أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات المشاركة في مناورات عسكرية بالعودة إلى قواعدها، نافياً أن تكون القوات الروسية تدخلت في أوكرانيا، لكنه حذر من أن روسيا يمكن أن ترسل جنوداً إليها لحماية مواطنيها ك«خيار أخير» معتبراً ما جرى انقلاباً، فيما انشقت ثلاثة أفواج من الدفاع الجوي الأوكراني وانضمت إلى سلطة حكومة القرم الموالية لموسكو. ونفى بوتين أن تكون القوات الروسية تدخلت في أوكرانيا مؤكداً أن التدخل العسكري هو الملاذ الأخير. وخلال لقاء مع الصحافيين من مقره في ضواحي موسكو، رد بوتين على صحافي سأله ما اذا كانت القوات الروسية تدخلت في القرم، حيث يطوق مسلحون يرتدون بزات عسكرية، لكن من دون أي شارات، القواعد الأوكرانية، بالقول «كلا، لم تشارك. إنها قوات دفاع ذاتي محلية» واصفاً تلك الأحداث بأنها انتفاضة من قبل السكان المحليين القلقين بشأن السلطات الجديدة في كييف. وأضاف بوتين أن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا «ليس ضرورياً في الوقت الراهن» لكن روسيا تحتفظ لنفسها بحق استخدام «كل الوسائل» لحماية مواطنيها. وأردف: «إذا اتخذنا القرار باستخدام القوات المسلحة في أوكرانيا، فإنه سيكون مشروعاً بالكامل بالتوافق التام مع القانون الدولي، حيث إن لدينا طلبا من الرئيس الشرعي (فيكتور يانوكوفيتش). إن التزاماتنا تتوافق في هذه الحالة مع مصالحنا في الدفاع عن الناس الذين نعتبرهم مقربين من وجهة النظر التاريخية والثقافية والاقتصادية». واعتبر بوتين أن يانوكوفيتش لا يزال رئيسا لأوكرانيا، مشيراً إلى أن السلطات الجديدة الموالية للغرب في كييف وصلت إلى السلطة «عبر انقلاب»، معتبراً أن يانوكوفيتش ليس له مستقبل سياسي. وقف المناورات وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن التدريبات العسكرية، التي نفت موسكو أن تكون مرتبطة بالأحداث في أوكرانيا، كانت ناجحة. وأوضح بيسكوف أن «القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية الرئيس فلاديمير بوتين أصدر أمراً بعودة وحدات الجيش الروسي التي شاركت في المناورات العسكرية إلى أماكن مرابطتها الدائمة». وأضاف أن إصدار الأمر تم بعد أن حصل بوتين على تقرير حول ما وصفه ب«النتائج الناجحة للمناورات». ويأتي هذا الأمر بعد نحو 24 ساعة على زيارة قام بها بوتين إلى ميدان كيريلوفسكي في مقاطعة لينينغراد لمشاهدة المرحلة الأخيرة من المناورات العسكرية التي تجريها قوات المنطقة العسكرية الغربية. في هذه الأثناء، عبرت سفينتا إنزال روسيتين مضيق البوسفور في طريقهما إلى ميناء سيفاستوبول. انشقاق يأتي ذلك في وقت انضمت ثلاثة أفواج من قوات الدفاع الجوي الأوكراني إلى جانب حكومة القرم. وأعلنت قيادة القاعدة 204 للقوات الجوية الأوكرانية تحوّل القاعدة لخدمة علم جمهورية القرم. وتحتوي القاعدة على 45 طائرة مقاتلة من طراز «ميغ-29» و4 طائرات تدريب من طراز «أل-39». ونُقل عن ناطق باسم حكومة القرم قوله إن الأفواج الثلاثة التابعة للدفاع الجوي الأوكراني انضمت إلى جانب حكومة القرم، لافتاً إلى أنّ أكثر من 700 عسكري أعلنوا استعدادهم للدفاع عن شعب القرم. وأشار إلى أن أكثر من 20 مجمعاً صاروخياً مضادا للطائرات وأكثر من 30 منظومة للدفاع الجوي الصاروخي من طراز إس300 في حوزة هذه الأفواج. وللمرة الأولى، أطلقت القوات الروسية التي تطوق قاعدة بيلبيك الجوية الأوكرانية، عيارات نارية تحذيرية على جنود أوكرانيين كانوا يحاولون الاقتراب. معركة «كسر عظم» عسكرية اقتصادية بين واشنطنوموسكو علّقت الولاياتالمتحدة تعاونها العسكري مع روسيا، في وقت لوّحت موسكو بتخفيض اعتمادها على الاقتصاد الأميركي «إلى الصفر» حال فرض عقوبات عليها. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن تعليق التعاون العسكري الأميركي مع روسيا في ظل الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، مؤكدة الاستمرار في مراقبة التطورات والبقاء على تواصل مع الحلفاء والشركاء. وأصدر الناطق باسم «البنتاغون» الأدميرال جون كيربي بياناً قال فيه إنه «في ضوء الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، عمدنا إلى تعليق كل التواصل العسكري بين الولاياتالمتحدةوروسيا». ودعا كيربي روسيا إلى التخفيف من حدة الأزمة في أوكرانيا، مطالباً «بعودة القوات الروسية في القرم إلى قواعدها كما تقضي الاتفاقات التي تحكم أسطول البحر الأسود الروسي». وأكد أنه رغم التقارير عن تحرك محتمل لسفن أميركية في المنطقة، إلا أن لا تغيير في تمركز الجيش الأميركي في أوروبا أو البحر الأبيض المتوسط. وقال إن «وحدات سلاح البحرية تقوم بعمليات وتدريبات روتينية كان مخططاً لها مع الحلفاء والشركاء بالمنطقة». وعلى المستوى التجاري، قال ناطق باسم مكتب الممثل التجاري الأميركي: «أوقفنا المحادثات الوشيكة بشأن التجارة والاستثمار مع حكومة روسيا والتي كانت جزءاً من مسعى نحو توطيد الروابط الاقتصادية والتجارية». اجتماع وجاءت الخطوة الأميركية في أعقاب إعلان مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما اجتمع أكثر من ساعتين مع مستشاريه لشؤون الأمن القومي وناقش السبل التي يمكن بها للولايات المتحدة وحلفائها فرض «مزيد من العزلة» على روسيا. وقال أوباما بلهجة تحذيرية «إن الرسالة التي نريد إيصالها إلى الروس مفادها أنهم في حال مضوا قدما في نهجهم الحالي سنبحث جملة من الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية التي ستعزل روسيا». اقتصاد «صفري» في هذه الأجواء من الشد، حذر مستشار في الكرملين من أن روسيا ستخفض اعتمادها الاقتصادي على الولاياتالمتحدة «إلى الصفر» في حال فرضت واشنطن عقوبات عليها بسبب الوضع في أوكرانيا ما سيؤدي إلى «انهيار» النظام المالي الأميركي. وقال سيرغي غلازييف لوكالة «ريا نوفوستي»: «سنجد وسيلة ليس فقط لخفض اعتمادنا المالي على الولاياتالمتحدة، وإنما لجني فوائد كبرى من هذه العقوبات». وأضاف أن «محاولات فرض عقوبات على روسيا ستؤدي إلى انهيار النظام المالي الأميركي وإنهاء هيمنة الولاياتالمتحدة على النظام المالي العالمي». لا تغيير أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس من تونس، أن التهديدات الغربية بفرض عقوبات على بلاده لن تغير الموقف. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي منجي حامدي «موقفنا صادق وبما أنه صادق فلن نغيره». وأضاف: «كنا دائما ضد سياسة العقوبات أحادية الجانب. وآمل أن يفهم شركاؤنا الطابع غير البناء لمثل هذه الأعمال». وتابع: «في تصريحات للاتحاد الأوروبي لم يذكروا ولو مرة واحدة باتفاق 21 فبراير» في إشارة إلى اتفاق لإنهاء الأزمة وقعه الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، مع المعارضة ومبعوثين أوروبيين وروس. وقال لافروف «هم يدعوننا إلى وضع صيغ مختلفة (للمفاوضات) الدولية من دون توضيحها. فإن كان المقصود هو تطبيق اتفاق 21 فبراير، فعندها بالإمكان الحديث». تونس - الوكالات البيان الاماراتية