الامارات/منتدى تحت . أبوظبي في 22 فبراير/وام/تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية تستضيف أبوظبي يومي 9 و 10 مارس المقبلين.. المنتدى العالمي "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" بمشاركة ما يزيد عن 250 عالما ومفكرا إسلاميا من مختلف أنحاء العالم من أجل مناقشة القضايا الإنسانية الحارقة التي تسببت بها الصراعات الفكرية والطائفية في المجتمعات المسلمة بسبب استقواء كل طرف بمن يعينه ويحتضنه على حساب مصلحة الأمة.. مما دعا عددا من العلماء المسلمين إلى المطالبة بضرورة الاجتماع على موقف موحد لمعالجة حدة الاضطرابات وأعمال العنف غير المسبوق في العالم الإسلامي الذي لم يستثن أي نوع من الأسلحة وأدت إلى الإساءة إلى صورة الإسلام أمام أنظار العالم. يأتي تنظيم هذا المنتدى الذي يقام بإشراف عدد من العلماء والمفكرين الإسلاميين من مختلف أنحاء العالم في توقيت مهم للوقوف في وجه ما يحاك ضد الأمة الإسلامية. كما يعد المنتدى خطوة إلى الأمام وأحد أبرز الملتقيات العالمية التي تجمع نخبة متميزة من العلماء المسلمين والتي تتيح لهم الفرصة لتوضيح المضامين وتغيير الصورة الخاطئة عن الدين الحنيف حيث سيقدمه أكثر من ثلاثين متحدثا من فقهاء ومفكرين إسلاميين من حول العالم وأمام حضور يتوقع أن يصل عدده إلى 400 شخص. ويتوقع أن تؤدي المناقشات التي ستكون على مدار يومين إلى سلسلة من القرارات الهامة التي تهدف إلى توفير إطار عمل موحد يضمن وجود مقاربة ومنهجية جديدة. في هذا الصدد صرح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قائلا: "لطالما سعت ولازالت دولة الإمارات العربية المتحدة لإرساء قيم التسامح والمحبة والسلام وهي القيم الأساسية لديننا الحنيف الذي يقوم على الوسطية والاعتدال ونبذ العنف وخدمة المجتمعات الإنسانية بما يحقق وحدتها وتعايشها". وقال سموالشيخ عبدالله بن زايد : "إن منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة هو دعوة صادقة من أجل النقاش الجاد والبحث عن حلول لما تواجهه الأمة من مشاكل مستمرة وصلت إلى درجة غاية في الخطورة يدفعها فكر متطرف لا يراعي حرمة الدماء، ومواجهة ذلك لا يتم إلا بفكر معتدل من خلال التعاون مع علماء المسلمين ومفكريهم وحكمائهم ليكون المنتدى نقطة الانطلاق لتظافر الجهود وتدارك تفاقم الأوضاع وحصار الأفكار المظلمة". وأكد سموه: "هذا المنتدى سيكون خطوة أولى من جملة خطوات قادمة ستقوم بها دولة الإمارات لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في المنطقة خاصة والعالم عامة". وأضاف قائلا: "يأتي تنظيمنا لهذا المنتدى من منطلق متابعتنا للأوضاع الراهنة في الكثير من دول المنطقة والعالم، وأسفنا على ما يحدث من تحريض على أعمال العنف فيها بشكل يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في تلك المناطق، لذا فقد ارتأينا أنه من المهم العمل على تقديم الصورة الحقيقية التي يمثلها الإسلام وتصحيح كل ما تحيط بها من مفاهيم مغلوطة في المجتمعات المختلفة، فالإسلام دين المحبة والسلم والإنسانية، وهو منهج يسعى إلى تحقيق الاستقرار والأمان ويستند إلى أسس ومبادىء منصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة". وقد ثمن معالي الشيخ عبد الله بن بيه أحد أبرز العلماء المعاصرين، رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد بلندن، والرئيس المشارك لمنظمة أديان من أجل السلام في نيورك، ورئيس اللجنة العلمية للمنتدى، استجابة الإمارات لدعوة العلماء المسلمين من أجل التصرف العاجل لإطفاء الحرائق وتدارك الأوضاع الراهنة ومحاصرة نيرانها وإحلال السلم. وقال في تصريح له: "هذا المنتدى ليس تظاهرة إعلامية وليس حملة علاقات عامة". وعن الدوافع والدواعي لهذا الحشد الدولي من العلماء ووزراء الأوقاف قال العلامة بن بيه: "إنه اجتماع ناشئ عن إحساس عميق بالأزمة التي تعاني منها الأمة". وأضاف فضيلته: "المنتدى هو محاولة جادة لإسماع صوت مغاير، كما يحاول المنتدى إقناع النخبة والشعوب في المجتمعات المسلمة من خلال رسالة واضحة مؤصلة شرعا وعقلا بضرورة إيقاف لعبة الموت التي يمارسها المتحاربون في مختلف أنحاء المنطقة مهما كانت الذرائع والدوافع ومهما عظمت المصائب والمظالم، وإيجاد صيغ فكرية ومصلحية تتجاوز الاصطفافات الطائفية والأيدلوجية". وكان العلامة ابن بيه قد قال الاثنين الماضي أثناء تصريح له على الحلقة الرابعة من برنامج "همومنا" في سلسلتها الثالثة عبر القناة الأولى بتلفزيون المملكة العربية السعودية: "إن التفكير السطحي لا يقارن بالتفكير الاستراتيجي، داعياً إلى تجاوز الحزبية والبحث عن آفاق العيش والحياة للجميع وتجاوز الأنانية، مشدداً على أن الأمة بحاجة إلى تنقية الصدور والألسن وفهم واسع للمصالح العامة". ومن المنتظر أن يناقش العلماء والباحثون في أبوظبي مجموعة من المحاور والموضوعات تسعى إلى تحقيق هدف جليل وعلى درجة عالية من الأهمية وهو إخماد الحرائق والضغائن والأحقاد المتأججة في جسم الأمة والتي تهدد نسيجها الاجتماعي بالتفكُّك والخراب وتضعف كل عوامل المناعة الذاتية فيها في مواجهة التحديات والأطماع والمؤامرات. وقد وضعت اللجنة العلمية للمنتدى أربعة محاور كبرى تندرج تحتها موضوعات دقيقة وحساسة، حيث سيناقش المحور الأول موضوعات القيم الإنسانية الكبرى كالحق في الحياة وكرامة الإنسان والحرية والمساواة والعدل، وضرورة احترام هذه الحقوق ومراعاة ثقافة الاختلاف وترسيخ أهميتها وإقامة الجسور بين مختلف الشعوب والأمم للعودة إلى قيمة الإنسان بغض النظر عن العرق أو اللون أو الجنس أو الدين. أما المحور الثاني، فسيطرح أهمية وضرورة تصحيح المصطلحات والمفاهيم التي أصبحت بعض طوائف الأمة تتذرع بها إلى إثارة الفتن واستحلال الدماء المعصومة والأموال المصونة، مما يلزم العلماء وأهل الفكر والسياسة في المجتمعات المسلمة اليوم العكوف على دراسة هذه المفاهيم وتمييز الفهم الأصيل المنبثق من مقاصد الشريعة وقواعدها الكبرى وتجربة الأمة الإسلامية في أفضل أجيالها. كما يناقش المحور الثالث، المخاطر والآثار الناجمة عن انحراف الفتوى عن مقاصدها ووظائفها في المجتمعات والتجمعات الإسلامية، خاصة في زمن الفتنة وغموض الرؤية والتباس الحق بالباطل، وبيان المسؤولية الشرعية وتضمين المفتين عن فتاويهم أو الدعاة الذين قد يسهمون في نشر عدد من الفتاوى يقتنعون بها ويتبنونها. أما المحور الرابع فينظر في كيفية إسهام الإسلام والمسلمين في تحقيق السلم العالمي ذلك أن رسالة الإسلام في الأساس قدمت للإنسانية قيما نبيلة ومبادئ سامية في خدمة السلم بين الدول والشعوب حتى في الأزمنة التي كانت الحروب والصراعات تكاد تكون فيها هي القاعدة في العلاقات الدولية. من جهة ثانية، أن البشرية اليوم تمتلك وسائل إغناء كل أشكال الحياة على ظهر الكوكب، وتمتلك كذلك وسائل جعل البشر يحيون حياة نعيم غير مسبوق في التاريخ، وإن ما تكتنزه الطبيعة البشرية من خير، وفقا لما يؤمن به أهل الإسلام، وكذا أهل كل الأديان، ليشكل داعيا رئيسا للأمل الدافع للعمل الجاد، بل المستميت، لتعزيز السلم في كافة مجتمعات العالم. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/ز م ن وكالة الانباء الاماراتية