رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان بات فعليا في "منفى" الملف السوري بعد أن تقصد النظام السعودي الاطاحة به وإحلال وزير الداخلية ومسؤول مكافحة الارهاب في المملكة محمد بن نايف، فيما أكدت صحيفة اميركية ان بندر مصاب بالسرطان ويرقد حاليا في مستشفي "جون هوبكينز لورد". الرياض (فارس) هذا القرار أطاح بمن كان يصنف قبل فترة وجيزة على أنه الرجل الأقوى السعودية والمنطقة وبات البعض في المملكة يعلق عليه الطموحات في تعزيز دور السعودية الاقليمية وجعل المملكة قوة دولية معترف بها في مصاف الدول الكبرى، قبل أن تذهب كل هذه الأحلام أدراج الرياح مع انهيار صورة بندر، بين الرجل المنفي قسرا إلى خارج بلاده وبين المريض الذي يحتاج إلى تلقي العلاج في كبرى المستشفيات العالمية بعيدا عن القوة التي أراد أن يروجها لنفسه في السابق. قرار الإطاحة ببندر من الملف السوري ودون شكل أتى من أعلى مستويات المملكة متمثلة بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والذي بات يجد بابن شقيقه خطرا يقامر بمصير العائلة الحاكمة عبر التورط غير المحسوب بالحرب على سوريا إضافة إلى زج السعوديين في القتال وتساقط جثثهم على الأرض السورية. النتائج الإيجابية للقرارات السعودية الجديدة حول سوريا ستظهر نتائجها في وقت ليس بالبعيد فيما قد تحقق هذه التحولات مطالب الحكومة السورية المتمثلة بوقف تصدير الإرهاب وتدريب المقاتلين وشحن الأسلحة إلى سوريا. القرار السعودي أتى في مرحلة وصل فيها التأزم في العلاقة بين الرياضوواشنطن إلى مرحلة قاربت درجة "اللا عودة" عندها وجد الملك السعودي نفسه أمام حتمية الاختيار بين الانقلاب الأميركي الضخم في المنطقة والتحول إلى التقارب الأميركي مع طهران وبين الإطاحة برئيس استخباراته الذي لطالما اغضب الأميركي وعصى أوامر واشنطن ليذهب عبد العزيز إلى الخيار الثاني الذي وجده أقل وطأة من فقدان الحليف الأكبر لبلاده في العالم. الى ذلك، أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تدهور في صحة بندر بن سلطان ونقله قبل أسابيع على متن طائرة خاصة لتلقي العلاج في الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة الأميركية "إن بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية وأمين عام مجلس الأمن الوطني، يخضع منذ اقل من شهرين لعلاج في الولاياتالمتحدة. ومؤخرا أجرى عملية جراحية، كما أنه يعاني من حالات إغماء وإرتفاع حاد في نسبة السكر بالدم إضافة لتشخيص طبي يتحدث عن إصابته بإكئتاب نفسي". وبحسب الصحيفة فان الأمير بندر يرقد حالياً في مستشفى "جون هوبكينز لورد" في ولاية ميريلاند الأميركية، حيث يصارع مرض السرطان، وحالته الصحية سيئة. وكانت الطائرة الخاصة التي أقلت الأمير بندر بن سلطان قد هبطت قبل أسابيع في مطار (Centennial) الواقع في ولاية كولارادو الأمريكية، ليتم نقله لاحقاً الى المستشفى المشار اليه حيث يتلقى العلاج من السرطان. وكانت معلومات سابقة قد أشارت أيضاً الى أن بندر يعاني من اكتئاب حاد ومزمن دفعه الى تلقي العلاج في العديد من المستشفيات والعيادات الطبية، كما أنه تردد لهذا السبب على المغرب ولجأ الى علاج غير طبي هناك. /2336/ 2811/ وكالة الانباء الايرانية