أشرف جمعة (أبوظبي)- يمتلك المركز الوطني للوثائق والبحوث العديد من الوثائق المهمة لقصر الحصن، الذي يتميز بمكانته التاريخية ولكونه حدثاً بارزاً في مسيرة إمارة أبوظبي، ولم يزل هذا البناء الشامخ الذي يرسم معالم الماضي ويمد الأجيال الجديدة برؤى وعدة للمستقبل يشغل بال العديد من الباحثين في الدولة ويأتي مهرجان قصر الحصن ليرسخ في الأذهان دور القصر في نشأة أبوظبي على الصعد كافة، حيث يرى الدكتور عبدالله الريس المدير العام للمركز الوطني للوثائق والبحوث أن قصر الحصن ظاهرة تاريخية وأن المركز يمارس دوره في حفظ ذاكرة الوطن الحية وتوثيق التاريخ عبر المهام الوطنية المناطة به وبما يمتلك من باحثين، وخبرات عميقة في مجال التوثيق. أبرز المعالم حول الاهتمام بأقدم صرح تاريخي في أبوظبي، والذي يأخذ أبعاداً جديدة، بالإضافة إلى دور المركز الوطن للوثائق والبحوث في إبراز مكانته للأجيال المقبلة، يقول مدير عام المركز الوطني للوثائق والبحوث الدكتور عبدالله الريس إن قصر الحصن رمز يسهم في تعزيز الهوية الوطنية، وجزء من تراثنا الإماراتي الأصيل الذي نفخر به، فهو رمز لأمجاد الآباء والأجداد، لذا يحظى قصر الحصن الذي يعد من أبرز معالم أبوظبي، بمكانة كبيرة انطلاقاً من كونه نقطة البداية لنمو وتقدم إمارة أبوظبي، ولأنه بقي على مدى قرنين من الزمان الملاذ والمنزل ومقرّ الحكم والإدارة لآل نهيان حكام أبوظبي، فقد شهد الكثير من الأحداث، وعاصر العديد من التطورات والإنجازات في وقت واحد، ولا يزال صرحاً شامخاً يروي سلاسل من الأحداث التاريخية والسياسية. همزة وصل ويضيف الريس: أدرك المركز الوطني للوثائق والبحوث بحكم دوره في حفظ ذاكرة الوطن وتوثيقها للأجيال أهمية هذا الصرح العظيم كهمزة وصل بين الحاضر و الماضي، فأصدر كتاباً خاصاً بهذا القصر المهيب - الذي كان يعطي إيحاء بالمنعة والقوة - وحمل عنوان: (قصر الحصن.. تاريخ حكام أبوظبي 1793-1966)، إذ استمدّ مصادره من السجلات الرسمية للإداريين البريطانيين بمنطقة الخليج. وضم الكتاب خمسة فصول تناولت: لمحة تاريخية، ثم التحول الاقتصادي والسياسي في مشيخة أبوظبي، فصعود أبوظبي للسلطة والشهرة في الفترة (1833-1855)، وأبوظبي المشيخة الرائدة على ساحل الخليج (1855-1909) وآخر الفصول كان عن نهاية مرحلة وتطورات جديدة (1909-1966). ويذكر الكتاب أن قصر الحصن عُرف في الوثائق البريطانية بأسماء عديدة، أبرزها: القلعة، الحصن، قصر الحاكم، دار الحكومة، فهو مقرٌ لحاكم أبوظبي في أواخر القرن الثامن عشر عندما تأسس كحصن صغير حول بئر ماء في موقع استراتيجي، ويعتقد أن بناءه كان في 1761م عندما قام الشيخ ذياب بن عيسى - رحمه الله- بقيادة شعبه من مقرّ إقامتهم في ليوا إلى أبوظبي التي كان ينظر إليها مكاناً مثالياً لرجال قبيلته. ... المزيد الاتحاد الاماراتية