هل ستُصبح العملة الوطنية حطامًا؟ مخاوف من تخطي الدولار حاجز 5010 ريال يمني!    في ذكرى عيد الوحدة.. البرنامج السعودي لإعمال اليمن يضع حجر الأساس لمشروع مستشفى بمحافظة أبين    حدادا على شهيد الريح : 5 أيام في طهران و7 في صنعاء !!    مفاتيح الجنان: أسرار استجابة الدعاء من هدي النبي الكريم    الرئيس رشاد العليمي: الوحدة لدى المليشيات الحوثية مجرد شعار يخفي نزعة التسلط والتفرد بالسلطة والثروة    رئيس إصلاح المهرة: الوحدة منجز تاريخي ومؤتمر الحوار الوطني أنصف القضية الجنوبية    قيادي إصلاحي: الوحدة اليمنية نضال مشرق    الرئيس العليمي يبشر بحلول جذرية لمشكلة الكهرباء    الرئيس العليمي : قواتنا جاهزة لردع اي مغامرة عدائية حوثية    "العدالة تنتصر.. حضرموت تنفذ حكم القصاص في قاتل وتُرسل رسالة قوية للمجرمين"    "دمت تختنق" صرخة أهالي مدينة يهددها مكب النفايات بالموت البطيء!    بطل صغير في عدن: طفل يضرب درسًا في الأمانة ويُكرم من قِبل مدير الأمن!    خبير جودة يختفي بعد بلاغ فساد: الحوثيون يشنون حربًا على المبلغين؟    الونسو: اتالانتا يشكل تهديدا كبيرا    بن عديو: الوحدة تعرضت لسوء الإدارة ولا يعني ذلك القبول بالذهاب نحو المجهول    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    إيقاد الشعلة في تعز احتفالا بالعيد الوطني 22 مايو المجيد والألعاب النارية تزين سماء المدينة    محمد قحطان.. والانحياز لليمن الكبير    في ذكرى إعلان فك الارتباط.. الانتقالي يؤكد التزامه باستعادة دولة الجنوب (بيان)    أبين.. منتخب الشباب يتعادل مع نادي "الحضن" في معسكره الإعدادي بمدينة لودر    الوزير الزعوري يناقش مع وحدة الإستجابة برئاسة مجلس الوزراء الملف الإنساني    وزير الشؤون الاجتماعية يشيد بعلاقة الشراكة مع اليونيسف في برامج الحماية الإجتماعية    التعادل يسيطر على مباريات افتتاح بطولة أندية الدرجة الثالثة بمحافظة إب    القبض على متهم بابتزاز زوجته بصور وفيديوهات فاضحه في عدن    تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من رفع الفائدة الامريكية على الطلب    الامين العام للجامعة العربية يُدين العدوان الإسرائيلي على جنين    لاعب ريال مدريد كروس يعلن الاعتزال بعد يورو 2024    المبعوث الامريكي يبدأ جولة خليجية لدفع مسار العملية السياسية في اليمن مميز    إحصائية حكومية: 12 حالة وفاة ونحو 1000 إصابة بالكوليرا في تعز خلال أشهر    الآنسي يعزي في وفاة الشيخ عبدالمحسن الغزي ويشيد بأدواره العلمية والدعوية والوطنية    الوزير البكري يلتقي رئيس أكاديمية عدن للغوص الحر "عمرو القاسمي"    تناقضات الإخواني "عبدالله النفيسي" تثير سخرية المغردين في الكويت    الحوثي للاخوان: "اي حرب ضدهم هي حرب ضد ابناء غزة"!!!!    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن حملة علاجية مجانية لمرضى القلب بمأرب    "وثيقة".. كيف برر مجلس النواب تجميد مناقشة تقرير اللجنة الخاصة بالمبيدات..؟    تقرير برلماني يكشف عن المخاطر المحتمل وقوعها بسبب تخزين المبيدات وتقييم مختبري الاثر المتبقي وجودة المبيدات    الحوثيون يعبثون بقصر غمدان التاريخي وسط تحذيريات من استهداف الآثار اليمنية القديمة    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحيل عميد فرقة سومر الفنان الشاعر طلال النعيمي - إيلاف
نشر في الجنوب ميديا يوم 09 - 12 - 2012


آخر الاحلام
خبزٌ ورعدٌ وخريرْ
ونصف' غيمٍ،
نصف' صحوٍ ومطرْ
لي حلمٌ يا سادتي،
لي حلمٌ أثيرْ.
كحلمِ عصفورٍ صغيرٍ قابعٍ في عشّهِ
ما بين سقفِ بيتنا الطينيِّ،
والمزريبِ في يومٍ مطيرْ
ينتظرُ المزنةَ أن تعبرَ كي يطيرْ.
لي حلمُ يا سادتي،
لي حلمٌ فقيرْ
....
رحل عنا عاشق سومر وبابل وآشور، رحل عميد فرقة سومر الفنية هذا التقرير كنت قد اعددته مع الراحل قبل مدة ولم انشرها في حينها وددت اليوم ان اشارك حزن العراقيين المفجعين برحيل طلال الانسان والفنان والشاعر. وكنت قد بدات مادتي بالكلمات التالية ووفاء للفنان الراحل سوف لا اغير في النص، قارئي الكريم:
ليست هذه المرة الأولى التي اكتب عن "سومر" والعاشق "طلال" فهما متلازمان كالروح والجسد. راجع ما نشر على صفحات موقع ايلاف الالكتروني قبل اكثر سبع اعوام وتحت الرابط التالي: اضغط هنا
إني وان كنت الأخير زمانه لات بما لم تستطعه الأوائل
اللحن الموسيقي قارئي الكريم إنتاج إبداعي للفكر الإنساني يعود ربما لمحاكاة بني البشر البلابل وتقليدهم لنبرات الصوت في حناجرها الندية. ليس من الغريب أن يسمى المطرب بلبل الشرق مثلا وتلك صفة تطلقها العامة من الناس لكل من وهبه سبحانه وتعالى تلك الموهبة الإلهية في رخيم الصوت وعذابه مخارج الألفاظ والكلمات المنطوقة شعرا ناهيك عن تلك الجنية الملهمة للموسيقيين أينما كانوا في إعطاء تلك الأصوات بأطوالها وأطوارها المتعددة نظاما معينا يتمثل في نغمات أنواط السلم الموسيقي كي تغدو لحنا موسيقيا.
كانت نينوى مهد للموسيقى ايام حضارات العراق القديم ليس فقط لكونها مدينة موصل تربط الحضارات الشرقية القديمة بعضها البعض وتمر منها قوافل درب الحرير بل هي مدينة ملتقى حضاري وثقافي يلتقي فيها أبناء شعوب متعددة تحمل معها عصارة الإنتاج الإبداعي الإنساني فكان اسحق الموصلي وتلميذه زرياب وعثمان وصولا الى اسماعيل الفحام واستاذه احمد الموصلي ومنير بشير واخيه جميل بشير و وصولا الى المطرب المبدع كاظم الساهر كما ان عميد المقام العراقي المرحوم محمد القبانجي هو الآخر من اصول ترجع الى مدينة موصل رغم انه من مواليد بغداد كما ذكره هو بنفسه.
اليوم يقدم لنا الموسيقار المبدع طلال عبد الرحمن إسماعيل باقة من الأغاني العراقية الأصيلة ليعرف المستمع في جميع أنحاء العالم عبر أصوات اسكندنافية اللحن العراقي والكلمة الشعرية الغنائية التراثية الخالدة.
هذه التجربة التي استمد اسمها من حضارات العراق القديم واعني فرقة سومر يقلب تجربة المهاجر في عملية الاندماج وسياسة الاندماج المتبعة في سياسات العديد من الدول الأوربية والموجه الى المهاجرين خاصة هؤلاء القادمين من الشرق. العملية، أي غناء الأوربيون باللهجة العراقية، اعتبرها العديدين من المستحيلات خاصة لوجود أصوات في اللهجة العراقية لا يجيد النطق به إلا أهل العراق كما هي عيها في اللهجة الجنوبية العراقية ولهجة الموصل وبغداد والكلمات في اللغة الكوردية والتوركمانية والسريانية وقد قامت الفرقة بالغناء بكل تلك اللغات وقد ذكر لي العزيز طلال في إحدى رسائله قائلا:
- نحن فعلاً لدينا أغنية سريانية وأغنية أرمنية وأخرى تركمانية "هاني منديلي هاني دورماز برماغم قاني"
لكنني آسف وحزين لأن هذه الأغاني غير مصورة. سنشهرها حتماً عندما نصورها
أقدم في مادتي هذه تعريفا لتاريخ الفرقة وموجز للسيرة الذاتية للباقة العطرة من أسماء الفنانين الذين أنجزوا هذه الفكرة الرائعة كانطولوجيا لتوثيق جزء من الحركة الفنية للمهاجرين في دول المنفى. كذلك بودي عمل روابط لاغاني الفرقة بالاستفادة من إمكانيات الانترنت حيث يوجد اليوم العديد من إنتاجهم على الانترنت يمكن الاستماع إليها مباشرة وبسهولة سيجد القارئ الكريم الروابط في نهاية هذا البحث.
تشكلت فرقة سومر في الأول من أيلول (سبتمبر) من عام 1996 في مدينة يوتيبوري (النطق بالسويدية) السويدية وذلك بناء على طلب من معهد الموسيقى العالي في المدينة. كان الهدف الأساسي من تأسيس الفرقة في البداية هو إقامة حفل موسيقي غنائي عربي بمناسبة اختتام مؤتمر لأساتذة الموسيقى في الدول الإسكندنافية.
تشكلت الفرقة بقيادة الفنان طلال عبد الرحمن ومشاركة كل من الموسيقيين فائز الطيار (كمان) من العراق وحمودي شربة (غناء وإيقاع) من العراق وياسمين عمر (غناء) من العراق وديار جلال (إيقاع) من العراق وتوني عيسى (عود وغناء) من سوريا ويوسفين ليفتك (فلوت) من السويد وهيلينا إسبفال (جلو) من السويد بالإضافة إلى المغنية السويدية آنا أوترتون.
بعد النجاح الكبير الذي حققته الفرقة في ذلك الكونسرت بالذات، ونظراً للطلبات الكثيرة التي تلقاها مؤسس الفرقة وقائدها من قبل الأساتذة المؤتمرين بضرورة استمرار الفرقة، وكذلك العروض التي تلقتها الفرقة لتقديم العديد من الكونسرتات ولتسجيل اسطوانة ليزرية (سي دي) من قبل إحدى شركات التسجيل السويدية، لكل تلك الأسباب استمرت الفرقة في تقديم عروضها وتطوير إمكاناتها حيث انضمت إلى الفرقة لاحقا المغنية النرويجية ماريانا هولمبو.
بدأت مسيرة الفرقة الطويلة حيث سجلت أول اسطوانة لها بعنوان (سومر)، وهي عبارة عن نخبة مختارة من الغناء العربي التقليدي والتراثي من عدة دول عربية منها العراق ومصر وسوريا ولبنان والسودان واليمن والسعودية وقطر والمغرب إضافة إلى بعض الموشحات وغناء البادية وأغان خاصة بالفرقة. وكانت تلك الاسطوانة بمثابة الانطلاقة الكبرى للفرقة في الدول الإسكندنافية وأوربا. فقد كتبت جميع الصحف السويدية العامة منها والموسيقية بشكل إيجابي جداً عن الفرقة بينما قامت جميع محطات الإذاعة السويدية بنقل أو تسجيل حفلات الفرقة.
كذلك سجل التلفزيون السويدي/القناة الثانية برنامجاً خاصاً عن الفرقة ونشاطاتها وتدريباتها بينما سجل التلفزيون النرويجي/القناة الثانية برنامجاً مدته ثلاث ساعات عن الفرقة ونشاطاتها ونقل عرضاً للفرقة من قاعة كوزمولوليت في العاصمة أوسلو.
قدمت الفرقة خلال تلك المسيرة الطويلة حوالي مائة وخمسين عرضاً في السويد والنرويج والدانمارك وهولندا وإنكلترا. وقد شاركت الفرقة في كل أو أهم المهرجانات السويدية، كذلك قدمت عروضاً في العديد من المسارح ودور الكونسرت والأوبرا وبيوت الموسيقى والعديد من الكنائس الكبرى في السويد.
هذا بالإضافة إلى الصحف والمجلات الموسيقية المتخصصة في السويد فقد كتب العديد من الصحف والمجلات العربية ومواقع الشبكة العالمية عن الفرقة تحقيقات مطولة، منها :
موقع إيلاف، الحياة، الزمان، سيدتي، موقع أصوات العراق وغيرها.
في عام 2001 سجلت الفرقة اسطوانة ثانية بعنوان (العراق) وتضمنت أغاني عراقية تراثية وتقليدية بالإضافة إلى المؤلفات الخاصة لأعضاء الفرقة. وقد لاقت هذه الاسطوانة ردود فعل إيجابية جداً من لدن المستمعين والصحافة الموسيقية المتخصصة حتى أنها رشحت لنيل جائزة أفضل اسطوانة شعبية في السويد للعام 2001 من بين ثلاثة آلاف اسطوانة كانت قد تم ترشيحها.
ما تميز فرقة سومر عن سواها من الفرق الأخرى هو أولاً أن المغنيات اللواتي يؤدين الغناء العربي فيها وعلى أصوله لسن عربيات ولا يتكلمن العربية إطلاقاً بل سويديات ونرويجيات لم يسمعن هذه الأغاني من قبل، وثانياً أن الفرقة تغني كل ألوان الغناء العربي تقريباً على اختلاف أساليبه ولهجاته. فسومر تغني من العراق وبكافة لغاتها ولهجاتها البديعة وكذلك تغني ل تونس ومصر والشام ولبنان واليمن والسعودية والكويت والمغرب والجزائر والسودان وليبيا وقطر والإمارات إضافة إلى المقام العراقي الاصيل وغناء البادية والموشحات والأدوار والبستة العراقية والغناء الصعيدي والمالوف والميجنا والعتابا والسويحلي والنايل وكذلك أغاني عمالقة الفن العربي أمثال أم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش.
يقول الفنان طلال في معرض تقديمه للفنانين متحدثا عن الصعوبات التي يلاقيها اثناء تدريب الفنانين من اصول اوربية حول اداء الاغنية الشرقية التراثية :
تمر عملية التمرين بمراحل عدة قبل أن تصبح المغنية السويدية جاهزة للأداء بشكل نهائي. وتبدأ المرحلة الأولى في اختيار الأغنية حيث أقترح على ماريانا أو آنا أغنية ما ثم أغنيها لهما. وبعد أن أتأكد من رغبتهما في تعلم تلك الأغنية وتحمسهما لها، وهو أمر ضروري وأساس لأن الرغبة اساس مهم للعمل، أبدأ بتلقينهما النص، حيث تقومان بكتابة الكلام العربي بأحرف سويدية وبطريقتهما الخاصة. بعد ذلك اشرح لهما مضمون الأغنية بالتفصيل كلمة بعد اخرى إضافة إلى شرح المضامين الثقافية للنص إن وجدت. بمعنى أنني أحلل لهن بعض الكلمات أو العبارات التي قد لا تعني شيئاً بالنسبة للإنسان الغربي أو قد تعطي معنى خاطئاً أو مغايراً. وهناك معان أو ظلال معان تكمن ما بين السطور ينبغي أيضاً أن أتناولها بالتفصيل لكي يكون النص مفهوماً من قبلهما. بعد ذلك تبدأ مرحلة التدريب على النطق الصحيح ومخارج الحروف. وهنا أحتاج أن أتوقف أحياناً كثيرة للإعادة والتمرين المكثف حتى ينجلي اللفظ تماماً. في البداية كنت أحتاج أحياناً إلى إعادة نطق الحرف الواحد أكثر من عشر مرات حتى يستقيم. لكن الأمر تغير بمرور الوقت وأصبحت لا أحتاج الآن أكثر من عشر الجهد المبذول على النطق. بعدها تبداً المرحلة الثالثة وهي عملية غناء النص. وهذه المرحلة تعتمد على الكثير من التقليد والترديد حيث أقطع الأغنية إلى أجزاء نغمية صغيرة جداً وأطلب منهما تقليد ما يسمعن مني ولعدة مرات وهكذا. بعدها تبدأ مرحلة جديدة هي الأصعب بالنسبة لي، وهي مرحلة الأداء بالروحية العربية وحسب البلد العربي الذي تنتمي إليه تلك الأغنية. فلكل بلد عربي روحية في الغناء تميزه، تماماً كما تميزه لهجته أو لهجاته. فالغناء العراقي ليس كالغناء المصري أو الشامي أو المغاربي. هناك اختلافات نغمية وأدائية بسيطة. قد تكون بسيطة جداَ لكن الأذن تميزها فنعرف على الفور أن هذا الغناء مصري أو خليجي أو يمني أو سوداني أو ما شابه. والموسيقيون المتعلمون يدركون أسرار هذه الاختلافات وأسبابها.
وخلال عملية التدريب تكون ماريانا أو آنا قد سجلتا صوتي وشرحي. بعد ذلك تبدأ مرحلة التدريب في البيت، حيث تقومان بالاستماع إلى التسجيل والتدرب عليه بطريقتهن الخاصة. وفي اللقاء الثاني أستمع إليهما وأصحح ما ينبغي تصحيحه. وعملية التصحيح والتحديث هذه هي السر الكامن وراء هذا النطق وذلك الأداء المدهشين. فبدون هذا التصحيح وذلك التحديث المستمرين دائماَ لا يمكن على الإطلاق أن تكون النتيجة بهذا الإتقان. ومنذ عشر سنوات والتصحيح والتحديث مستمران بلا كلل أو ملل.
أصعب ما أواجهه في عملية التدريس والتدريب هذه هي مرحلة الغناء بالروحية العربية. والسبب هو أن الواحدة من هاتين الفتاتين تحتاج لأن تتخلى عن كيانها الغربي تماماً وتتقمص شخصية فتاة عربية أو شرقية لكي تستطيع أن تؤدي بالروحية الشرقية أو العربية. في هذه المرحلة وحدها أواجه أحياناً إخفاقات وارتطم بجدران المستحيل. عندها يتوقف كل شئ لأنهما ترفضان الاستمرار في المحاولة. ثم تكون هناك دائماَ فرصة أخيرة عادة ما أستثمرها فتنفتح أمامنا بوابات المستحيل.
لنتعرف عن كثب قارئي الكريم عن قرب لتلك النخبة الطيبة التي رفعت راية الإبداع الموسيقي الأصيل لأبناء الرافدين لتقدمها الى المستمع الأوربي وبحناجر من أبناء أهلها الكرام الذين فتحوا أبوابهم للقادمين من الشرق ومن كل مكان:
طلال عبد الرحمن إسماعيل النعيمي:
قائد الفرقة والمشرف على التدريب اللغوي والنغمي وعازف العود والمغني الأساسي
الولادة: مدينة موصل 1953
التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي : موصل 1959- 1980
التحصيل الأكاديمي:
1. ماجستير آداب من قسم اللغة الإنكليزية/ كلية الآداب/ جامعة الموصل/ 1980
الإختصاص: علم اللغة
الإختصاص الدقيق: علم اللغة المقارن
2. دبلوم موسيقى من معهد الموسيقى العالي في جامعة غوتنبرغ السويدية/ 1998
3. دبلوم ترجمة فورية من معهد PCL (لندن 1978)
الخبرة المهنية:
1. خبرة تدريسية في مجال علوم اللغة الإنكليزية والعربية (نحو، إنشاء، ترجمة، لغة علمية وتقنية، استيعاب سمعي، محادثة، طرق تدريس وتحليل نصوص) من 1977 ولغاية 1991، وذلك في كليات الآداب والتربية والهندسة والعلوم والطب والقانون والطب البيطري في جامعة الموصل.
2. خبرة في العلاقات الثقافية والإعلام لجامعة الموصل للفترة 1977- 1980
3. خبرة في تدريس الموسيقى للفترة 1999- 2006 في عدد من المدارس والمعاهد الموسيقية في السويد
تأسيس معهد الموسيقى العالمية في السويد تأسيس وقيادة عدد من الفرق الموسيقية العربية والغربية والمختلطة، منها فرقة عشتار (عراقية)، فرقة سومر (عربية سويدية نرويجية)، فرقة سولاف (عالمية مختلطة)، فرقة الأندلس (فلامنكو وعربية مختلطة)، فرقة شاي الأحد The Sunday Tea Ensemble (مختلطة من 12 دولة)، فرقة يوريادنا Euriadne(مختلطة من 23 دولة)، فرقة إي دي إمIDM (عالمية مختلطة من أربع دول)، فرقة فيا FiA (محتلطة من 5 دول)، الكورال العالمي (مختلطة من 7 دول)، كورال أطفال العالم (مختلطة من أربعين دولة). هذا إضافة إلى مجموعة من الثنائيات والثلاثيات والرباعيات.
- البحوث الأكاديمية: مجموعة من البحوث اللغوية والموسيقية نشرت جميعها في مجلات ودوريات أكاديمية متخصصة داخل العراق وخارجه.
- الكتب والمؤلفات:
1. الدخول إلى دائرة النار (ديوان شعر) جامعة الموصل/1974
2. الجسر ( ديوان شعر) جامعة الموصل/ 1976
3. الأرض الخراب (ترجمة شعرية ودراسة نقدية) مع د. عدنان خالد، الشركة العالمية للطباعة والنشر/ السودان/ 2006
4. مجموعة من القصائد المفردة نشرت في العراق في الفترة 1972- 1991
5. مجموعة من القصائد المترجمة عن الإنكليزية والفرنسية نشرت في العراق في الفترة 1972- 1991
6. مجموعة من المقالات العلمية نشرت في العراق في الفترة 1972- 1991
7. مجموعة من القصائد باللغة السويدية نشرت في مجلات أدبية سويدية
8. مجموعة من الدراسات الموسيقية باللغة السويدية نشرت في مجلات موسيقية سويدية متخصصة
9. ديوان شعر بعنوان (طائر الزاب) قيد الإنجاز
- الإسطوانات الموسيقية:
صدى مدينة Echo of a City (عمل موسيقي غنائي ملحمي ضخم باللغتين العربية والإنكليزية بالإشتراك مع المايسترو الأمريكي ستيفانو موسيتانو ومن تنفيذ فرقة The Sunday Tea Ensemble)) السويد/1995. والعمل من إنتاج مجلس الدولة لشؤون الثقافة في السويد
سومر( عمل موسيقي عربي من تنفيذ فرقة سومر) من إنتاج شركة sw/EDEN/ السويدية/ 1996
أنشودة فيا Fia-Låten (عمل موسيقي سويدي من تنفيذ كورال فيا Fia-Kören) إنتاج ستوديو فابريكن Fabriken/ 1996
يوريادنا ) Euriadneعمل موسيقي عالمي مختلط من 9 ثقافات موسيقية نفذته فرقة يوريادنا) إنتاج شركة هليكوبتر السويدية/2000
العراق Iraq ( عمل غنائي عراقي من تنفيذ فرقة سومر) إنتاج شركة sw/EDEN/ 2001. وقد فازت هذه الإسطوانة بجائزة الدولة السويدية كواحدة من أفضل ثلاث اسطوانات أنتجت في السويد للعام 2001 وتم اختيارها من بين ثلاثة آلاف إسطوانة.
عدد من المشاركات الرمزية في اسطوانات سويدية لفرق مختلفة كثبان وألحان Dunes and Tunes (عمل عربي سويدي مشترك يختلط فيه غناء البادية العراقي مع الجاز السويدي) من المؤمل إنتاجه هذا العام 2007 من قبل شركة إلد كونسار Eldkonsert السويدية
البرامج الإذاعية والتلفزيونية:
مشاركة دائمة في عدد كبير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية السويدية والعالمية، منها:
1. الإذاعات السويدية
P1, P2, P3, P4خلال الفترة 1992-2006
2. التلفزيون السويدي
SVT1 و SVT2 و SVT4 خلال الفترة 1995-2006
3. التلفزيون النرويجي
NRK / 1998
4. مركز تلفزيون الشرق الأوسط
MBC/ 1999
5. إذاعة
BBC/ 1998، 2000 و 2005
6. قناة المستقلة الفضائية (لندن)
2005 و2006
- اللقاءات الصحفية: عشرات اللقاءات والريبورتاجات الصحفية أغلبها في الصحف السويدية والمجلات السويدية الموسيقية المتخصصة، ومنها GP, DN, GT, AN, Musik, Lira, Migranten, Metro, وكذلك الصحف والمجلات والمواقع العربية ومنها الحياة والزمان وسيدتي الجميلة والعرب والصباح الجديد وإيلاف وأصوات العراق وأراب أون لاين وغيرها.
- المهرجانات: عدد كبير من المهرجانات العالمية منها على سبيل المثال: Re-Orient Festival (Stockholm), ثلاث مرات،Festival Falun Folk Music، مرتين، Göteborgs Festival، سبع مرات، Umeå Folk Music Festival، مرتين، Malmö Festival خمس مرات، Water Festival، Hammarkullen Festival، Hjällbo Kalas، Dans- och Teaterbiennalen، ست مرات، World Music Festivalثلاث مرات، Festival Samklang، Fritt Forum، 2000، Fri Göteborg، 2000، Vetenskapsfestivalen، ثلاث مرات وكذلك مهرجان هانوفر (2000) ومهرجان الثقافة العراقية في لاهاي ( 2002) ومهرجان الموسيقى العراقية في لندن/ جامعة SOAS (2006)، إضافة إلى عشرات الكونسرتات والعروض في معظم المدن السويدية وفي النرويج والدانمارك.
المؤتمرات والبرامج الثقافية:
1. برنامج الزائر الدولي International Visitor (الولايات المتحدة) 1989
2. مؤتمر العالم في المدرسة Världen i Skolan (جامعة غوتنبرغ) أربع مرات 1994– 2000
3. مؤتمر حوار الثقافات (جامعة غوتنبرغ) 1996
4. مؤتمر الموسيقى في ثلاثة أديان (جامعة غوتنبرغ) 1998
5. مؤتمر موسيقى الشعوب (جامعة أوبسالا) 2004 و 2005
6. مؤتمر المدارس الثقافية (ستكهولم) 1999و2000 و2001
7. مؤتمر المدارس الثقافية (لينشوبنغ) 2002
8. مؤتمر الطفل والموسيقى (ستكهولم ) 2000
الفنانون الآخرون
سارة لوندكرين : عازفة الجلو
ناظم علي : عازف الناي
ريسان طارق : عازف الكمان
رحل طلال في يوم الاربعاء المصادف الخامس من شهر كانون الاول ديسمبر من عام 2012 تاركا ارثا ثقافيا غنيا قلب موازين النظرة النمطية لابناء الدول الاسكندنافية للشرق وللشرقيين فباتوا شرقيين ملبسا وكلاما وثقافة ونما فيهم حب الشرق ليتغنوا بلغة البلابل.
اشارات:
جميع الصور من اهداء الفنان المرحوم طلال اسماعيل النعيمي.
لمزيد من الصور والأفلام يرجى الإطلاع على الروابط التالية:
http://profile.myspace.com/index.cfm?fuseaction=user.viewprofile&friendID=188643273
http://www.alhasso.com/Sumer-Videos.htm
http://www.alhasso.com/sumer4.htm
http://www.myspace.com/sumertalal
http://www.myspace.com/sumermusic
http://youtube.com/watch?v=n8ySfd7KGho
http://youtube.com/watch?v=DyhTgpSVmc4&feature=related
http://youtube.com/watch?v=lrYejHGEbZc&feature=related
http://youtube.com/watch?v=Z2UtjS297v0&feature=related
http://youtube.com/watch?v=WzyAgAOEPXI&feature=related
http://youtube.com/watch?v=fUHv1bLEBJk
http://youtube.com/watch?v=1kMg7IDpXgE
http://alkompis.se/events/culture/4116/
http://youtube.com/results?search_query=rabee1983&search_type=
http://youtube.com/results?search_query=abusoona&search_type=


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.