دشن وزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي أولى خطوات ترشحه للرئاسة باستقالة مفاجئة للحكومة حازم الببلاوي بكامل هيئتها، قبيل انتخابات الرئاسة التي يتوقع أن تُبدأ إجراءاتها الشهر المقبل. وفي حين كلّف الرئيس الموقت عدلي منصور الببلاوي بتسيير الأعمال، تصدر وزير الإسكان في الحكومة المستقيلة إبراهيم محلب الأسماء المرشحة لقيادة الحكومة الجديدة، ما أثار انتقادات بسبب عضويته في لجنة السياسات في الحزب الوطني الديموقراطي المنحل، والتي كان يرأسها نجل الرئيس السابق حسني مبارك. (للمزيد) وجاءت استقالة الحكومة، إذ كان التوجه يسير نحو إجراء تعديل وزاري محدود، وهو أمر أكده الببلاوي في مناسبات عدة، والاستمرار في المنصبالى حين تسليم السلطة إلى رئيس جديد. ولفتت مصادر مطلعة إلى أن «إعلان الببلاوي استقالة الحكومة أحدث ارتباكاً وانزعاجاً داخل الرئاسة، ما أدى إلى طلب استمرار الحكومة في تسيير الأعمال». لكن المصدر أفاد من جهة أخرى أن إجراء تعديل وزاري محدود أو استقالة الحكومة بأكملها «يعني خروج وزير الدفاع تمهيداً لإعلان قراره بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة»، رغم تسريبات عن بقاء السيسي في الحكومة الجديدة حتى إصدار قانون الانتخابات الرئاسية الذي يجتمع مجلس الدولة غداً لمناقشته. وكان لافتا أعلان الحكومة استقالتها بعد يوم من إعلان اجتماع بين السيسي وشخصيات عامة إضافة إلى معلومات تسربت عن فريق سيقود حملته الانتخابية يضم الصحافي محمد حسنين هيكل والسياسيين عمرو موسى وعبدالجليل مصطفى والمستشار السياسي للرئيس مصطفى حجازي والمخرج خالد يوسف ومحافظ الأقصر السابق سمير فرج ومساعد وزير الدفاع السابق اللواء محمود نصر. وقالت مصادر ل «الحياة» إن «كل المؤشرات كانت تدفع باتجاه إجراء تعديل وزاري بعد استقالة نائب رئيس الوزراء زياد بهاء الدين ووجود أزمات في وزارات عدة منها وزارة الرياضة والتعليم العالي... وكان الطبيعي أن يستمر الببلاوي لكن يبدو أنه قرر الاستقالة، خصوصاً مع الهجوم الإعلامي على حكومته الذي شارك فيه محسوبون على وزير الدفاع». ولفتت إلى أن الببلاوي كان عرض على الرئيس الموقت استقالة الحكومة في أعقاب إعلان نتائج الاستفتاء، لكنه طلب منه الاستمرار في مهامه. وأشارت إلى أن «محلب هو الأقرب لمنصب رئيس الوزراء... هو رجل تنفيذي وليس سياسياً أو أكاديمياً، وإن كان عضواً في الحزب الوطني المنحل، إلا أنه لم يكن فعالاً في سياسات الحزب». وأضافت أن «النظر إلى التشكيلة التي اجتمع معها المشير السيسي مساء أول من أمس يُظهر أنه يريد إحداث توازن في السلطة». لكنها لاحظت أن التيار الإسلامي هو الوحيد الغائب عن المشهد «ما يُظهر أن المواجهة معه ستستمر في ظل ارتفاع وتيرة العنف رغم خفوت الاحتجاجات». وأعلن الببلاوي الاستقالة بعد اجتماع غير دوري لم يستغرق سوى دقائق، ووسط احتدام التظاهرات الفئوية وإعلان قطاعات مجتمعية الإضراب كان آخرها عمال النقل العام، ما أدى إلى شلل مروري في القاهرة. لكنه لم يقدم سبباً محدداً للاستقالة، مشيرا إلى أن «هذه الحكومة تم تشكيلها في وقت بالغ الصعوبة، وواجهت تحديات كبيرة لكنها تحملت الأمانة بكل إخلاص وإصرار، من أجل قيادة البلاد لعبور تلك المرحلة العصيبة التي كانت تمر بها». وفي وقت رفضت محكمة طعن «الإخوان المسلمين» على قرار الحكومة حظرها واعتبارها جماعة إرهابية، قتل مسلحون أمس شرطياً في محافظة الشرقية في خامس حادث من نوعه خلال أسبوع. وقال مصدر أمني إن مسلحيْن مجهوليْن كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا الرصاص على أمين شرطة لدى عودته من عمله، ما أدى إلى مقتله متأثراً بإصابته برصاصة في الرأس. *الحياة موقع قناة عدن لايف