الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، ومن اقتفى أثرهم وسار على دربهم إلى يوم الدين، أما بعد: يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا)، «سورة الإسراء، الآية 26». جاء في كتاب صفوة التفاسير للصابوني في تفسير الآية السابقة: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) أي أعط كلَّ من له قرابة بك حقَّه من البر والإحسان، (وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبيلِ) أي وأعط المسكين المحتاج والغريبَ المنقطع في سفره حقَّه أيضاً، (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) أي لا تنفق مالكَ في غير طاعة الله فتكون مبذّراً، والتبذير الإنفاق في غير حق، قال مجاهد: لو أنفق إنسان ماله كلَّه في الحق لم يكن مبذّراً، ولو أنفق مُدّاً في غير حق كان مبذّراً، وقال قتادة: التبذير النفقة في معصية الله تعالى وفي غير الحق والفساد»، (صفوة التفاسير للصابوني 2/158). لقد أمر الله سبحانه وتعالى بإعطاء القريب حقّه فقال: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبيلِ)، فحقهم في البذل والعطاء مقدمٌ على اليتامى والفقراء، وكذلك أمر بالوصل فقال سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بهِ أَن يُوصَلَ)، «سورة الرعد: الآية 21»، وحذّر من القطيعة وجعلها من الفساد في الأرض، فقال تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)، «سورة محمد: الآية 22». فضل صلة ذوي القربى لقد وردت عدة أحاديث تبين فضل صلة ذوي القربى، لما يترتب على ذلك من سعة في الرزق وطول في العمر وسعادة في الدنيا ونعيم في الآخرة، منها قوله- صلى الله عليه وسلم-: عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: «كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الأَنْصَارِ بالْمَدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبلَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. ... المزيد الاتحاد الاماراتية