دعا رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) نورى أبوسهمين، إلى الالتفاف حول كل مؤسسات الدولة الشرعية للدفاع عنها، وذلك في ضوء الاحتقان الأمني والسياسي الشديد بسبب عزم البرلمان تمديد ولايته التي تنتهي اليوم الجمعة الذي سيشهد تظاهرات بعضها مسلح للمطالبة بحله . وفيما حذرت مجالس محلية من التظاهر وكاد مفتي البلاد أن يحرمه، تواصلت الاعتداءات المسلحة في أكثر من منطقة وشهدت بنغازي تفجيرات واعتداءات طالت مقار تلفزيونية ومحاولات لاغتيال أمنيين ونشطاء . ومع بلوغ السابع من شباط/فبراير (اليوم) الذي كان يفترض أن يكون آخر يوم من حياة البرلمان، يثير قرار المؤتمر العام الوطني تمديد ولايته توترات في ليبيا ونداءات للتظاهر ما ينذر باضطرابات في خضم مرحلة انتقالية فوضوية . وحذر أبو سهمين أمس "كل المواطنين الشرفاء من مخططات تهدف إلى الاعتداء على الشرعية المتمثلة في المؤسسة التشريعية المنتخبة" . وأشار إلى حالة الانتظار التي تعيشها البلاد، والتجهيز لاستقبال الذكرى الثالثة للثورة، والتي تليها مباشرة انتخابات الهيئة التأسيسية التي ستنطلق في20 فبراير/شباط الحالي "التي ندعو جميع المواطنين للمشاركة فيها بجبهة داخلية متماسكة" . وأهاب بوسهمين بالليبيين إلى الالتفاف حول كلمة سواء، للمحافظة على الثورة والبلد والانتباه إلى ما يحاك للقضاء على مقدرات الليبيين وتمزيق النسيج الاجتماعي . وأضاف أن أعضاء المؤتمر الوطني العام دخلوا في حوار جيد انتهى إلى التوصل إلى خارطة طريق شاملة، تحافظ على المسار الدستوري للهيئة التأسيسية لإعداد دستور البلاد من جهة وتضع البديل المناسب في حال عجزت الهيئة عن إعداد الدستور في المدة الزمنية المحددة لها في الإعلان الدستوري من جهة أخرى . وفي السياق قال مفتى عام ليبيا الشيخ الصادق الغريانى: إن الخروج اليوم الجمعة لا يجوز، لأن هذا سيدخل البلاد في فوضى، وأضاف الغرياني في برنامج تلفزيوني أن هناك توافقاً وخريطة طريق وجسماً شرعياً موجوداً وفترة زمنية محددة يجب التسليم لها والاستمرار فى هذا الوضع . وطالب الغرياني الليبيين بالتجمع والوقوف معاً على كلمة حق واحدة، وعدم الالتفات للقنوات المغرضة التي ولاؤها لجهات معينة، حسب تعبيره . وشبه الغريانى خطاب رئيس المكتب السياسى لحزب تحالف القوى الوطنية عبدالمجيد مليقطة ب"خطابات القذافى، الذي يتحدث باسم الجماهير"، مشيراً إلى أن ما قاله مليقطة عن عمليات الاغتيال لا أساس له من الصحة، ولا ينبغى للمسلم أن ينساق وراء هذا الكلام . وكان مليقطة، قال في مؤتمر صحافي أمس الأول: إن الإسلام السياسي هو من يقف وراء عمليات الاغتيالات في البلاد . أمنياً، هاجم مسلحون مجهولون ليل الأربعاء الخميس مقري قناتي "ليبيا لكل الأحرار" و"ليبيا أولاً" إضافة إلى مقر كتيبة "شهداء السابع عشر من فبراير/شباط" مخلفين خسائر مادية جسيمة . وقال محمود شمام رئيس مجلس إدارة قناة ليبيا لكل الأحرار التي تبث من الدوحة: إن "مقر قناته في مدينة بنغازي شرق ليبيا تعرض ليل الأربعاء الخميس إلى هجوم مسلح من قبل مجهولين" . وقالت الإعلامية العاملة في القناة خديجة العمامي إن "المسلحين المجهولين ألقوا قنبلة مولوتوف على مقر القناة في بنغازي وأضرموا النيران في سيارة البث الخاصة بالقناة، إضافة إلى إطلاقهم لوابل من الرصاص باتجاه المقر" . إلى ذلك، أعلن مسؤولون في قناة "ليبيا أولاً" والتي تبث من القاهرة أن "مقر القناة السابق في مدينة بنغازي تعرض هو الآخر للهجوم والتخريب من قبل مجموعات مسلحة" . والثلاثاء اختطف الصحفي محمد الصريط مدير مكتب قناة العاصمة التي تبث من طرابلس لمدة ساعات من قبل مجهولين في مدينة بنغازي . وتعد هذه القنوات الثلاث أكثر ليبرالية من غيرها وتواجه عادة انتقادات لاذعة حيال نهجها في البرامج والأخبار من قبل شريحة واسعة من أنصار التيار الإسلامي . وأمس أيضاً، أصيب أيمن الشريف الضابط بالأمن الوطني الليبي إثر إطلاق مسلحين مجهولين النار عليه في مدينة بنغازي . وقال مسؤول الإعلام بمستشفى الهوارؤ العام هاني العريبي: إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على ضابط يدعى أيمن الشريف بوسط مدينة بنغازى ما أدى إلى إصابته بعيار ناري في قدمه . كما نجا الناشط الحقوقي عبدالله السنوسي الغرياني من محاولة اغتيال أمس بالمدينة من جراء استهداف سيارته بعبوة ناسفة . (وكالات) الخليج الامارتية