GMT 0:00 2014 الثلائاء 4 مارس GMT 23:58 2014 الإثنين 3 مارس :آخر تحديث استأنف المؤتمر الوطني العام (البرلمان الموقت) في ليبيا جلساته أمس، غداة اقتحام شبان مناهضين للتمديد له مقره وإضرام النار داخله. كما اطلقوا النار على ثلاثة من إعضائه، ما أسفر عن إصابة رئيس «تكتل الاتحاد من أجل الوطن» عبد الرحمن السويحلي النائب عن مصراتة، بجروح في ساقه استدعت نقله إلى مستشفى، كما أصيب عضوا المؤتمر أحمد محمد بوني ونزار كعوان (إسلامي)، فيما تعرض نواب آخرون لتهجم. واضطر المؤتمر إلى نقل جلساته موقتاً إلى فندق المهاري وسط العاصمة طرابلس، في ظل إجراءات أمنية مشددة، بعدما أبرز الاعتداء الذي نفذه شبان تراوح أعمارهم بين 17 و21 سنة، مدى هشاشة الوضع الأمني في ليبيا. وفي تصريح إلى «الحياة»، جدد رئيس المؤتمر نوري بوسهمين إدانته الاعتداء، مؤكداً تمسك المجلس ب «شرعيته كبرلمان منتخب». وقال: «الأهم هو استئناف جلساتنا ونحن مصممون على مواصلة عملنا». وأشار إلى أنه سيرأس وفد بلاده إلى مؤتمر روما الخميس المقبل، والذي سيتناول الوضع في ليبيا، بمشاركة ممثلين عن الدول الكبرى والدول المجاورة. واستدعى المؤتمر في جلسته امس، وزير الداخلية الصديق عبد الكريم لمعرفة التدابير التي تعتزم الحكومة اتخاذها لفرض الأمن في البلاد، في ظل تصاعد الاتهامات الموجهة إليها بالتقصير في الملف الأمني. وفي وصفه الاعتداء على مقر المؤتمر، قال النائب احمد بوني ل «الحياة» إنه أصيب بجروح بليغة في ساقه بعدما اخترق رصاصٌ باب سيارته فيما كان يهم بالمغادرة بعد عملية الاقتحام ليل الأحد. ورأى أن «ما تمرّ به ليبيا يحتاج إلى الكثير من الحكمة والتروي وضبط النفس، من أجل بناء بلاد تتسع للجميع، من دون حاجة إلى العنف الذي لا يقبله أي عاقل». ورداً على سؤال عن هوية المهاجمين، قال عضو آخر في المؤتمر طلب عدم ذكر اسمه، إنهم «مأجورون لا يريدون الاستقرار ولا إقامة الدولة». ولم يتبن أي طرف سياسي الهجوم، فيما حمّلت مصادر الإسلاميين المسؤولية إلى الليبراليين المناهضين للتمديد للمؤتمر الذي كان يفترض أن تنتهي ولايته في 7 شباط (فبراير) الماضي. وروى شهود وعاملون في المؤتمر أن «مجموعة من حوالى مئة شاب مسلحين بسكاكين وسواطير اقتحموا المقر، واعتدوا على مَن لم يغادر المبنى بعد انتهاء جلسته المسائية التي كانت مخصصة لمناقشة الوضع الأمني المتدهور في بنغازي حيث اغتيل فرنسي يقيم هناك منذ نحو أربع سنوات وكان ضمن فريق طبي يعمل لتطوير مستشفى الجلاء». وانعكس اغتيال الفرنسي باتريك أرييل، قلقاً في أوساط هيئات التمريض والأطباء الأجانب الذين يعملون في مركز بنغازي الطبي. وأفاد عاملون في القطاع بأن أعضاء الفريق الاستشاري الفرنسي غادروا المدينة، فيما يعتزم أجانب آخرون مغادرة ليبيا نظراً إلى تردي الأوضاع الأمنية. وأقدم مسلحون أمس، على قتل عنصرين في قوى الأمن رمياً بالرصاص في وسط بنغازي. ايلاف