دعا ألكسندر تورتشينوف، الذي عينه برلمان أوكرانيا رئيساً انتقالياً للبلاد أمس، أعضاء البرلمان إلى الموافقة على تشكيل «حكومة ثقة وطنية» وحكومة ائتلافية بحلول اليوم، فيما يضيق الخناق على الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش ومعاونيه، ووجه إليهم الاتهام من قبل حزبهم ب «المسؤولية» عن حمام دم كييف. وتوافقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، على ضرورة الحفاظ على «وحدة أراضي» أوكرانيا، أثناء محادثة هاتفية بينهما، فيما أعلنت المعارضة يوليا تيموشنكو عدم اهتمامها بتولي منصب رئيس الوزراء، غداة الإفراج عنها. واختار البرلمان الأوكراني، الذي يتولى السلطة منذ أن دفعت الاحتجاجات الحاشدة الرئيس إلى الفرار، رئيس البرلمان رئيساً مؤقتاً للبلاد أمس، ليحل محل فيكتور يانوكوفيتش، وبدء العمل من أجل تشكيل حكومة جديدة. وفي جلسة تصويت ساخنة في البرلمان، عزل النواب الرئيس الذي ما زال هارباً من قصره الريفي الخالي، في الوقت الذي ظل فيه المحتجون الذين اعتراهم القلق رغم شعورهم بنشوة الانتصار، معتصمين في الميدان الرئيس في كييف على مسافة قريبة من البرلمان. وأثارت الفخامة الهائلة التي بدا عليها القصر المفتوح حالياً للزوار مطالب بمحاسبة الرئيس المدعوم من روسيا وحلفائه بتهمة الفساد على نطاق كبير. وبدأ الاتحاد الأوروبي وروسيا، اللذان يتنافسان على النفوذ على الجمهورية السوفيتية السابقة الواقعة على حدودهما، يبحثان خطواتهما القادمة. وأعرب مسؤولون في الاتحاد الأوروبي عن استعدادهم لمساعدة أوكرانيا، في حين أعلنت روسيا التي انهارت استراتيجيتها لتمويل يانوكوفيتش مادياً، توقيف مساعداتها المالية إلى أن يتبين لها من المسؤول عن السلطة في البلاد. وبدأ المسؤولون الأمنيون، الذين عينهم البرلمان، اتخاذ إجراءات قانونية ضد أعضاء الإدارة المخلوعة والمسؤولين عن أعمال القنص والهجمات الأخرى، التي قامت بها الشرطة على المتظاهرين والتي خلفت 82 قتيلاً في كييف الأسبوع الماضي. وبعد يوم من عزل يانوكوفيتش بمساعدة نواب من حزبه سلم البرلمان سلطاته بصفة مؤقتة إلى أوليكسندر تيرتشينوف، الذي انتخب رئيساً للبرلمان. ودعا تيرتشينوف، وهو حليف زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو، إلى تعيين رئيس مؤقت للحكومة بحلول اليوم لإدارة البلاد لحين إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في 25 مايو المقبل، وقد تكون تيموشينكو (53 عاماً) من بين المتنافسين على منصب الرئيس، لكنها أبدت أمس عدم اهتمامها بتولي منصب رئيس الوزراء. ويواجه البرلمان ضغوطاً لفرض سلطته في أنحاء البلاد وتهدئة المخاوف من حدوث انقسام مع الزعماء الإقليميين الموالين لروسيا في القاعدة السياسية المنهارة للرئيس بشرقي البلاد. وبيّن فيتالي كليتشكو بطل العالم السابق للملاكمة، وأحد الشخصيات البارزة في الانتفاضة، أن «الشيء الأهم في هذه الأيام هو تشكيل حكومة فعالة». وتحدث في مؤتمر صحفي «علينا اتخاذ كل الخطوات المهمة من أجل الحفاظ على الاقتصاد الذي بات في حالة سيئة للغاية». من جانبها، أعلنت المستشارية الألمانية في بيان «أن ميركل وبوتين متفقان على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة في أوكرانيا قادرة على التحرك، مع وجوب الحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد». وشدد الجانبان على أن استقرار أوكرانيا «يصب في مصلحتهما المشتركة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي». وفي وقت سابق أمس، تحادثت ميركل هاتفياً مع المعارضة يوليا تيموشنكو طالبة منها «الالتزام بالعمل لمصلحة وحدة البلد والتحدث أيضا مع الأشخاص في شرقي البلاد» الذين هم تقليدياً موالون لروسيا، في حين أن الغرب أكثر تمسكاً بالقومية الأوكرانية. لكن المخاوف حول هذا البلد، الذي يعد 46 مليون نسمة، تبقى قائمة في الخارج؛ لأن أوكرانيا تبدو بالفعل منقسمة بعمق بين الشرق الناطق بالروسية والموالي لروسيا وهو يشكل الغالبية، وبين الغرب القومي الناطق بالأوكرانية. واعتبرت سوزان رايس مستشارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، أن تقسيم أوكرانيا أو «عودة العنف» ليسا في مصلحة أوكرانيا ولا روسيا ولا الاتحاد الأوروبي أو الولاياتالمتحدة. وتثير حالة عدم الاستقرار في أوكرانيا قلقاً كبيراً لروسيا والاتحاد الأوروبي. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم يانوكوفيتش مالياً، والاتحاد الأوروبي عرض على أوكرانيا اتفاقاً تجارياً واسع النطاق رفضه يانوكوفيتش نوفمبر الماضي. The post تورتشينوف رئيساً مؤقتاً وحكومة ائتلافية اليوم appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية