هناء الحمادي (الفجيرة) - تبدأ الحكاية من طوى ساتر في منطقة طيبة بالفجيرة، ذلك المكان الذي توافد عليه الكثير من المارة سابقاً، ليروي الجميع عطشهم أثناء تنقلهم من مكان إلى آخر، وقام على بنائه المواطن داوود العبدولي، الذي جعل من ماء الطوي سبيلًا لجميع المسافرين ولأهل قرية الطيبة، لكن بعد وفاة داوود أراد ابنه أحمد العبدولي أن يستمر ذلك التواصل والإقبال على هذا الطوى، حفاظاً على ما قام به والده، فأنشأ مزرعة عام 1988 تضم طوي الماء وغرفة بها مجموعة من المقتنيات القديمة التي كانت متداولة أيام الآباء والأجداد، لكن حب العبدولي للمقتنيات الأثرية التي ورثها عن والده وتنوعها، دفعه إلى التفكير بتوسيع تلك المزرعة بالتعاون مع الكثير من الأهالي، للمحافظة على تاريخ وتراث المنطقة، ونفذها وتكفل بتجهيزها من مختلف الجوانب ليكون متحفاً للتراث الشعبي. وسمى المتحف ب «متحف الطيبة التراثي» ويشتمل على 3 غرف، بها الكثير من المقتنيات الأثرية والتراثية القديمة، بهدف الحفاظ على تلك المقتنيات الأثرية التي يمتلكها، كتاريخ توثيقي للزمان والمكان، وما تعنيه تلك من معانٍ وأصالة ونسبة إلى منطقة طيبة التي اشتهر أهلها بالأخلاق والكرم والطيب في التعامل. من يزور متحف الطيبة التراثي، لا تكفيه ساعة أو ساعتين لمشاهدة المقتنيات النادرة في المتحف، لأن كل قطعة مصحوبة بقصة وتاريخ، وشرح يحتاج إلى الكثير من الوقت، وتجد في كل زاوية صورة قديمة أو قطعة نادرة تسترعي الانتباه لمشاهدتها والتعرف على تاريخها. بالاقتراب من طوي ساتر، الذي كان ملتقى أهل قرية طيبة يقترب منا أحمد العبدولي الذي يحكي حكاية الماضي القديم لهذا المكان، يقول: توفر الكثير من المقتنيات القديمة وندرتها، حملني مسؤولية الحفاظ عليها منذ عام 1988 إلى وقت إنشاء هذا المتحف عام 2006، حيث فكرت في إنشاء مكاناً يضم ذلك مقتنيات التراث القديم من الفخاريات والنحاسيات والتحف والأواني، التي كانت تستخدم في الماضي وتعود إلى مئات السنين، ومنذ افتتاح المتحف يجلس العبدولي بين هذه المقتنيات فخورا بما حققه مع أهل قرية الطيبة، من حلم طوال السنوات، التي بحث فيها عن هذه المقتنيات القديمة، وأصبح مزاراً لمن يريد أن يشاهد هذه المقتنيات. متحف تراثي يحتل المتحف مكاناً متميزاً، فهو يشرف على واد، ويمتد على سفح جبل وتحيطه من كل جانب أشجار النخيل والمانجو، وكما أوضح العبدولي يبعد عن إمارة الفجيرة تقريبا 38 كيلو متراً، ومن يزور المتحف سيجد عند البوابة مدفعاً قديماً، يقف بكل شموخ رغم تقلبات الأحوال الجوية، أما عند الولوج إلى المتحف فهناك الكثير من جمال الطبيعة من الأشجار. ... المزيد الاتحاد الاماراتية