أكد فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، رئيس اللجنة العلمية للمنتدى، أهمية هذا الملتقى الذي ينطلق في العاصمة أبوظبي يوم غد برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية. وقال فضيلته إن المنتدى ينعقد في ظرف دقيق، يعاني فيه العالم الإسلامي وضعاً مأساوياً وكارثياً من جراء ما يشهد من احتراب واقتتال ساعد على تأجيجه فوضى الفتاوى والدعاوى للخروج للجهاد من دون علم أو فهم، مشيداً بمبادرة الإمارات في استضافة المنتدى، وهذا التجمع الكبير الذي يشارك فيه مئات العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، وإدراك أهمية انعقاده لتعزيز السلم، ووقف لعبة «الدمار والفناء» التي يشهدها العالم الإسلامي، معتبراً ذلك واجباً دينياً وأخلاقياً. ودعا فضيلته في حوار مع «الاتحاد» قبيل انطلاق المنتدى يوم غد الذي يستمر يومين، إلى حصر إصدار الفتاوى في المجمعات الفقهية أو بالجهات التي تعينها الدولة لوقف العبث الذي يجري في الساحة. حول أهمية ودلالات انعقاد منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في هذا التوقيت، واستضافة الإمارات للحدث، قال فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس المنتدى، رئيس اللجنة العلمية للمنتدى، المنتدى أصبح مؤتمراً كبيراً بعد أن كان فكرة، وهو الذي ينعقد في وضع صعب، وفي موضوع مهم يتعلق بالأوضاع الكارثية للأمة، وعن موضوع مهم هو السلم. وقال إن الإمارات بلد فيها فضاء فسيح للسلم والسماحة، «هذا الفضاء الواسع الفسيح، والصدر الرحب والوجه الطلق، الباحث عن حلول لمشكلات، جذبنا إلى هنا، وجذب العشرات من العلماء ليقوموا بهذا الواجب الديني والأخلاقي، لأنه لا يجوز أن تترك الأمة في حال من الهستيريا يقتل بعضها بعضاً، وفي حال من لعبة الدمار والفناء، وهذا واجب ديني وأخلاقي قبل أن يكون واجباً مجتمعياً، هذا الشعور الذي تملك الكثير من العلماء والحكماء لم يكن غائباً عن قيادة الإمارات عندما وجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الدعوة لاحتضان هذا التجمع الكبير». وعن أهداف المنتدى قال فضيلته «أهداف هذا المؤتمر كبيرة، لكن عليها أن تكون متواضعة، كبيرة لأنه يهدف إلى إنقاذ الأمة من نفسها، ويهدف إلى إطفاء الحرائق، لكنه في الوقت نفسه لن يحكم على أية جهة، بل إنه يبحث عن السلام فقط، لأن من يريد إنقاذ الغريق أو إطفاء الحريق، لا يسأل لِمَ أو لماذا؟، بل سؤاله هو كيف أنقذ الغريق، وكيف أطفئ الحريق، لأن سؤال السبب أو العلة القيمة، والدعوة قيمة، هذا السؤال سيكون متأخراً الآن رغم أنه لن يكون مهملاً، لكن السؤال الأول الذي نريد أن نعالجه، هو كيف نوقف هذه الحرب المدمرة بجميع صنوفها وصروفها، بجميع مظاهرها وتمظهراتها، هي حرب لغوية باللغة بالكلام، حرب سلوكية في سلوك الناس، حرب التعامل والمعاملة، هذه مظاهر ما يجري». وقال إن كل هذه القيم مخالفة لقيم ديننا، وكأن الأمة نسيت أن هذا الدين يدعو إلى السلم، وأنه يملك منظومة كبيرة من القيم، ومنظومة فقهية كاملة تبين آليات التصالح والمصالحة، والتنازلات والتسويات، هناك مصطلحات فقهية تكاد تغيب عن مجتمعاتنا الإسلامية، هي الصلح والتحكيم، وإذا شئنا قلنا الإبراء، وهذه مصطلحات فقهية، والعفو. وهناك قيم كقيم الرحمة والحكمة والمصلحة، نحن نقرأها في الكتاب والسُنة، وكتب العلماء، ولكنها تغيب عن سلوكنا وعن علاقاتنا الاجتماعية، فالشريعة مصلحة كلها، وحكمة كلها، وعدل كلها، ورحمة كلها، هذا الرباعي يقول به العلماء، ونحن ُندّرسه طلبتنا، ولكن لا نبين لهم مدى مداه ومحتواه. ... المزيد الاتحاد الاماراتية