يبدو أن مواقف فريقي 8 و14 آذار لا تزال متباعدة بشأن إدراج مصطلح "المقاومة" في البيان الوزراء للحكومة اللبنانية الجديدة، فيما ينتظر رئيس مجلس النوب مرونة في موقف فريق 14 آذار من شأنها أن ترضي الجميع. لا شيء متوقعًا من إجتماع اللجنة الوزارية الملكفة إعداد البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام المقرر برئاسته غداً، لأن مواقف فريقي 8 و14 آذار من موضوع إدراج مصطلح "المقاومة" ما زالت متباعدة، فيما رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ينتظران أن يبدي فريق 14 آذار مرونة في موقفه حتى يبادرا الى طرح مخارج مرنة لغوية لموضوع المقاومة من شأنها ان ترضي الجميع. وقال أحد الوزراء ل"إيلاف" إن الخلاف بين الفريقين آيل الى الزوال قبل 17 من الشهر الجاري لأنه في حال عدم انجاز البيان الوزاري ومثول الحكومة امام مجلس النواب لنيل ثقته حتى تتمكن من ممارسة مهماتها دستوريا قبل هذا التاريخ تكون انتهت مهلة الثلاثين يوما الدستورية المحددة لها وتصبح هذه الحكومة مستقيلة وعلى رئيس الجمهورية، حسب المادة 64 من الدستور ان يدعو الى استشارات نيابية ملزمة لتسمية شخصية جديدة لتأليف حكومة جديدة. لكن زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري نقلوا ل"إيلاف" عنه إستبعاده ان تصل حكومة سلام الى هذا المصير، متوقعا امام زواره ايجاد حل قريب للبيان الوزاري، ومؤكداً أن مصير المقاومة لا يقرره بيان وزاري، وان المقاومة معترف بها في كل المواثيق والاعراف الدولية وفي القمم العربية. واشار بري الى ان التمسك ب"إعلان بعبدا" المتضمن "النأي بالنفس" عن الازمة السورية، لا قيمة واقعية وفعلية له لأن احداً من القوى السياسية ينأى بنفسه فعلاً عن الازمة السورية، وان الجميع متورط فيها بلا استثناء، ولذلك لا ينبغي التوقف عن هذا الأمر وان على القوى السيباسية التي اتخذت مواقف مسبقة من المقاومة وباتت اسيرة لها أن تبحث عن سبيل للخروج من هذه المواقف، تماما كما خرجت من مواقف سابقة اتخذتها ثم تراجعت عنها. وكان بري التقى اليوم الوزير وائل ابو فاعور موفدا اليه من جنبلاط وعرض معه للأفكار والصيغ المطروحة للخروج من أزمة البيان الوزاري. وفي موازاة ذلك كان لوزير الداخلية نهاد المشنوق لقاء مع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في الرابية، إكتفى بالقول بعده أنه "لا يُفتى وعون في الرابية". وافاد المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري في بيان أنه أجرى مساء اليوم اتصالا برئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع "تم خلاله عرض الأوضاع المحلية والإقليمية والجهود المبذولة لإتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري. كما تناول الاتصال أيضا الحملة التي يتعرض لها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان". سلام وفي غضون ذلك قال رئيس الحكومة تمام سلام في دردشة مع الصحافيين في السراي الحكومي: "ليست مواقف الرئيس سليمان التي تعرقل إنجاز البيان الوزاري وإنما مساحة عدم الثقة الكبيرة بين القوى السياسية التي يلزمها بعض الوقت لرأبها وتجاوزها. وأنا قلت في مناسبات عديدة ان إجتماعات لجنة صياغة البيان الوزاري كانت راقية ومتقدمة جدا وغنية بالمطالعات والحجج والطروحات السياسية بين كل القوى السياسية وهذا أمر إيجابي وجيد، وهذا يحدوني الى القول أننا لسنا يائسين بل نعوّل على المرحلة القادمة،وقد جاء مؤتمر باريس ليؤكد على ان ثقة العالم بنا كبيرة ويبقى علينا أن نثق بأنفسنا". ورداً على سؤال عما إذا كانت هذه الحكومة ستتولى مهام رئاسة الجمهورية قال سلام: "كل هذه المسائل سابقة لأوانها،وأنا قلت منذ البداية أن امام هذه الحكومة مهمة ضمن الاشهر الثلاثة المقبلة إذا أنجزتها ومضت الأمور على خير تكون هذه الحكومة قد أدّت خدمة كبيرة وقامت بواجباتها". وسئل: لا سمعنا آراء 8و14 آذار حول البيان الوزاري فما هو رأيك الشخصي في موضوع حق لبنان في المقاومة؟ فأجاب: "كل شيء في وقته حلو، وموقفي واضح وأعلنته منذ تكليفي. أنا أتحمّل مسؤولية إستيعاب التباينات السياسية وليس لأكون جزأً منها. ومن هذا الموقف والموقع الذي حملته على مدى عشرة أشهر في فترة التأليف، ما زلت أحمله اليوم في فترة صياغة البيان الوزاري، وبالتالي أي راي سأعطيه الآن ليسجل لهذا الفريق أو ذاك أو حتى يسجّل إلى لبنان لن يفيد قبل أن نصل إلى شيء مشترك يتفق عليه الجميع. أنا واضح منذ البداية عندما تتفق القوى السياسية فيما بينها فانا موجود لأخدمها،ولكنني لست موجوداً لأقفز فوقها أو لأفرض عليها شيئاً. أنا أعرف إمكاناتي وحدودي وانا لدي مسؤوليات كبيرة وحسّاسة ودقيقة في هذه المرحلة،والإعتناء بها والإهتمام بتوظيفها بشكل إيجابي وبنّاء تجاه الجميع هو هاجسي اليومي". ورداً على سؤال حول الحراك الذي يقوم به بري وما إذا كان سينتج حلاً وسطاً في البيان الوزاري، قال سلام: "الرئيس بري من القيادات الكبرى في البلد والتي لها كلمتها ودورها وصدقيتها وواكبتنا في مرحلة التأليف واليوم في مرحلة البيان الوزاري وفي مراحل مقبلة ونتعاضد معها لما فيه خير البلد". كتلة "المستقبل" وعرضت كتلة "المستقبل" في اجتماعها الدوري في بيت الوسط برئاسة فؤاد للمراحل التي قطعتها الحكومة الجديدة في العمل لانجاز بيانها الوزاري والعقبات التي ما زالت تحول دون التوصل الى صيغة اتفاق حول البيان. وأكدت مجدداً أن "اعلان بعبدا" يجب ان يكون في البيان الوزاري، وتستغرب مزاعم بعض مكونات 8 آذار في الترويج لافتراضات غير صحيحة تدّعي رفض ادراج مبدأ مقاومة العدو الاسرائيلي في البيان الوزارين فيما الحقيقة أن بعض هذه المكونات يصر على تشريع حمل السلاح في لبنان واستعماله انطلاقاً من الاراضي اللبنانية خارج اشراف الدولة اللبنانية ومرجعيتها، وهذا أمر لا يمكن القبول به او الموافقة عليه. وخير دليل على ذلك تمثل بمشاركة حزب الله بقرار منفرد منه في القتال الى جانب النظام في سوريا حيث تتزايد يوما بعد يوم اعداد القتلى من الشباب اللبناني الذي يجنده حزب الله للقتال هناك دون حسيب او رقيب". وشددت الكتلة على "ضرورة إنجاز بيان وزاري يعبر عن تطلعات الشعب اللبناني ويسمح للحكومة بالانطلاق في العمل لتحقيق مصالح اللبنانيين في العيش الكريم وتثبيت الاستقرار والتحضير لانتخابات رئاسة الجمهورية". واستنكرت الكتلة الطريقة المَعيبة والاسلوب المرفوض ولهجة الاستعلاء والغرور التي قوبل بها موقع رئاسة الجمهورية وموقف رئيس الجمهورية في خطابه في جامعة الكسليك من قبل حزب الله وحلفائه. وقالت: "لقد بادر رئيس الجمهورية إلى إعلان موقف وطني وسياسي، وهذا حق له كفله له الدستور، وكان يفترض بمن لا يوافقه الرأي أن يرد بموقف سياسي ضمن اللياقات وليس بالتهجم والتجريح الشخصي والحملات الاعلامية المغرضة". كتلة "الوفاء للمقاومة" وكانت كتلة "الوفاء للمقاومة" التي تضم نواب حزب الله وحلفائه قالت في بيان بعد إجتماعها الأسبوعي اليوم، أنها "توقفت عند النقاش حول مضامين البيان الوزاري داخل اللجنة المكلفة اعداد البيان داخلها وخارجها، فأعربت عن أملها في أن يدرك اللبنانيون بجميع مكوناتهم السياسية والطائفية ان مصلحتهم الأكيدة هي في التمسك بأسباب المنعة ومرتكزات الحماية الوطني للبنان وبالمعادلة الضامنة لسيادته وموقعه ودوره والتي تمثل المقاومة إحدى أهم أركانها". وأكدت "ان فرص التوصل الى انجاز البيان الوزاري ما تزال متاحة اذا التزم الجميع بمقتضيات المصلحة الوطنية التي تتطلب تفهما وتفاهما بعيدا عن أجواء التحدي والمكاسرة". ايلاف