أشرف جمعة (أبوظبي)- يستعيد قصر الحصن وجوده التاريخي في أذهان الناس من خلال الاحتفال به للعام الثاني فتتجمع في ساحته كل البيئات المعروفة فالمشاهد التي تتراءى للعين عبر الواحات التي تتكاثف فيها أشجار النخيل والتي تجمع الناس في لقاءاتهم الحميمية عبر مجالسهم الشعبية التي تدار فيها أكواب القهوة العربية وكذلك البيئة الصحراوية التي تتفرق فيها الخيام وتنتصب حولها الدكاكين الشعبية بمعروضاتها التراثية إضافة إلى البيئة البحرية بكل خواصها القديمة وحركتها الدائبة في صناعة المراكب والشباك وأماكن تجمع الصيادين ومروراً بجزيرة أبوظبي التي تتناثر في أرجائها خيام الطبخ الشعبي وصناعة الحناء والتلي والسدو لتشكل في النهاية لوحة تتشابك فيها الخيوط وتتداخل في ثنايها الألوان لترسم بدقة ملامح الزمن القديم. ويتيح مهرجان قصر الحصن لزواره هذا العام فرصة مشاهدة القصر عن قرب ومن ثم التعرف على أعمال الصيانة والترميم التي تجرى له في هذه الأيام وهو ما يجعل للمهرجان نكهته المتجددة التي تستحضر تاريخ إمارة أبوظبي في حضرة أقدم بناء في الجزيرة باعتباره شاهداً على أحداث تاريخية مهمة ومن ثم التفاعل مع الأنشطة التفاعلية وورش العمل المختلفة وعروض الفنون الشعبية التي تعبر عن القيم والعادات والتقاليد الإماراتية السائدة قديماً في الاحتفالات والمناسبات الخاصة. تتجلى بيئة الواحات في قصر الحصن بشكلها التقليدي المتعارف عليه في الدولة إذ إن المياه العذبة المنتشرة في الصحراء شكلت موطنا رحباً لتجمع العائلات والأفراد، خاصة البدو الذين يعتمدون على المياه في الزراعة، وتربية المواشي والاتجار بها وتتلخص مهمة النساء في نقل المياه وتجميع الحطب وتصنيع الأواني الفخارية وعمل المنتوجات اليدوية أما الرجال فكانوا يخرجون من الواحة للعمل في الغوص وصيد السمك في مواسم معينة، وفي إحدى الخيام جلست الوالدة أم محمد المنصوري منكبة على صناعة البراقع والكنادير ومعها في الخيمة ذاتها شما حسين الطالبة في كلية التقنية إذ تقوم بعمل ورش تبين دور المرأة وطبيعة عملها في الواحة قديماً، وفي الخيمة المجاورة كانت مريم عبيد علي تعكف على صناعة السدو وتستخدم خيوط الحرير وكذلك القطن في غزل منتوجاتها التراثية المتنوعة على نولها وتذكر إنها منذ 27 عاماً وهي تمارس هذه المهنة التي أصبحت جزءاً من حياتها وتجد من خلالها سعادة بالغة، خاصة حين تعطي لمحات خاطفة للفتيات الصغار حول الغزل بطرقه القديمة. مساكن أهل البادية تميزوا بعلاقات اجتماعية وروابط قوية الثقافة الإماراتية بتقاليدها العريقة نبتت في ظل الصحراء تمثل الصحراء عصب الحياة في الماضي لدى أبناء الإمارات إذ إن الثقافة الإماراتية بتقاليدها العريقة نبتت في ظل الصحراء بكل ما تكتنزه من علاقات اجتماعية وعلاقات وروابط بين الناس وبعضهم بعضاَ فالصحراء تجمع مساكن أهل البادية الذين يعيشون ضمن جماعات ويشتركون في ميزة تربية الإبل وتأجيرها لنقل البضائع والمؤن من مكان إلى آخر ولأهل الصحراء قدرة كبيرة على معرفة الطرق ومسالكها ودروبها الخفية وهو ما يمثله مهرجان قصر الحصن الذي جمع خصائص البيئة الصحراوية في ركن خاص عبر جلسات القهوة العربية والإبل التي تنقل البضائع وكلاب الصيد المعروفة بالسلوقي ومهارات الصيد بالصقور وطيور الحباري وحفلات الطبخ الشعبي والفنون المرتبطة بالعيالة والرزفة الحربية فضلاً عن عادات وتقاليد البدو. فرق شعبية ... المزيد الاتحاد الاماراتية