رجحت مجلة الإكونومست البريطانية أن تتخذ المملكة العربية السعودية مزيداً من الإجراءات، حيال قطر الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين، وعدم الاكتفاء بسحب سفيرها من الدوحة وهو القرار الذي اتخذته أيضاً دولة الإمارات والبحرين. وتحدثت المجلة البريطانية عن إشاعات تفيد بأن الرياض هددت بإغلاق حدودها مع قطر، وبالتالي حرمانها من أي معبر بري يربطها بالعالم، فضلاً عن إغلاق المجال الجوي السعودي أمام الطائرات المتجهة إلى الدوحة، لافتة إلى أن مثل هذه الأمور من شأنها أن تزعج الأمريكيين الذين ينسقون عمليات في المجال الجوي بين سوريا وأفغانستان انطلاقاً من قاعدتهم العسكرية في قطر. واعتبرت «الإكونومست» أن هذه التطورات تلقي بتعقيدات إضافية على زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السعودية الشهر الجاري ومباحثاته المرتقبة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود. وأفادت المجلة بأن الدولتين تجدان نفسيهما على طرفي نقيض، ليس بسبب أوجه الخلاف حيال الصراع العربي الإسرائيلي فحسب، ولكن بسبب قضايا جديدة طفت إلى السطح بدءاً من أمن منطقة الخليج العربي مروراً بالحرب في سوريا حتى المشاكل التي تواجهها مصر بعد الثورة. وتوقفت المجلة مطولاً عند القرار الذي اتخذته كل من الإمارات والسعودية والبحرين بسحب سفرائهم من قطر. ولفتت «الإكونومست» إلى أن هناك مبررات واضحة للإقدام على هذه الإجراءات، مشيرة إلى الاستياء الخليجي حيال قطر منذ بداية أحداث الربيع العربي في عام 2011، حيث دعمت الدوحة بإصرار وسخاء جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا وتونس ومصر وسوريا. وأثار ذلك غضب الإمارات والسعودية إلى حد كبير، حيث تعتبران جماعة الإخوان تخريبية وتشكل أيديولوجيتها وتنظيمها السري تهديداً كبيراً. وعندما فاز الإخوان بالانتخابات الرئاسية في مصر في عام 2012 قدمت قطر المال لدعم الرئيس السابق محمد مرسي، ولكن منذ عزله تحولت قطر إلى ملجأ آمن للهاربين من مصر، بمن فيهم الجهاديون والشخصيات السياسية من الإخوان، وتحولت قناة الجزيرة القطرية إلى منبر للإخوان. وأشارت المجلة إلى تصريحات القيادي الإخواني يوسف القرضاوي الذي يعيش في قطر والذي اتهم الأنظمة العربية بالتواطؤ مع ما وصفه ب «الانقلاب العسكري». وخلصت «الإكونومست» إلى أنه في ضوء ذلك كله يتعين على أوباما أن يتحرك بحذر، وأن يقنع إيران بأن تحالف أمريكا مع دول الخليج العربي لايزال قوياً، في الوقت الذي لم تنجح محاولاته لإقناع الدول العربية التي تساورها الشكوك بأن أمريكا تريد تحقيق اتفاق مع إيران ثم التحول إلى آسيا، خصوصاً أن دول الخليج العربي لاتزال متأكدة من وجود تهديد إيراني. The post الإكونومست: سحب السفراء من قطر مقدمة لإجراءات تصاعدية appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية