اتخذ المجلس الأعلى لجمهورية القرم ذاتية الحكم التابعة لأوكرانيا، أمس الخميس، قراراً مبدئياً بانضمام القرم إلى روسيا، فيما أعلنت روسيا أنه جرى إبلاغ رئيسها فلاديمير بوتين بهذا القرار، واعتبرت كييف القرار غير شرعي، ورفضته الولاياتالمتحدة ودول أوروبية . وقال المركز الصحفي لبرلمان القرم، إن المجلس الأعلى للجمهورية اتخذ، أمس الخميس، قراراً مبدئياً بانضمام القرم إلى روسيا . وحدّد المجلس موعد الاستفتاء حول وضع شبه جزيرة القرم، بما فيه مدينة سيفاستوبول بتاريخ 16 مارس/آذار المقبل . وسيطرح في الاستفتاء سؤالان أولهما حول انضمام القرم إلى روسيا، والثاني حول إمكانية الرجوع إلى دستور القرم لعام 1992 الذي ينصّ على أن القرم جزء من أوكرانيا، مع تحديد العلاقات بينهما على أساس المعاهدات والاتفاقات . كما اقترح المجلس على بوتين ومجلس الدوما الروسي بدء عملية انضمام القرم إلى روسيا . وأعلن عمدة مدينة سيفاستوبول ألكسي تشالي، أن مدينته التي تضم أسطول البحر الأسود الروسي، لن تشارك في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقرر إجراؤها في 25 مايو/أيار المقبل . واعتبر أن الدعوة إلى الانتخابات جاءت من سلطة غير شرعية . ووصف رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك قرار برلمان جمهورية القرم بأنه "غير شرعي" . وقال في بروكسل إن الاستفتاء المزمع تنظيمه في القرم "ليس له أي أساس قانوني" . وأضاف "نحن نحث الحكومة الروسية على عدم دعم من يروجون للانفصال في القرم" . وطلب مجدداً من روسيا أن تعيد جنودها المنتشرين في القرم إلى ثكناتهم، والبدء في حوار للتوصل إلى "حل سلمي" للأزمة . لكنه حذر من أنه "في حالة تواصل التصعيد فإن الحكومة والسلطات العسكرية الأوكرانية سترد بموجب الدستور"، مضيفاً "نحن على استعداد لحماية بلادنا" . وقال "لدينا سلاح اقل من روسيا ولا نملك اسلحة نووية، لكن لدينا روح الحرية" . وأفاد ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ، أنه تم إبلاغ بوتين بقرار المجلس الأعلى لجمهورية القرم حول انضمامها إلى روسيا . وأوضح أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث طلب برلمان القرم خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي برئاسته . وأشار إلى أن المجلس عقد اجتماعاً غير متوقع لبحث الوضع في أوكرانيا، خصوصاً طلب برلمان القرم، من دون مزيد من التفصيل حول مضمون المناقشات . ويضم المجلس رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف ورئيس هيئة الأمن الفدرالية نيكولاي بوتنيكوف ورئيس الاستخبارات ميخايل فرادكوف ووزير الدفاع سيرغي تشويغو ورئيس ديوان الرئاسة سيرغي ايفانوف . وقال ميدفيديف إن روسيا تيسر إجراءات الحصول على الجنسية لمن كانت الروسية لغتهم الأم وأقاموا فيها أو في الاتحاد السوفييتي السابق في إشارة للغرب على أن موسكو لا تتراجع بشأن أوكرانيا . وقال في اجتماع للحكومة "نتخذ خطوة أخرى في هذا الاتجاه، نبحث مشروع قانون اتحادياً لتبسيط إجراءات الحصول على جنسية روسيا للرعايا الأجانب أو من ليست لهم جنسية والروسية لغتهم الأم" . وأضاف أن المهنيين أو الاختصاصيين الذين على درجة عالية من الكفاءة وتخرجوا في جامعات أو معاهد روسية أو سوفييتية سيكون لهم أولوية . وقال سيرجي ميرونوف الذي أعد مسودة القانون "بصراحة تامة قدمت مسودة قانون بشأن القرم" . وأشار إلى أن القانون قد يصدر الأسبوع المقبل . وقال مسؤول أمريكي كبير إن "الولاياتالمتحدة تعتبر أن أي قرار حول القرم يجب أن يتخذ من قبل حكومة كييف" ، مضيفاً أنه لا يمكن القبول "بوضع تكون فيه الحكومة الشرعية لبلاد ما مستبعدة من عملية اتخاذ القرار بشأن بعض أجزاء هذا البلد . هذا انتهاك واضح للقانون الدولي" . وأضاف أن أوكرانيا "بلد له حدود مرسمة بشكل واضح، وفي نهاية الأمر فالأوكرانيون وحدهم من يختارون مستقبلهم السياسي" . واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن إجراء أي استفتاء يسمح لشبه جزيرة القرم بالانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا سوف يكون سابقة خطرة، لأنه سوف يشجع على الانفصال في مناطق أخرى من العالم . وأضاف "نحن في حاجة لأن نكون متيقظين للغاية "ضد السماح" بالمبدأ القائل إنه من الممكن لأي منطقة في أي دولة أن تقرر الانضمام لدولة أخرى بما يتعارض مع القوانين الدستورية للدولة الأولى" . وشددت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين على أهمية الدبلوماسية في التوصل لحل أزمة شبه جزيرة القرم . وقالت عقب لقائها نظيرها البولندي توماش سيمونياك، في وارسو: "نعلم أننا نعمل في الحلف بشكل وثيق في الخلفية، ولكن الدبلوماسية والمحادثات ظاهرة في المقدمة، تلك الدبلوماسية التي يجب علينا أن نحافظ عليها" . من جهة أخرى، أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أمس الخميس، في فيينا أن المراقبين الذين أرسلوا إلى أوكرانيا بطلب من السلطات الجديدة في كييف منعوا من دخول القرم . وقالت إن العسكريين غير المسلحين البالغ عددهم 40 شخصاً ويمثلون 21 دولة من أعضاء المنظمة، ارغموا على العودة أدراجهم في اتجاه مدينة خيرسون، حيث سيقررون كيفية متابعة مهمتهم . اعتبر الوفد الأمريكي لدى المنظمة، الخميس، أن عرقلة وصول المراقبين "أمر غير مقبول" . (وكالات) واشنطن ترسل مقاتلات للبلطيق ومدمرة إلى البحر الأسود أعلن وزير الدفاع الليتواني جوزاس أوليكاس، أمس الخميس، أن الولاياتالمتحدة قررت إرسال ست مقاتلات إضافية من طراز "إف-15" لتعزيز مهمة مراقبة المجال الجوي لدول البلطيق التي تتولاها واشنطن حالياً في إطار حلف شمال الأطلسي . وقال الوزير "لدي تأكيد أن بعثة مراقبة المجال الجوي للبلطيق سيتم تعزيزها بست طائرات إف-15 اضافية" . وأضاف أن المقاتلات ستصل إلى ليتوانيا بعد ظهر الخميس (أمس) . وأوضح أن إرسال هذه المقاتلات أتى رداً "على العدوان الروسي على أوكرانيا، وكذلك أيضاً على تكثيف النشاط العسكري الروسي في منطقة كالينينغراد"، الجيب الروسي الواقع بين ليتوانيا وبولندا . من جهة أخرى، أعلن سلاح البحرية الأمريكية، أمس الخميس، أن المدمرة القاذفة للصواريخ "تراكستن" في طريقها إلى البحر الأسود للمشاركة في مناورة عسكرية مشتركة مع القوات الرومانية والبلغارية، وأوضح الاسطول أن هذه المناورة مقررة منذ ما قبل الأزمة الأوكرانية . (وكالات) أمريكا ضغطت على "إسرائيل" لاتخاذ موقف من الأزمة الأوكرانية كشفت صحيفة "هآرتس"، أمس الخميس، إن الولاياتالمتحدة ضغطت على "إسرائيل" لاتخاذ موقف من الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي دفعها لإصدار بيان مقتضب يعبر عن "لا موقف" . وقالت الصحيفة إن "إسرائيل" الرسمية امتنعت عن الإدلاء بتصريحات تظهر موقفها من تلك الأزمة . وقد اصدرت حكومة الاحتلال، المتهمة دولياً بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، بياناً عبّرت فيه عن حرصها على حياة البشر، وقالت "إنها ترقب بقلق الأحداث في أوكرانيا، وتأمل ألا تنزلق إلى حد يؤدي إلى فقدان حياة بشر" . وقال مسؤول في الخارجية للصحيفة "لا ندري إذا كان هذا البيان المقتضب الذي يتعامل بحذر في عدم المس باحترام روسيا والرئيس بوتين، يكفي الأمريكيين" . (وكالات) عقوبات أمريكية وأوروبية على خلفية الأزمة الأوكرانية في تصعيد للضغوط على روسيا، فرضت الولاياتالمتحدة أمس الخميس قيوداً على منح تأشيرات الدخول إلى أراضيها، وسط استعدادات لفرض مزيد من العقوبات المحتملة بسبب تدخل روسيا في شبه جزيرة القرم الأوكرانية . وقال البيت الابيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمر بفرض حظر على التأشيرات "رداً على الانتهاك الروسي المستمر لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا" . وفي أمر تنفيذي فرض الرئيس أوباما تجميداً على ممتلكات المسؤولين والأفراد الضالعين في ذلك الانتهاك . وقالت الإدارة الأمريكية إن "هذا الأمر التنفيذي هو أداة مرنة ستسمح لنا بمعاقبة الأكثر ضلوعاً بشكل مباشر في زعزعة استقرار أوكرانيا، بما في ذلك التدخل العسكري في القرم، ولا يستبعد اتخاذ خطوات أخرى في حال تدهور الوضع" . وجاء في بيان البيت الأبيض أنه "اعتماداً على كيفية تطور الوضع، فان الولاياتالمتحدة مستعدة لدراسة اتخاذ مزيد من الخطوات وفرض مزيد من العقوبات حسب الضرورة" . من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، أنه جمد أرصدة 18 مسؤولاً أوكرانياً بينهم الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش ومعظمهم من وزرائه وأقربائه السابقين المتهمين باختلاس أموال عامة . وقال المجلس الأوروبي في بيان إن "العقوبات تتضمن إجراءات لمحاولة استعادة هذه الأموال المهربة"، موضحاً أن العقوبات "فرضت في البدء لمدة 12 شهراً" . (أ .ف .ب) الأسد يدعم جهود بوتين لإعادة استقرار أوكرانيا أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، تضامن بلاده مع جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة الاستقرار إلى أوكرانيا . وأعرب الأسد في برقية بعث بها إلى نظيره الروسي باسمه وباسم الشعب العربي السوري عن "تضامن سوريا مع جهود الرئيس بوتين لإعادة الأمن والاستقرار إلى أوكرانيا الصديقة في وجه محاولات الانقلاب على الشرعية والديمقراطية لمصلحة المتطرفين الإرهابيين" . وقال الأسد إن جهود بوتين هذه تأتي "من خلال قيادته السياسية الحكيمة والتزامه بالشرعية الدولية والأسس القانونية التي تضبط العلاقات بين البلدان والشعوب" . (وكالات) الخليج الامارتية