اعترض الجيش الإسرائيلي، أمس، في البحر الأحمر، سفينة تحمل شحنة أسلحة إيرانية متطورة، غايتها قطاع غزة، فيما اعتبرت الحكومة الفلسطينية المقالة، التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إعلان إسرائيل اعتراض السفينة «محاولة لتبرير الحصار» المفروض على غزة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر، إنه خلال عملية «معقدة وسرية» للبحرية الاسرائيلية في الساعات الاولى لصباح أمس، صعدت قوات كوماندوز اسرائيلية إلى متن سفينة شحن تحمل شحنة أسلحة ايرانية موجهة لقطاع غزة، في المياه الدولية بين السودان واريتريا. وأضاف ليرنر في مؤتمر صحافي هاتفي أن طاقم السفينة «كلوس سي»، التي كانت ترفع علم بنما «لم يقاوم»، مشيراً إلى انه «تم العثور على عشرات الصواريخ ارض ارض ام 302 ذات الصناعة السورية، وهي صواريخ متطورة يصل مداها إلى 200 كيلومتر. وسقط صاروخ من هذا الطراز في مدينة حيفا خلال حرب لبنان الثانية. وأكد ليرنر أنه لو وصلت الصواريخ إلى وجهتها لهددت ملايين الاسرائيليين». وأكد الجيش الإسرائيلي أن السفينة محملة بأسلحة «كاسرة للتوازن» كانت في طريقها إلى السودان، وأن غاية شحنة الأسلحة قطاع غزة. واقتادت قوة الكوماندوز السفينة إلى ميناء إيلات. وأضاف الجيش أنه تم رصد السفينة والاستيلاء عليها بعد مراقبتها خلال الأيام الماضية، وأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، قاد عملية اعتراض السفينة والسيطرة عليها. وأبحرت السفينة قبل 10 أيام من إيران باتجاه ميناء بور سودان، وتم اعتقال أفراد طاقمها الذين ينتمون لجنسيات مختلفة. ووفقاً للجيش الإسرائيلي فإن مصدر الأسلحة في سورية، وأن إيران تخزنها هناك. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن السفينة رست في العراق، وتم تخبئة الأسلحة في أكياس من الإسمنت. من جهته، قال وزير الحرب الاسرائيلي موشيه يعلون في بيان «مرة أخرى، يبدو أن ايران أكبر مصدر للإرهاب في العالم»، مشيرا إلى ان «هذه الاسلحة كانت مرسلة لمنظمات ارهابية في قطاع غزة عبر السودان». وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أنها ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بعد «ضبط» السفينة. وقالت في بيان إن «إيران عادت وانتهكت قراري مجلس الأمن الدولي رقم 1747 و1929، اللذين يحظران تصدير أسلحة من أي نوع». وأضافت أنه «من خلال تهريب أسلحة إلى قطاع غزة فإنها تنتهك قراري مجلس الأمن رقم 1373 و1869، وإيران تواصل تشكيل خطر على مسارات الإبحار الدولية والانتهاك بصورة فظة سلسلة من قرارات مجلس الأمن الدولي، بهدف تقويض الاستقرار الإقليمي ونشر الإرهاب والحرب». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن هذه «عملية عسكرية متكاملة لضبط سفينة أسلحة إيرانية سرية». وأضاف أنه «في الوقت الذي تبتسم فيه إيران تجاه العالم، فإنها ترسل أسلحة فتاكة إلى المنظمات الإرهابية من أجل إلحاق الأذى بمواطنين أبرياء، وهذه هي إيران الحقيقية، ويحظر أن تحصل هذه الدولة على سلاح نووي». وفي غزة، اعتبرت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة إعلان إسرائيل أن السفينة كانت تقل أسلحة إلى غزة بأنه محاولة لتبرير الحصار. وقال الناطق باسم الوزارة، إسلام شهوان، أمس، إن «هذا الخبر يأتي لتبرير الحصار المفروض على قطاع غزة، وفي ظل حديث بعض المؤسسات الشعبية في أوروبا عن نيتها الإبحار إلى القطاع لفك الحصار المفروض عليه». وأضاف «ننظر بخطورة بالغة عن ذلك لتبرير الحصار بجميع انواعه على قطاع غزة زيادة على ما يقوم به القضاء المصري بحق المقاومة الفلسطينية بالقطاع». ودعا شهوان الإعلاميين إلى «عدم الانسياق وراء الرواية الصهيونية حول السفينة المحملة بالسلاح»، لافتاً إلى أن «البحر كله مغلق ومحاصر من قبل البحرية الإسرائيلية، ولا تستطيع اي سفينة الإبحار، لأنها ستتعرض للاعتقال». الامارات اليوم