أصدرت السلطات الأوكرانية الاثنين أمرًاً باعتقال الرئيس الهارب فيكتور يانوكوفيتش، بتهمة القتل الجماعي، بينما تنادت دول الغرب لدعم الوضع الجديد في كييف وسط غضب روسي. نصر المجالي: شكّك رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف في شرعية السلطات الجديدة في أوكرانيا. وفي أقوى رد فعل روسي حتى الآن على التقلبات السياسية في كييف، قال ميدفيديف "إن الذين يمسكون بزمام السلطة الآن في أوكرانيا قاموا بتمرد مسلح". وقالت روسيا اليوم الاثنين إن اتفاق سلام في أوكرانيا، أبرم بدعم من الغرب، يستغل كغطاء للاستيلاء على السلطة، وإن السلطات الانتقالية تستخدم "أساليب إرهابية" لقمع المعارضين في المناطق، التي يتحدث سكانها اللغة الروسية. وانتقدت الخارجية الروسية دعم الغرب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في أيار (مايو) عقب عزل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش. وقالت إنه ينبغي بدلًا من ذلك فتح نقاش واسع بشأن إصلاحات دستورية، أقرّها البرلمان على عجل، ثم طرحها للاستفتاء. وأوضحت وزارة الخارجية في بيان على موقعها الالكتروني "لا يستخدم اتفاق 21 شباط (فبراير) إلا كغطاء للترويج لسيناريو التغيير القسري للسلطة في أوكرانيا، بموافقة ضمنية من رعاته الخارجيين". مسار ديكتاتوري وتابعت قائلة "تم تحديد مسار لاستخدام أساليب ديكتاتورية، وفي بعض الأحيان... إرهابية لقمع المعارضين في المناطق المختلفة". أضافت أنه يجب أن تؤخذ في الاعتبار مخاوف النواب في القرم وشرق وجنوب أوكرانيا، في إشارة إلى المناطق التي يتحدث سكانها الروسية، والتي تؤيد تقليديًا تعزيز العلاقات مع موسكو. واستدعت روسيا، التي تشعر بالغضب إزاء فقدان حليف سياسي، سفيرها في كييف للتشاور. وقالت الوزارة إن موقف "بعض من شركائنا الخارجيين" ليس نابعًا من "القلق على مصير أوكرانيا، وإنما من الحسابات الجيوسياسية الأحادية". مذكرة اعتقال هذا وأصدرت أوكرانيا مذكرة اعتقال بحق الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش، حسبما أعلن وزير الداخلية المؤقت. وقال أرسين أفاكوف على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" إنه تم فتح قضية جنائية ضد يانوكوفيتش وغيره من المسؤولين بشأن "القتل الجماعي للمواطنين السلميين". وأوضح أفاكوف أن يانكوفيتش شوهد في بالاكلافا على شبه جزيرة القرم الأحد، ولكنه غادرها بسيارة إلى جهة غير معلومة برفقة أحد مساعديه. وقال بيان أفاكوف على فايسبوك إن يانوكوفيتش أعفى طاقمه الأمني من مهامه قبل مغادرة بالاكلافا. تقارب مع أوروبا وقال رئيس أوكرانيا المؤقت أليكسندر تيرتشينوف إن البلاد ستركز جهدها على التقارب مع الاتحاد الأوروبي. وأضاف الرئيس المؤقت إنه "مستعد للحوار" مع روسيا، التي كانت تؤيد سلفه، الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش. وأشار في خطاب بثه التلفزيون المحلي إلى أنه "علينا العودة إلى الأسرة الأوروبية". من جانبها، أعلنت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن نيتها التوجّه إلى العاصمة الأوكرانية كييف الاثنين لبحث الدعم، الذي يمكن للاتحاد تقديمه إلى أوكرانيا "من أجل التوصل إلى حل نهائي للأزمة السياسية، والخطوات الواجب اتخاذها لإعادة الاستقرار إلى الاقتصاد الأوكراني". وأعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن دعمه الشديد لقرار البرلمان عزل يانوكوفيتش، والدعوة إلى انتخابات جديدة، واللذين كانا مطلبين رئيسين للمتظاهرين على مدى أشهر. دعم غربي وقال بيان لكيري إن الانتخابات تقدّم "أفضل السبل لإعادة الأمن والاستقرار". وأعلن عن دعمه لتعيين البرلمان الأوكراني أليكسندر تيرتشينوف رئيسًا مؤقتًا للبلاد. كما أعرب كيري عن أمله في أن تقدم روسيا المساعدة إلى أوكرانيا للخروج من أزمتها أكثر قوة واتحادًا. من جهته، قال وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن الاثنين إن بريطانيا على استعداد لتقديم المساعدات المالية إلى أوكرانيا عبر مؤسسات دولية، مثل صندوق النقد الدولي. ودعا بعض النواب في ألمانيا إلى تقديم مساعدات عاجلة إلى أوكرانيا، حسبما قال ستيفن إيفانز مراسل "بي بي سي" في برلين.وقال الاتحاد الأوروبي إنه مستعد لتوفير مساعدات مالية كبيرة لأوكرانيا بمجرد تشكيل حكومة ديموقراطية. وخلال مشاركته في قمة دول مجموعة العشرين في مدينة سيدني الأسترالية، قال مفوّض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي أولي رين إنه من المهم توفير ما أسماه أفقًا أوروبيًا واضحًا للشعب الأوكراني، بعدما أظهر التزامه بالقيم الأوروبية. ايلاف