مع بداية العام الدراسي الحالي أطلقت وزارة التربية والتعليم مشروع المرشد الأكاديمي وذلك لمساعدة طلاب المرحلة الثانوية، كبداية أولى للمشروع على اكتشاف قدراتهم وإمكاناتهم الدراسية واستعداداتهم وميولهم المهنية والتخطيط لمسارهم العلمي، ويعتمد المشروع على اعتبار الإرشاد التعليمي المهني جزءاً أساسياً من خدمات الرعاية الطلابية التي تقدم للطلبة . وفي بداية المشروع تم اختيار 17 معلماً ومعلمة من مختلف المناطق التعليمية بالدولة ليكونوا النواة الأولى له حيث سيتم تعميمه على بقية مدارس الدولة خلال السنوات المقبلة . تقول كنيز العبدولي مديرة إدارة الإرشاد الطلابي بوزارة التربية والتعليم: إن شروط اختيار المرشدين على أسس عدة أهمها الكاريزما الشخصية وخبرته في المجال التعليمي في الدولة وقدرته على التواصل مع الطلاب في أي وقت وأي مكان، وكذلك القدرة على التواصل مع أولياء الأمور وتعريفهم بالمستجدات المختلفة التي يمكن من خلالها تحقيق الفائدة التعليمية للطلاب . وتضيف: تتمثل برامج مشروع الإرشاد الأكاديمي في تقديم منهج أكاديمي لجميع طلاب المدارس في صفوف التعليم المختلفة، وذلك من خلال حصة إرشادية أسبوعية يقدمها المرشد الأكاديمي المهني، حيث تعد جزءاً أساسياً من خطة المدرسة الفعالة، والتي تتمثل في إقامة معرض التعليم الجامعي، وهو لتعريف الطلاب بفرص التعليم الجامعي المعتمدة داخل الدولة، وكذلك المعارض المهنية المصغرة، وهي من أجل استقطاب الطلاب وتوفير فرص تدريب وعمل لهم في المؤسسات المختلفة . وتوضح أنه من ضمن الخطط أيضاً التي يستهدف بها المشروع الطلاب، إقامة الحلقات النقاشية وندوات الإرشاد الأكاديمي المهني والعمل على التدريب المهني خلال فترة الإجازة الصيفية، وكذلك خدمات الدعم الدراسي التي تقدم للطلاب من ذوي الاحتياجات الدراسية الخاصة بنوعيها، سواء المتعثرين دراسياً . واختارت وزارة التربية والتعليم هؤلاء المعلمين لتحويلهم إلى مرشدين أكاديميين من مختلف التخصصات الدراسية على أن يتحولوا من مهنة التدريس إلى مهنة الإرشاد الأكاديمي، في هذه المتابعة التقينا مجموعة من المرشدين الأكاديميين لنتعرف إلى طبيعة عملهم والدور الذي يقوم به المرشد في خدمة العملية التعليمية بدءاً من الطالب والمعلم وحتى ولي الأمر . من جانبها تقول سناء عبد العظيم الموجهة الأولى بوزارة التربية والتعليم ومديرة مشروع الإرشاد الأكاديمي إن مهام المرشد تتمثل في وضع وتنفيذ خطة البرامج الإرشادية للطلاب، وفقاً للإطار العام لخطة المدرسة والعمل على تنفيد منهج الإرشاد التعليمي المهني، سواء كان التدريس أو التدريب أو الأداء أو التقومي والعمل على تحديد الاحتياجات الإرشادية للطلاب ووضع البرامج الإرشادية الملائمة لها . ومن بين أهم المهام التي يقوم بها المرشد الأكاديمي أيضاً العمل على لقاءات الإرشاد الفردي للطلبة، في ما يتعلق بالجوانب التعليمية والمهنية مثل اختيار التخصص الدراسي أو الجامعي أو المهني والتواصل والتنسيق مع مؤسسات التوظيف وجهات العمل والتواصل مع أولياء أمور الطلاب وتقديم الاستشارات التربوية المتعلقة بأبنائهم . وتشير مديرة مشروع برنامج الإرشاد الأكاديمي إلى أن المرشد له دور مهم في العمل على تقويم البرامج والأنشطة التي تم تنفيذها والإفادة من ردود الطلاب على الأسئلة التي يقوم بطرحها المرشد الأكاديمي، إضافة إلى إعداد وتنفيذ الأنشطة والفعاليات المرتبطة ببرامج الإرشاد التعليمي والمهني داخل المدرسة وخارجها . وتوضح أن هناك موقعاً إلكترونياً متخصصاً مهمته توفير الخدمات الإلكترونية للطلبة والتربويين وأولياء الأمور، بهدف توفير البيانات ذات الصلة ببرنامج الإرشاد الأكاديمي المهني وتشرف عليه إدارة الإرشاد الطلابي حيث تقدم خدمة للطلبة وأولياء الأمور والتربويين عبر الموقع الإلكتروني بهدف نشر الوعي التربوي بين قطاعات مختلفة من المجتمع . ويقول الدكتور تركي المساعد المرشد الأكاديمي إن عمله كمرشد أكاديمي بدأ مع بداية العام الدراسي الحالي حيث تم البدء في تطبيق المشروع وذلك من خلال طلاب الصف العاشر، وهم الفئة المستهدفة في المرحلة الأولى من المشروع لأن الطلاب في هذه المرحلة يكون لديهم خيارات بين الأدبي والعلمي ومن ضمن عملنا في المشروع مساعدة الطلاب في الاختيار وتوضيح المميزات والسلبيات . ويشير إلى أنه خلال الفترة الماضية من بداية عمله الجديد كمرشد أكاديمي قام بتعريف الطلاب بالعديد من المهن المختلفة، التي أصبح سوق العمل بحاجة إليها، لكن لا يوجد أشخاص مؤهلون لها بالشكل الكافي، ومن بين هذه المهن هندسة الطيران، والهندسة البحرية، والحرس الشخصي للأمراء، وهو ما يتعلق بالجانب العسكري في أهداف البرنامج، وكذلك الوظائف المتعددة في مجال الطاقة النظيفة . ويوضح أن هناك استجابة كبيرة من طلاب الصف العاشر بالمرحلة الثانوية، حيث بدأ الطلاب منذ بداية العام الدراسي يتفاعلون مع برنامج المرشد الأكاديمي، وذلك لأننا ركزنا على كيفية جعل الطلاب يستجيبون لنا من خلال دراسات علمية مستفيضة . ويضيف: التفاعل بين المرشد والطالب أساس قوي لنجاح عمل المرشد داخل المدرسة، كما أننا عملنا على تعريف الطلاب بالعديد من المهن المختلفة من خلال مقياس علمي، وأكاديمي خاص بالبيئة الإماراتية . ويتابع: هناك كثير من الأهداف التي نضعها نصب أعيننا للكشف عن مميزات الطلاب في مختلف المدارس من خلال تحفيز الطلاب على الابتكار العلمي في مختلف المجالات، ومساعدتهم في تنمية ابتكاراتهم في المجالات الفنية من ناحية عمل المشغولات والأعمال اليدوية . وفي المرحلة الأولى من البرنامج بدأنا بعمل ورش عمل للطلاب من أجل التعرف إلى مقترحاتهم، وكشف المواهب الخاصة بكل واحد منهم حتى نتمكن من تحديد المجال العملي في المستقبل، لكل واحد منهم ومن ثم تأهيلهم . وتقول المرشدة الأكاديمية فاطمة السويدي: إن بداية اختيار المرشدين الأكاديميين تمت من خلال مقابلات شخصية، واستمرت لفترة طويلة في العام قبل الماضي حتى ظهرت النتائج مع بدايات العام الدراسي الحالي، وخلال هذه الفترة كنا نحصل على دورات مختلفة في الإرشاد الأكاديمي من خلال أساتذة متخصصين من جامعة الإمارات . وتوضح السويدي أن هناك كثيراً من القطاعات في الدولة لديها اكتفاء ذاتي في معظم الوظائف، وهو ما نعمل على توضيحه للطلاب حيث نوجههم إلى الوظائف المتاحة التي تحتوي على نسبة شواغر يمكن للطالب أن يجد فيها وظيفة بعد التخرج من الجامعة . وتؤكد أنه بإمارة الفجيرة يوجد حتى الآن مرشدان أكاديميان وذلك في فترة التجربة الأولى للمشروع يعملان من خلال عدد من المدارس، التي تم تحديدها كمرحلة أولى للمشروع، على أن يتم التعميم في السنوات المقبلة بما يتناسب مع كل مرحلة تعليمية . وتشير السويدي إلى أن دورها كمواطنة إماراتية هو السعي من خلال البرنامج الأكاديمي إلى خدمة وطنها في كشف المواهب الإماراتية في مختلف المجالات والعمل على إبراز دورها وتنمية قدراتها الإبداعية، حتى تخدم الوطن فيما بعد وترفع اسم الإمارات عالياً . ويقول المرشد الأكاديمي علي الظهوري إن فكرة البرنامج أصبحت وزارة التربية والتعليم في حاجة إليه، وذلك لأن كثيراً من الدول سبقتنا في هذا المجال، لأنه أصبح أمر ضروري في تنمية العملية التعليمية وإرشاد الطلاب حيث يتم ذلك من خلال حصص دراسية تعطى لطلاب المدارس . ويوضح أن الدورات التي حصل عليها، هو وبقية فريق المرشدين تمثلت في دورات الإرشاد التقني في الجامعة لتوجيه الطلاب، بما يتناسب مع ميولهم العلمية في المدرسة الثانوية، وكيفية التعامل بخصوصية مع الطلاب، تبعاً لحالة كل واحد منهم، وتوضيح فكرة عمل معارض التوظيف بالشكل المناسب من وقت لآخر . الظهوري يؤكد أن الدورات التي يحصل عليها المرشدون الأكاديميون ستظل فعالة طوال العام الدراسي، وذلك حتى يمكن التفاعل بشكل أشمل وأعمق مع الطلاب وأولياء الأمور في المجالات التعليمية المختلفة، لافتاً إلى أنه لن يعمل في وظيفته الأولى كمعلم هو وبقية المرشدين، حيث ستكون وظيفة المرشد الأكاديمي هي الأساس . هاني محمد أبو عاصي مرشد أكاديمي ضمن الفريق الذي اختارته وزارة التربية والتعليم في البداية يؤكد أن مهام عمله تتمثل في منطقة عجمان التعليمية حيث كانت البداية مع مدرسة حميد بن عبد العزيز الثانوية، ويقول: وفي الوقت الحالي نسعى بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم للتوسع داخل المدارس المختلفة في منطقة عجمان التعليمية لنتمكن من تحقيق الفائدة لأكبر قدر من طلاب المدارس الثانوية في الإمارة وهو ما يعجل بظهور النتائج المختلفة للمشروع . ويوضح أبو عاصي أن حلقات النقاش التي تدور بين المرشد الأكاديمي والطالب في المدرسة هي أحد عوامل نجاح مهمة المرشد الأكاديمي، بخاصة أن استجابة الطالب تدل على نجاح مهمة المرشد بنسبة كبيرة، وهو ما نسعى إليه مع كل الطلاب . والأهم في دور المرشد الأكاديمي معرفة الميول العملية للطالب خلال المرحلة الثانوية حتى نتمكن من وضع رؤية مستقبلية للدور الذي سيقوم به في الكلية الجامعية ومدى استجابته .