ميرانشاه، باكستان (وكالات) - قتل قيادي كبير في تنظيم القاعدة في شمال غرب باكستان بهجوم لطائرة أميركية بلا طيار، حسبما قال مسؤولون في الاستخبارات الحربية الباكستانية أمس الأحد. وفي أفغانستان المجاورة تمكن الجيش الأميركي أمس من تحرير طبيب أميركي كان قد اختطف من قبل حركة "طالبان". وهذا هو ثاني قيادي في القاعدة يقتل خلال غارة جوية تشنها طائرة بلا طيار خلال ثلاثة أيام. وأسفر الهجوم عن مقتل محمد أحمد المنصور وثلاثة آخرين في قرية تابي القريبة من ميران شاه البلدة الرئيسية في وزيرستان الشمالية قرب الحدود مع أفغانستان. وقال سكان ومسؤولون بالحكومة إن الطائرة بلا طيار أطلقت صواريخ على منزل كان المنصور بداخله فدمرت غرفتين وسيارة. وشوهدت أربع طائرات بلا طيار تحلق فوق المنطقة خلال الهجوم. ويعتقد أن هذه القرية (تابي) الواقعة قرب الحدود مع أفغانستان تشكل ملاذا لناشطين ينتمون الى عدة مجموعات متمردة لشبكتي حافظ غل بهادور وحقاني. وكانت الولاياتالمتحدة أدرجت شبكة حقاني التي أسسها في الثمانينات زعيم الحرب جلال الدين حقاني لمواجهة الغزو السوفياتي لأفغانستان، على قائمة المنظمات الإرهابية في سبتمبر الماضي. وهي تشكل جزءا مهما من طالبان باكستان وتشكل موضوع خلاف بين إسلام آباد وواشنطن. وذكرت مصادر في المخابرات أن هجوما آخر مماثلا يوم الخميس في وزيرستان الشمالية أسفر عن مقتل قيادي آخر من القاعدة هو أبو زيد الكويتي الذي خلف أبو يحيى الليبي باعتباره أحد أكثر شخصيات القاعدة نفوذا. وساعدت الغارات التي تشنها طائرات بلا طيار على القضاء على تنظيم القاعدة بامتداد الحدود الباكستانية مع أفغانستان لكنها أثارت انتقادات عنيفة في كلا البلدين. وضعف تنظيم القاعدة بشكل متواصل في أفغانستانوباكستان منذ مقتل أسامة بن لادن الزعيم الراحل للتنظيم في هجوم شنته قوات أمريكية خاصة في بلدة أبوت آباد في مايو عام 2011. في غضون ذلك، حرر الجيش الأميركي طبيبا أميركيا كان خطف في أفغانستان وذلك خلال عملية ضد طالبان في شرق أفغانستان أمس، حسبما أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الاستقرار في أفغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي. وقالت ايساف في بيان إن العملية أُطلقت بعد معلومات تفيد أن الطبيب ديليب جوزف يواجه "خطرا وشيكا بالموت أو الإصابة بجروح". وكان ديليب جوزف قد خطف في الخامس من ديسمبر من قبل طالبان في منطقة سوروبي في ولاية كابول. وقال ناطق باسم ايساف إن سبعة أشخاص متورطين في خطف الطبيب الأميركي قتلوا خلال الهجوم الذي شنته القوات الأفغانية والقوات الأميركية. ولم تذكر أي تفاصيل عن عملية خطف الطبيب أو مكان احتجازه أو الموقع الذي تمت فيه عملية تحريره. وأوضح بيان ايساف أن الطبيب يخضع لفحوص حاليا. وقال الجنرال جون آلن قائد القوات الأميركية والحلف الأطلسي في أفغانستان إن "مهمة اليوم تثبت عزمنا على دحر طالبان". وأضاف "أنا فخور بما خططت له القوات الأميركية والأفغانية حيث كررت ونجحت في هذه العملية. بفضلهم، سيعود الطبيب جوزف قريبا إلى عائلته وذويه". وذكر مصدر في قوات الأمن لفرانس برس إن الطبيب كان موجودا في أفغانستان للمساعدة في بناء مستشفيات. وقال ناطق باسم ايساف إن عملية تحريره أُطلقت بعدما ذكرت مصادر أمنية عديدة الى انه معرض لخطر مباشر. وأضاف "شعرنا أنه علينا التحرك الآن". وكان إقليم سوروبي يخضع لسيطرة القوات الفرنسية حتى انسحابها في أبريل 2012 ونقلها مسؤولية العمليات الأمنية إلى القوات الأفغانية.