتوظيف المواطنين من خلال الجائزة ومعارض التوظيف. ثقافة قال فهد إبراهيم خلف رئيس التوطين في بنك رأس الخيمة، إن البنك قام بتطوير برنامج "الثقافة المؤسساتية" الذي يهدف إلى نشر الوعي لدى الموظفين المواطنين بأهمية الانخراط في القطاع المصرفي والمالي في الدولي، واصفاً العمل في هذا القطاع بأنه "مسؤولية وطنية"، وأضاف خلف أن البرنامج، بالإضافة إلى برامج التدريب والتوطين الأخرى، تقوم على أسس الابتكار والإبداع للوقوف على مقدرات المواطنين الفردية، وإيجاد وظائف لهم تتناسب مع ميولهم الفردية. ولفت خلف إلى أن بنك رأس الخيمة تمكن من تحقيق نسبة 41.5 % من توطين الوظائف، من خلال توظيف حوالي 70 مواطناً ومواطنة هذا العام، ليصل عدد المواطنين في البنك إلى 998 مواطناً ومواطنة في كافة فروع بنك رأس الخيمة في الدولة. وأضاف: "أعتقد أنه من الضروري أن تتلاءم الوظيفة في القطاع المصرفي مع الميول الفردية للمواطن، وقد برهنا في رأس الخيمة أنه لدى تطبيقنا هذه الاستراتيجية، والتي تتماشى مع مبادرات الدولة في التوطين، فإننا تمكنا من إثبات قدرة المواطن على العطاء الوظيفي، بل إن بعض الكوادر المواطنة أثبتت كفاءتها الوظيفية بشكل أفضل من الكوادر الأخرى. إدراك قال عبد الرحمن صقر نائب رئيس أول ورئيس قسم التوطين في بنك الخليج الأول، إنه بالرغم من أن نسبة استبقاء المواطنين في البنوك لا تزال ثابتة تقريباً في العام الجاري، مقارنة مع العام الماضي، إلا أن الشاب المواطن بات أكثر إدراكاً لمواهبه وطاقاته الذاتية من ذي قبل. وأضاف: "هناك اختلاف في القدرات في الكوادر الوظيفية، ونحن نسعى لاستقطاب المهارات التي تملك الفكر والإرادة المناسبة لنمو بنك الخليج الأول، والتي تتماشى مع النجاح الذي حققه البنك عبر تاريخه، ولذلك، استطعنا خلق خط لإمداد البنك بالمواهب المواطنة القادرة على الاستمرار والنمو مع البنك، لأن نمو البنك مرتبط بنمو موظفيه، فالمواطن اليوم أكثر إدراكاً لطاقاته .. وما يمكن أن يفيد به نفسه ومجتمعه، ونلاحظ أن المواطن بات يبحث عن وظيفة ترتبط بتلك الطاقات، في المقابل، أدركت البنوك أهمية الابتكار والإبداع في دعم التوطين واستبقاء المواطنين في وظائفهم. فنحن على سبيل المثال، قمنا هذا العام بطرح عدّة برامج توطين مبتكرة، مثل "قدراتي" و"المتدرب الإداري"، تركّز على تحديد مواهب المواطنين وتدريبهم على العمل في مجال يستطيعون من خلاله تأدية مهام وظيفية تناسب تطلعاتهم وأهدافهم الوظيفية. واستطعنا من خلال تلك البرامج، زيادة عدد المواطنين العاملين في بنك الخليج الأول بنسبة 2 %، لتصل نسبة التوطين لدينا اليوم إلى 33 %، وننوي رفع هذه النسبة إلى 35 % بنهاية 2014". تواصل يشارك بنك ستاندرد تشارترد في الدورة السادسة عشرة من المعرض الوطني للتوظيف، الذي انطلق أمس، ويستمر حتى 21 فبراير الجاري، في مركز إكسبو الشارقة. ويهدف البنك من خلال مشاركته، التواصل مع الكفاءات المواطنة، وإجراء مقابلات فورية معهم، فضلاً عن إطلاعهم على "برنامج الخريجين الدوليين" الذي يقدّمه. وتقع منصة البنك في القاعة رقم 2 منصة 520. ويوفّر الحدث، الذي يقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، منصة ممتازة لاستعراض فرص العمل أمام المواطنين والمواطنات الباحثين عن عمل في الدولة. ويتطلّع البنك إلى استقطاب الكفاءات الوطنية المتميّزة للانضمام إلى "برنامج الخريجين الدوليين"، وهو عبارة عن برنامج مكثّف يهدف إلى تنمية وتعزيز المهارات المهنية للخريجين الجدد، وذلك عبر توفير منهجيات تدريبية وتأهيلية متعدّدة، تشمل مبادرات وبرامج التدريب الأكاديمي والتناوب الوظيفي على مدار 12 إلى 24 شهراً كاملاً. وقال نيكولاس هارفي، الرئيس الإقليمي للتوظيف في بنك ستاندرد تشارترد: يطمح بنك ستاندرد تشارترد إلى ترسيخ سمعته الرائدة كالخيار المفضل للتوظيف في دولة الإمارات. ويمكن للباحثين عن عمل مقابلة خبراء استقطاب الكفاءات في البنك للاطلاع على آخر المستجدات وفرص العمل المتوفرة. مستقبل أكّد خبراء على هامش معرض التوظيف في الشارقة، أن البنوك والمصارف العاملة في القطاع المالي، تدرك أكثر من أي وقت مضى، أهمية صياغة وتطوير برامج توطين جديدة، تتلائم مع تطور متعامل المواطن مع الوظيفة على أساس المستقبل، وعدم حصرها في "مجرد الحصول على عمل"، وقالوا إن البرامج الجديدة يجب أن تستند على الابتكار في المقام الأول، بهدف رفع نسبة استبقاء المواطنين في القطاع المصرفي، التي تحسنت بنسبة طفيفة بالمقارنة مع العام الماضي. البيان الاماراتية